....... حب في الزمن القاتل ......... بقلمي
آخر
الصفحة
بيدبا الحكيم
  • المشاركات: 671
    نقاط التميز: 1455
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
بيدبا الحكيم
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 671
نقاط التميز: 1455
معدل المشاركات يوميا: 0.1
الأيام منذ الإنضمام: 5616
  • 12:42 - 2011/05/19

بسم الله الرحمن الرحيم

                         *************************

ضاقت الدنيا في وجهها ..وغمرها اليأس والقنوط ... حاولت مرارا أن تخلرج من هذه الحال القاتمة لكنها لم تفلح ،

وذهب مجهودها أدراج الرياح ... وازدادت بذلك يأسا على يأس ، وقنوطا على قنوط ... والآن و أكثر من ذي قبل

أظلمت الدنيا في عينيها ... ولم تعد تبصر نور الأمل .. بل انطفأ للأبد ، ولذلك قررت أخطر و أسوأ قرار في حياتها ..

وهو أن تضع حدا لهذه الحياة التعيسة التي لا تجني منها إلا الشوك و الأحزان ... و أن تضع نهاية مأساوية لقصة

الرعب التي كانت بطلتها !!!...

بيد أنها لا تملك الشجاعة الكافية كغيرها من الذين سبقوها في خوض هذه التجربة المريرة ... الانتحار !!!! ...

الثقب الأسود الذي يمتص كل ذرة من حياتك و إلى الأبد ... ويطرحها في مكان مجهول و مرعب بعيد جدا جدا ...

هي الآن مستعدة لذلك اتم الاستعداد بعدما تغلبت على عقبات كثيرة ، كانت تحول بينها وبين اتخاذ هذا القرار

المشؤوم ... و ااولى تلك العقبات و أقواها هي رغبة كل كائن حي في الحياة ، وتشبثه المستميت في سبيل

ذلك ... لأبعد الحدود التي لا يمكن أن نتصورها ... و وكذلك عقبة الدين والعقل و الأخلاق ... و أخيرا عقبة

تأنيب الضمير الذي خدرته بيأسها وقنوطها حتى صار شبه ميت ، لا يحرك ساكنا ، ولا يأمر بحسن أ أو ينهى عن

شر وقبح ... وبذلك هزمت آخر جنود الحياة ، وانتصر جيش الظلام .. جيش الموت الأسود !!!!...

قررت أن يكون ذلك سريعا ، وخلال الساعات القادمة ... لا تحب أتن تشرق عليها الشمس وهي حية !!!! ...

بل جثة هامدة ... ولكن ما الحيلة ؟ ... وما السبيل لتحقيق هذا الأمر الخطير ؟ ...

هي لا تحب أن يكون انتحارها بيدها .... و أمر آخر توده هو ألا يظهر الأمر على أنه انتحار ... ورغم أنها ستموت

على كل حال ، فكلام الناس كان له اعتبار عندها !!!! ...

تعبت في البحث عن سبيل ناجع لهذه المهمة ... و أي مهمة !!! ... ولكن كما يقال : من جد وجد ... وخاصة

في هذا الزمن الذي نعيشه حيث صار العالم كقرية صغيرة بل أصغر من ذلك ... ولا مشكلة في الوصول إلى

أي معلومة مهما كانت غريبة أو خطيرة أو غير ذلك ... يكفي فقط أن تقعد أمام أي جهاز حاسوب متصل

بالشبكة العنكبوتية ، وتكتب طلبك على أي محرك بحث ، تأتك الإجابة بل الإجابات في لمح البصر !!!! ........

                               

تمكنت من إيجاد حل لمشكلتها ... فقد طرحت سؤالها في الشبكة العنكبوتية في أحد المواقع الغريبة تبين فيه رغبتها في الانتحار ، لكن ليس بواسطها !!!!... انتظرت قليلا  ، فانهالت عليها إجابات عديدة تبين لها

أيسر الطرق للانتحار ... لكن وسيلة واحدة  هي التي لفتت انتباهها ، وهي الاستعانة بقاتل مأجور محترف ينهي العملية بسرعة ، ومن غير عناء !!!... والغريب في الأمر أن صاحب  هذه الفكرة المعتوه  زودها

برقم  لقاتل مأجور فعلا ... وكتب لها عبارة محيرة  قال لها  فيها ببرودة أعصاب :

- لو لم أكن أعلم أنك جادة في الانتحار ، ما كنت أرسلت لك الرقم ، وهذه  خدمة مجانية مني .. أرجو أن تجدي السلام لروحك  في العالم الآخر ... رحلة ممتعة .....

