
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
حياكم الله أيها الأخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات
فريق بالإسلام أحيا بمنتدى الدعوة والإرشاد يطل عليكم مجدداً بحملة جديدة
موضوع حملتنا عن القدوة الحسنة الصالحة
تظل القيم والمثل العليا حقائقَ مجردةً لا تأثير لها ولا فائدة حتى تتحوَّل إلى نموذج عملي في حياة البشر؛ فتؤثر في تصرفاتهم
وسلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وتبقى المناهج التربوية مجردَ حبر على ورق، وكلماتٍ لا روح فيها، ولا تشغل حيِّزًا
سوى المساحة التي احتلتها مما كُتبت فيه، حتى يطبِّقها الناس في حياتهم، ويتخلَّقوا بها، وتتحوَّل إلى نموذج عملي
يكون على أرض الواقع.
ورحم الله صاحب الظلال؛ فقد قال:
"ستظل كلماتنا عرائس من الشمع؛ لا روح فيها ولا حياة، حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح، وكُتبت لها الحياة"
وهل نموت من أجل كلمات لم نعِش لها ولم نتخلَّق بها ولم تتحوَّل إلى واقعٍ في حياتنا؟!
وقد قالوا قديمًا:
"عمل رجلٍ في ألف رجلٍ خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجلٍ"
ومن هنا تنبع أهمية الموضوع الذي نحن بصدد الحديث عنه.. ألا وهو القدوة؛ فما تعريفها؟ وما النماذج العملية لها من حياة
الرسول صلى الله عليه وسلم أو حياة السلف الصالح رضوان الله عليهم؟ ولماذا القدوة؟
ثم بعض الوسائل التي تساعدك على أن تصبح قدوة.
قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالقدوة
حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها مليئة بالقدوة، وكذلك أفعاله وأقواله صلى الله عليه وسلم،
قال الله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )( 21 ). سورة الأحزاب
اعلموا إخواني بأن المسلم مطلوب منه أن يحسن اختيار أصدقائه، لأنه يتأثر بعملهم و أخلاقهم، فإن كانوا أصدقاء سوء
تأثر بهم و بأخلاقهم السيئة، وإن لم يشاركهم أعمالهم السيئة، فأنه وافقهم عليها وهذا أثم كبير يقع عليه، ويصنف تبعاً لهم.
و صدق من قال: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقـــــــارن يقتــــــــدي
وإن كانوا أصدقاء خير تأثر بأخلاقهم الحميدة وأعمالهم المرضية لله عزوجل، وكانوا له عوناً على طاعة المولى عز وجل،
وبينون له مواطن العلل فيعمد إلى إصلاح نفسه، لأن هناك من يذكره بتقوى الله ويذكره بالموت وأجله، والقبر وظلمته
والقيامة و أهوالها، والنار وعذابها والجنة ونعيمها.
وفي حديث رواه أبو داوود قال:
حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن حدثنا بن وهب عن سليمان يعني بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" رواه أبو داود.
نوصيكم إخواني بالدعاء إلى الله عزوجل بأن يوفقنا وإياكم بصحبة صالحة تدلنا على الخير وتُعينُنا على الطاعات،
وأن يصرف عنا أهل السوء ومجالستهم والتأثر بأعمالهم وأخلاقهم.

الآن ننتقل بكم إلى عرض محتوى هذه الحملة التي نرجو من الله أن ينفع بها
ويرزق خيراً كل من سيقرأ ويستفيد منها عملاً وقولاً .

فقرات الحملة
|