ارادت ان تعيد النبض لحبهما
ففاجأها النبض المتوقف منذ الازل انه تعود منها الصمت
راقبوا الدهشة في عيونهما
معظم النساء أحببن عشقي لك و بجلن شوقي لك، و أحسسن باللهفة التي تضمني نحو حروفك ، و لكنني لم استطع يوما أن أرى نفس النظرات في عينيك إلي .
أهل كان ذلك الاشتياق إلى الكتابة أكثر مما هو إليك ؟
أكان حبي لك من وجهة نظرك مجرد جينات تحتويها تركيبة الدي إن أي لأبجديتي ؟
يا امرأة الأساطير و الخرافات في زمني ، أنا قد صورتك في عيوني كما رايتك فما ذنب قلبي إن أحب الناس حبي لك في الورق .
ماذنب قلبي إن كان مستعدا أن يحبك قبل الجميع ، قبل الكتابة و قبل الكلام ،و أن أمارس فني في عشقك أمام الجميع . دون حاجة مني لان ازور بعض الصفات التي أحبها فيك ، و أن أصورك حلما مستحيل الحصول لرجل غيري .
أنا قد جربت فيك معنى الحب و معنى الاشتياق و معنى السعادة و معنى الحزن.
نظرت إلى عينيك مباشرة كي املك من الوجع القدر الكافي لإعلان تمردي الأول و الأخير و هو أن
أطالبك بحقي الإنساني في الانتقام ، أريد أن أذيقك طعم رمادي كما أذقتني طعم الغياب و طعم الانتظار.
أليس من العدل أن أطالبك بان تكوني من يفك حبل مشنقتي ، و من يغرس الإبرة المميتة في شرايين يدي ، أليس من حقي أن أطالبك بمنحي فرصة واحدة كي أموت على يديك إن ما كان حبا فأهلا به من موت كان شنقا أو حتى رميا بالرصاص .
ابتسمت ، لعلني في تلك اللحظة لم أعي المقدار الذي انفرجت به شفاهي .
المهم باني وعيت على أنني اضحك و أنا التي منذ زمن بعيد كرست نفسها للحداد ، كل فساتيني كانت براقة لامعة ، كل كتبي كانت زاخرة بالحياة ، بالعشق ، بالشوق و بالموت في آخر الصفحات و كل أقلامي كانت ملونة بألوان قوس قزح ، فمع كل شروق شمس لأي حرف كانت تتساقط قطرات دموعي مثلما تفعل زخات المطر، كنت أعيش كي ادفن الحياة التي عشتها معك ، و أخلدك في عدد الرجال الذين أتوا بعدك، كنت اكتب ما بعد حبك ، و ما بعد حرفك ، و ما بعد موتي.
أهل من المنطقي أن أعيش الحداد بلون غير الأسود، أهل من المعقول أن أمارس هواياتي السابقة بنفس الشغف مع العلم أننا لم نعد نتشارك فيها ، كم من القاسي أن نلتقي أنا و أنت بعد الغياب ، و ينظر نحونا الجميع ، كما لو أننا تذكاران من زمن مضى .
هربت خشية من أن يأتي يوم تطالبني فيه أن نتقاسم الأصدقاء ، خذي أصدقائك الذين عرفتني بهم و أنا سآخذ أصدقائي ، خذي كتبك و قطتك و دفاترك و سريرك ، و اتركي لي غرفتي و طابعتي و أقلامي و فرشاة القطة .
أردتك أن تقول سهوا بينها و خذيني معك ، أردت من أعماق قلبي أن اسمع حنجرتك التي كانت في تلك الأيام صائمة عن الكلام معي تطالبني هكذا سرقة علنية .
أهل ذبحنا الحب أم جمدتنا الغربة , أهل سافرت أحلامك يوما إلى مكان لم نفكر في زيارته معا.
لم يرون فيك رجلا عاديا قد أحب و اخلص و انتهى الآن زمن الوفاء ، و لماذا يرون فيي امرأة خارقة تحب الرجال في الواقع و تقتلهم في الورق ، أهل أصبح الخروج عن المألوف الآن هو المنطقي .
أهل أصبح حبك لي عاديا بعد أن كان يذكر في نشرة الصباح و في نشرة مساء و في الفاصل الإعلاني بين البسمة و الثانية .
لماذا ...لماذا لا يطالبون بشوق جديد ، لماذا لا يطالبون بعنوان جديد في سلسلة حبنا .
أريد أن أقرا نفسي بين دفتي كتابك ، لأنني اكتشفت أنني عشت فقط بينهما.