                                                    ******************************

حملقت في الرقم طويلا ... وارتجف جسمها الذي لم يبق له إلا ساعات معدودة

ليعيشها .. أحست بشعور غريب ، الآن بعدما حصلت على طريقة للانتحار ،

و أصبحت قاب قوسين من بغيتها ، كأن جذوة الحياة لازالت مشتعلة في أعمق

أعماقها .. وهي تخاطبها ، وتتوسل إليها بأن تتراجع عن قرارها المتسرع ...

 سحبت هاتفها النقال من جيب سترتها ، ونقرت الأرقام بسرعة ، وكأنها

تود أن تهتف لقسم الطوارئ !!!.. ثم ضغطت على زر الاتصال ، وانتظرت..

رن الهاتف قليلا ، ثم تناهى إلى مسامعها صوت خشن لرجل :

- من معي ؟

 أجابت بكل شجاعة :

- زبونة ترغب في خدماتك بأقصى سرعة ...

- و كيف حصلت على هذا الرقم ؟

 صمتت قليلا قبل الإجابة ، ثم  قالت :

- هذا لا يهم الآن .. هل أنت مستعد للخدمة أم لا ؟ ...

- أنا مستعد دائما ... ولكن ينبغي أن أعرف ما هي الخدمة ؟

 - أود الانتحار بطريقة سريعة الليلة ...

- حسنا .. أنا مشغول هذه الأيام .. ربما أخدمك بعد أسبوع أو عشرة

أيام ...

 ردت  وهي متوترة :

- لا .. لا .. أنا أود الليلة ...

أجابها  بكل برودة أعصاب :

- سيكلفك هذا كثيرا ...

- لا يهمني الثمن ، فأنا مستعدة لدفع أي ثمن تطلبه .. المهم عندي

هو أن تنجز الأمر  الليلة ...

فكر قليلا ، ثم قال لها :

- إذن ثمني هو 50000دولار .

-  بنبرة ارتياح أجابته :

- موافقة .. سيكون المال معي في بيتي .. والموعد هو الثانية عشر ليلا ..

 أريد أن يكون الأمر أشبه بحالة سطو ، وقتل .. هل تفهمني ؟ ...

- نعم .. أفهمك .. العنوان من فضلك ...

زودته بالعنوان .. ثم قالت له :

- إذن لا تنس  .. موعدنا الثانية عشر ليلا ...

 و أنهت الاتصال ... شعرت بارتياح وهي تنهي مكالمة الموت ...

فلم يبق لها سوى بضع ساعات ، وتنتهي معاناتها مع هذه الحياة البائسة

التي تحياها ..

 أما  برنامج الساعات المتبقية فكان غريبا جدا .. فقد قررت أن تستمتع

به إلى أقصى الحدود .. ضاربة عرض الحائط كل  شيء .. بدأت بتناول

السكريات التي كان يمنعها عنها طبيبها .. فتناولتها بشراهة ، وهي ترقص على أنغام موسيقى ملك البوب ( مايكل جاكسون) الصاخبة .. كانت في نشوة غامرة ...

 بعدها أخذت حماما ساخنا ،  ثم اعتنت بزينتها ، فهي تود أن يقبلها الموت وهي

حسناء !!!...

 ظلت في البيت حتى الساعة الثامنة مساء .. لبست ثيابا فاخرة  ومثيرة ، تبرز

مفاتنها بشكل فاضح .. لأنها ستقضي باقي ليلتها في ملهى ليلي راق ...

 و أكملت عدتها بتعطرها بعطرها الجديد  الذكي الرائحة ، والغالي الثمن ...

ألقت آخر نظرة على بيتها  الذي سترجع إليه  قبيل منتصف الليل  لللقاء الأخير ..

ثمركبت سيارتها الأنيقة و السريعة من نوع ( بورش) ، وقصدت النادي بسرعة

فائقة غير محترمة لقواعد المرور ، ولا آبهة  لسلامتها ...

 ما أغرب هذه الحياة التي نحياها ، وكأنها لا تحلو  في نظرنا إلا إذا كنا متيقنين

 أننا سنخسرها ... عندها وبطريقة غريزية  نتشبت بها إلى أقصى الحدود !!!!..

 

 

 ....... حب في الزمن القاتل ......... بقلمي
بداية
الصفحة