السلام عليكم
سامح , رجل فقير , من عائلة كبيرة تتكون من 5 اخوة و 4 اخوات , بعد أن وصل لعمر ال 25 بدأت تراوده بعض الأفكار الذي تقل له :
مابك يا سامح؟ ألم يحن وقت الزواج بعد؟ وفعلاً اقتنع سامح بما نصحه به عقله وذهب لأمه وأخبرها بما يريد فردته خائباً بقولها له:
يا بني كم حلمت بأن تتزوج وبأن يكون لدي حفيد ولكن وضاعنا لا تساعدنا الآن فأنت الأخ الكبير وعليك الصبر قليلاً , خرج سامح حزين جداً لأنه يريد الزواج والسبب هو محبته لإحدى بنات حيه وخوفه من أن تضيع من يده , فلم يستسلم وعاد لأمه مرة أخرى وبقي يلح عليها حتى وافقت أن تخطب له على الأقل في الفترة الحالية والزواج بعد عام أو عامين , فرحة سامح لم تسع الدنيا فخرج يغني بأجمل الأغاني ,
استدل على بيت تلك الفتاة وذهب مع أمه لخطبتها , من الوهلة الأولى أعجبت الفتاة بالرجل وهو أساساً يحبها فوافقت عليه , قبل أن تعرف أن أهلها رفضوه لفقر حاله وأنهم يريدوا رجلاً غنياً لابنتهم يؤمن لها المسكن والعيش بهدوء , كلامهم كان منطقي فسامح كانت حالته المادية مزرية ,
وبنفس الوقت لا يمكنه ترك محبوبة قلبه أما هي فلم تتعلق به مثلما تعلق بها وكانت مستعدة لتركه فهي لم تقابله سوى مرة اوحدة,
عندما علم سامح برفض أهلها حزن كثيراً ولكنه أصر أنه لا يريد غيرها رغم معارضة أهله فهم لا يريدون له الذل , اتجه سامر من جديد
نحو منزل حبيبته , وقال لأمها : من بعد اذنك أريد أن أكلم ابنتك قليلاً أرجوكي , وافقت الأم ودخل الى الفتاة ,
وقال لها : أنا أحبك , لا أريد غيرك أرجوكي ابقي معي لا تتركيني , فأجابته أهلي يريدون رجل غني لي , رد عليها بقوله: ألا تستطيعين اقناعهم وأنا جاهز لأفعل ما تريدي فقط اقبلي بي, حزنت لحاله ولكن فجأة رأته يقبل يدها وقدمها ويرجوها أن لا تتركه , فنزلت دموعها ووافقت ووعدته بأن تقنع أهلها للموافقة , بعد اسبوع اتصلت به لتخبره بأنهم وافقوا ولم يعلم أحد سبب موافقة الأهل من جديد عليه والسر بقي بين سامح و سهام حبيبته , تزوجا بعد عام وعاشا حياة طيبة فزوجته كانت صالحة ولم تذكره بذلك اليوم الذي ذل به نفسه من أجلها حتى جعتله ينسى ما حصل أساساً وكلما يحاول تذكيرها تنكر هذا وتقول إنه حلم لأني أردتك دائماً , لم تكن ترغب بجرح مشاعر زوجها الذي أحبته من داخل قلبها , مرت الأعوم وأنجبت 3 بنات له ومع مولد كل بنت كانت سعادتهم تكبر وتكبر أكثر , فكل ولد معه رزقته فبعد مجيئ الثالثة أصبح سامح ميسور الحال اشترى منزل وسيارة وكل ما تحتاجه العائلة وهنا بدأت حياتهم التعيسة , لأنه حين أصبح غنياً لم يعد يعامل زوجته كالسابق وأصبح يتجاهلها كثيراً ويتأخر في العمل ولكنها لم تغير معاملتها فهي تنتظره كل يوم ليعود وتأكل لوحدها لأنه يكون قد أكل لوحده في المطعم , تسأله لماذا تغيرت ؟ يجيبها هكذا هي الدنيا يوم حلو ويوم مر , حتى اهتمامه ببناته فلذات قلبه لم يعد كالسابق أبداً ,
ولكن الزوجة صبرت من أجل بناتها فلذات أكبادها لدرجة أن سامح لم يعد يأتي كل يومين أو ثلاثة مرة للمنزل , ولم تخبر أحد بما يحصل حفاظاً على منزلها من الخراب , حتى دقت ساعة الصفر حين دخل سامح للمنزل وهو يبتسم ويضحك وهذا ما لم يفعله منذ زمن
وناداها : سهام تعالي قليلاً : جاءته مسرعة وهي تسأل ماذا تريد حبيبي؟ هناك أمرين أريد تخييركي بينهما
إما أن تذهبي لمزل أهلك مع بناتك وأرسل لك المقدم والمؤخر والنفقة مع ورقة الطلاق أو اضربك حتى تخرجي من هذا المنزل ولن اعطيكي شيئاً من حقوقك , لم تتحمل الصدمة فوقعت مغميةً على الأرض ولم تصحو إلا وهي بالمشفى يجلس بجانبها أمها وأختها ,
أخبرتهم بما حصل فقالوا لقد علمنا وفعلاً نفذ ما قاله وسيرسل لك ورقة الطلاق , بكت كثيراً وخرجت من المشفى الى المنزل لتخبر أبيها بحقيقة ما حصل منذ خمسة عشر عام وهي تقول له: أبي هذا الرجل الذي طلقني اليوم قبل يداي وقدامي حتى وافقت عليه , أخفيت سره وعاملته كرجل داخل المنزل وخارجه ليتركني مع 3 بنات وحيدة دون رحمة , تفاجأ الأب بما حصل وقام بحضنها وغضب أكثر بعد سماع هذا الكلام,
بعد شهر من هذه الحادثة ذهب الأب لبيت سامح, وطرق الباب لتفتح له امرأة صغيرة تزوجها بعد أيام من طلاق السابقة , فسألها انت زوجته؟
فقالت نعم انا زوجة سامح , طلب منها الدخول وأخبرها بكل ما فعله مع زوجته السابقة وكيف طلبها وكيف تركها في النهاية , غضبت زوجته الجديدة واتصلت بأمها وقالت أنها تريد الطلاق من هذا الرجل الذي لا يملك رحمة أبداً , وجمعت أغراضها وتركت رسالة لزوجها قبل ذهابها:
زوجي العزيز ان كنت تظن أنك بالذل يمكنك حصد ماتريد
فأنت مخطئ
فمن بدأ حياته بالذل بأمل الوصول للعليا سيعود ذليلاً كما كان
سامح نفسه فعل نفس الأمر مع هذه الزوجة , ولكن كان غبياً بتسجل كل أملاكه لحسابها, فتركته وأخذت كل ثروته وتقاسمته مع زوجته السابقة , وأعادته فقيراً للشارع كما كان قبل الزواج
مذلولاً يحاول العودة لزوجته الاولى التي دهسته بأقدامها و الأوان قد فات لأنها تزوجت من رجل آخر ونسيت سامح نهائياً واعتبرته حشرة من التاريخ , أما الثانية فبقيت عند أهلها تنتظر سعيد الحظ فهي مازلت صغيرة السن وينتظرها مستقبل كبير
ليدفع ذلك الرجل ثمن أفعاله
. انتهى
المحب الصغير
فيصل