ربما هي حالة خاصة ! قررت أن لا يكون النهار وكلماتي في حلقية واقفة.. فتحت صفحتي البيضاء على ما اعتقد وبدأت لأكتب قصتي التي لها مئات العناوين وعشرات المقدمات...
جمعت حروفي أولا , حقرتهم ولعنتهم ثم بغلي الشديد دست عليهم بأصابعي التي احترقت بلمسهم..! ترى لما تعلمتكم وما نفعكم ؟ كنت فاعلا بكم فأصبحت مفعول به فيكم..! حروف كرهت أشكالها ومللت النقاط التي بلا معنى ! ما منفعتي بكم وماذا فعلتم لأجلي ؟ والله لو كانت لي ممحاة احذف بها جميع الكلمات واجد لصرخاتي لغة أخرى يسمعها ويفهمها بها كل البشر , فقط لأقول أني أموت.
حكايتي أنا. قطارات. عمري. أو كنت هنا. كلها عناوين لشيء دام ثلاثين عاما..
أما ما ازعم انه مقدمتي فقد كانت غصة علقت بحلقي وما قدرت على ابتلاع مرارتها ومروحة معلقة في السقف كأنها تصف حالي في تلك اللحظة وأنا انتفض بشهقاتي… كأنها وهي تدور تقول لي أنت معلق في إحدى أطراف أجنحتي , لعب بك الزمان ورماك تعاني الدوار...! اجل هكذا قالت وأفصحت بالصدق.........
أو أقول في ما اسميه مقدمتي أن هذه قصة عن كيف يطير الحلم , يتلاشى وقد كبلك الشلل فلا تجد القدرة على الحراك..! أنا هذا ما حدث لي فسقطت دموعي وألهبت خدي , سحبت لها منديلا لأجففها فرأيتني ألف به وجهي واضغط عليه بكفاية علني انسيني بالظلام صورة الحقيقة..!
أحلامي أودعها الواحدة تلو الأخرى..وأنا لا اصدق ! ماذا يمنعني أن افتح بابي هذا واخرج الآن إلى الشارع , احشد الناس بصراخي وأتخبط بينهم , اخبرهم كل الحقيقة , اخبرهم أني لم استطع... أني فقدتها... أني لما أعيش وأنا أراها تبتعد..أو لم تقترب !؟
كانت أحلامي بسيطة , ليس سوى بيت صغير ضيق فيزداد قربي منها قربا ويكون مجال الرؤية فيه أضيق فلا ترى عيناي شيء فيه سواها..حلمت بهذا , حلمت فقط بأن أكون راحتها الذي لا يدع العناء منها يقترب.. وحلمت بأن اسكن قلبها من الداخل ولكني احترت حين أكون فيه كيف سأتمتع بنور وجهها وابتسامتها..! إنها أحلام حبيسة لجمجمتي اللعينة , إنها غصة في حلقي فهل انتم تسمعوني ؟ إني المعذب.
هكذا كانت أحلامي المنفردة.. اعرف أني احلم الآن وان كل هذا هو كابوس.. اجل فحتى دموعي هي خدعة ! ستأتي أمي الآن لتوقظني وتقول إبراهيم , إبراهيم قم يا ولدي حان وقت المدرسة..
وأي مدرسة يا أمي الحبيبة ! وابنك فاشل لم يتعلم , جاهل كيف يعيش ؟ كيف وقد حطمته الظروف والبعد ؟ كيف يحيى بغير حبيبته ؟ تلك التي اقسم انه سيحب أبنائه فقط لأنهم سيكونون أبنائها ومنها..!
ربما سأعيش هكذا..! ربما ارحل دون حتى أن التقيها وأقول إني أحببتك واحبك.