أريد أن أحب نفسي فيك و ليس أن يحبني الناس لأنك كتبتني أو لأني كتبتك.
أهل ملكة الكتابة الآن صارت لعنتنا الجميلة .
أريد أن تقول لي انك كنت في هدنة مع الحب ، و انك لم تحس بقلبك من بعدي .
غيرتي من الحروف أن يسكن في معانيها امرأة غيري تعميني عن حقيقة انك ستتخلى بها عن صومك عن الكتابة ، لا زلت احجز لك مقعدا في زاوية الذاكرة لأنني دائما ما كنت انتظر عودتك.
رمقني بنظراته الحادة فور أن أتممت كلماتي و قال معقبا على كلامي ، كنت أرى فيك دائما ملكة و الآن فقط انتبهت انك تملكين وجهين وجها وديعا ملائكيا ، كلما نظرت إليه ازددت بك رأفة ، و وجه شيطاني كلما أردت اخذ ثأرك مني يا جميلتي .
احبك لا أنكر أنني كنت دائما بك شغوفا ، و لكنك بعد الغياب تعلمت أن تمري بجانب حبي و لا تنظري إليه .
تعلمت أن تتجاهلي شوقي ، و أن تأخذي إجازة من ماضيك معي .
أتريدين الآن بكل سهولة أن تعودي لشغل وظيفة حبيبة قلبي من جديد.
كل ما أحببته في عمري موجود هنا ، في قلبك ، في حياتك ، و أنت بعتني بأول مجدك.
أردت أن تبني حياتك بغيري ، و اعترفت انك تخلصت من كل ماضيك في جرائمك العشقية.
أم أنني رجل الصدف و الوقت الضائع و رجل الشوق و الكتابة.
و لكنني لست رجل الحب.
لا زلت في حياتك مهمة صعبة التحقيق .
كنت اعتقد دائما أن المرأة تتخلى عن الكثير كي تبقى الرجل الذي تحبه بقربها ، و لكنك غيرت رأيي و اكبر دليل هو تخليك عني كي تحققي لك الكثير.
كي نهرب من الماضي علينا أن نخفي آثار طريق العودة, لأننا كلما قررنا المضي أكثر نلتفت ورائنا أكثر.
أحيانا كثيرة أفكر أن أغير مدينة سكني، و مداد أقلامي، و أن أغيرك معها، كي أطابق الرجل الذي أصبحت عليه بعد غيابك.
و لكنني لا زلت احبك و اشتقتك، جاءه صوتها طاردا إياه من شروده بعد أن أكمل كلامه و قد ضاقت عن صدره أنفاسه.
و لكنني أيضا لا زلت احبك ، لا استطيع إلا أن احبك في الغياب أكثر ، لأنني تعلمت أن لذة الألم في غياب جسدك و بقاء روحك أجمل .
انك امرأة كل الأوقات ، تعطينني وعدا للبقاء كي ترحلي بدون وداع ، و تحضرين بشغف كي ترحلي و بداخلك كل البرود.
جاء صوته من جديد يخترق طبلة أذنيها كي ينتشلها من الدهشة التي سكنت حدقات عينيها عقب رده الغريب ، اهكذا كان يراها فعلا ؟.... أهل هكذا سكنت أيامه فعلا ؟....أكانت بمثل هذه القسوة وقت الرحيل ، و كانت بمثل هذه اللهفة وقت الحضور .
ربما علي أن أتعلم كيف أجيبك بدبلوماسية أكثر و أتخلص من نزقي الطفولي في الرد المستعجل كما قلت آنفا ، لأنه من الصعب أن نخفي جراحنا الدامية و نحن نجيب عن أسئلة بديهية ردها مجرد لغة يتكلمها الجميع و يمارسها هو.
أتعلمين انه إذلال للذاكرة أن نأتي لهذا المكان بعد الساعة الثانية عشرا ليلا, و الذي كثيرا ما جمع ليالينا الحلوة معا، و استفزاز علني لمشاعرنا المجمدة.
كان صوته قويا مقاطعا مجددا لذلك النور الفكري الذي أضاء بلمح البصر في عمق أفكارها .
لقد اقر انه يحبها في غيابها أكثر ، أهل هو الفراق المحتوم منذ لقائهما الأول، و رغبتهما الملحة في الحب الورقي ، و في العيش مع الجميع إلا مع بعضهما ، و في أن لا يشتاقا إلا لبعضهما و لأقلامهما .
بقلمي : زنبقة البحيرة
و ممنوعة عن هواة القطع و اللصق في المنتديات الاخرى
