السلام عليكم

________

في زمن بعيد كان هناك ضيعة بعيدة عن المدن تدعى ( الميادين ) اناسها طيبون الخلق , غالبيتهم فقراء , وأحوال الجميع بين عسرٍ ويسر والمحبة سائدة بين الجميع , يتزوجون من بعضهم البعض , وما كان ينقص تلك الضيعة أدوية لبعض الأمراض مثل الربو وغيره , وكل من يصاب بمرض الربو عندهم يكون امله بالحية قد انتهى , ومع مرور الزمن جاء إليهم شخص من ضيعة أخرى يدعى ( سعفان ) كان نابغة في العلاج بالأعشاب الطبيعية ولم يمر عليه مرض إلا واخترع له دواء , استقبله أهل الضيعة بالورود والزغاريد ولم يكن يعرفوا أن هذا الشخص قاس القلب وثقته بالناس ضعيفة ويحتكر كل مايعرفه له وكل همه بالحياة أن يزداد ماله , وبالفعل بدأ منذ مجيئه بدأ بتصنيع الادوية لبعض الأوبئة الموجودة هناك وكلما جهز دواء يبيعه ببداية الأمر بسعر مناسب ورخيص وعندما يستفيد منه المريض ويتحسن يرفع سعر الدواء وبهذه الحالة يضطر المريض لشراءه من جديد فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء , وبعد فترة بدأ الناس يضيقون ذرعاً منه ومن أفعاله ولكنهم مضطرون على مسايرته لأنهم اذا فقدوه لن يعوضوه بشخص آخر , استمر سعفان في طغيانه الغير مباشر بسلب أموال الأهالي لإعطائهم المطلوب ,

ومع مرور الأيام جاء أحد اطباء المنطقة ومناطق أخرى بعد تشاور مع أهل الضيعة للتشاور مع سعفان بقصد التقرب منه وتعلم المهنة بشرط أن يجهزوا له كل متطلباته للعمل برياحة , ولكنه سرعان ما رفض الفكرة من أساسها واتهمهم بمحاولة سلب علمه وتركهم عائداً لمنزله دون الاهتمام لمن يخاطبهم ومركزهم العلمي , ومع سعي سعفان المستمر استطاع أن يقدم الدواء للربو القاتل بتلك الأيام بوصفة عشبية ناجحة , خطط بأن يستغل فيها قدر الامكان من الاهالي , وعاد من جديد الأهالي يهتفون به لأنه بفضل الله سينقذ الكثيرين من الموت من هذا الوباء الخطير , فازداد تكبره واستغلاله وطلب أسعار أكبر من المتوقع حتى وصلت الحالة لبعض الناس ببيع أثاث منزلهم لشراء علبة دواء من أجل طفلهم أو والدهم , ولم تفلح كل محاولات الشيوخ وكبار الضيعة ليرخص الأسعار و بقي على موقفه والسعر يزداد كل يوم بشكل أكبر وثروته بازدياد على حساب الفقراء والمساكين , حتى جاء اليوم المشؤوم لسعفان , عندما كان في منزله يحضر عشبة جديدة , ومن دون انتباه تسقط منه علبة كحول على النار ليبدأ المنزل بالاشتعال , ومن شدة احتكاره لعلمه لم يهرب من المنزل بل ركض نحو كتبه واعشابه محاولاً الهرب فيها خارج المنزل ولكن النار لم تكن مستعدة لانتظاره فبدأت تأكل كل ما حوله حتى وصلت له ولكتبه لتحرقه وتحرق كل ما في المنزل , وبعد وصول سيارات الاطفاء كان الامر قد انتهى ومات سعفان ومات علمه وذهب ماله أدراج الرياح واحترقت كل كتبه وأدويته لتنتهي قصة رجل استغل أمراض الناس ليجعل نفسه غنياً دون أن يفكر بأن هناك من ليس لديهم قطعة الخبز يأكلوها.

.انتهى

^^

المحب الصغير MFM

فيصل