بائع الورد لم يترك معي شيئا إلاّ وأخذه مني، وردة صديقتي الذابلة ،تلك التي سرقتها من بستان الجارة في طريق عودتنا من المدرسة. ذات يوم وهو يبحث في مذكراتي تفاجئ بوجود وردة ذابلة بين أوراقي ،سألني وقد لبس قناع الغضب:
لمن تكون هذه الوردة.؟
ارتديت قناع الهدوء وأنا أجيب:كانت هدية من صديقتي.
مازال ذلك الغضب يسكن ملامح وجهه وهو يسألني:وما هو اسم صديقتك؟
أجبت بهدوء:اسمها سعيدة.
قاطع هدوء كلامي بالقول:ولما لا يكون سعيد.اقتلع الوردة من جنبات الدفتر ورمى بها نحو قاع السلة، لتختلط بأشياء كثيرة رمت بها يداه،قارورة عطر كانت هدية في عيدي ميلادي العشرين،رسائل من أصدقاء ،قصاصات جرائد قديمة،صورة كنت احتفظ بها تنير ذاكرتي في لحظات العتمة،أطراف الشال الأحمر ذلك الذي كنت أعشقه جدا والذي نسي بائع الورد أنه كان هديته لي في عيد ميلادي الواحد والعشرين.
مجرد خربشة صباحية"ن"
