-- رحــــــــــلة إلى الـــــذكرى -- .... بقلمــي
آخر
الصفحة
moslimx

  • المشاركات: 3131
    نقاط التميز: 2187
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
moslimx

كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 3131
نقاط التميز: 2187
معدل المشاركات يوميا: 0.5
الأيام منذ الإنضمام: 6692
  • 17:17 - 2011/04/09

 

رحلة إلى الذكرى

 

انتبه فجأة إلى تاريخ اليوم في الأجندة التي أمامه, ليتذكر أن الرحلة الحقيقية قد مر عليها أكثر من خمس سنوات, فراودته الرغبة في استرجاع الذكرى ولحظات انهارت فيها كل التوقعات وجاء سلطان الحقيقة ليقطع رؤوس الشكوك...

لم يعرف ثمن رحلته الطويلة معها إلا بعد أن أسدل الستار على مسرحيتها وافترقا, هي التي أقسمت أن تلازمه ولو اقتضى منها ذلك حياتها, آثرت أن تعيش وإياه حلم لذكرى جميلة, والتي مازال لحد اليوم يحتفظ ببعض بقاياها في دولابه الخاص... شاهد على قصة عاشقين.

لكن تمثيليتهما على مسرح الحقيقة لم يكتب لها أن تعمر طويلا.

إلتقاها في ذلك اليوم متغيرة الوجه, فشعر أنها تحمل إليه نبأ صادم : لقد قررت أن تتزوج بأحد معارفهم وتعيش معه خارج البلاد... تكلمت كثيرا, وشرحت له الأسباب. استشهدت بوعودهما الأبدية في الحب. لكنه كان واهما غير واعي, لم يتذكر كلمة قالتها, بل بقي سادرا في التأمل وغارقا في صدمته.

_ كيف يعقل لها أن تتركني ؟ يحدث نفسه ... كيف لها أن تضحي بحبنا من أجل حياة مادية أفضل ؟هل لها أن تهنئ بعد فراقي ؟...

 

أصابته وعكة صحية جراء صدمة كادت أن تنهي بمطاف حياته داخل مستشفى الأمراض العقلية, هناك أرادت هي أن تتخلص من آخر ذكرياتها في هذه البلاد, كمستحضر للتجميل انتهت صلاحيته...

 

استفاق يوما من سباته وألمه وقرر أن يمضي قدما في صفحة جديدة من الحياة, ويسخر تركيزه وطاقته إلى دراسته الجامعية, سنة أولى ... ثماني سنوات قضاها في حرم الجامعة, استنزفت كل مجهوداته الفكرية والجسمية , قبل أن يعين أستاذ محاضرا بإحدى أكبر جامعات أوروبا , ويودع الفقر وضعف الحاجة إلى الأبد...

 

بعد نهاية إحدى محاضراته , التقت عيناهما, انقطع الإحساس بالواقع وارتفعت دقات القلب ...

 _ لم أعتقد أننا سنلتقي أبدا : لم يكتب لزواجها طويلا, لتفترق بعد عام ونيف من ذلك, وتعيش وحيدة في روتين يومي, الدراسة صباحا ونادلة مقهى مساءا . وجها الشاحب ونظراتها البائسة يؤكدان ذلك بقوة ...

 _ ليتنا نعود لأيامنا السابقة . تحدثه متأملة في نضارة وجهه ونشاطه

 _ اعذريني آنستي. يقاطعها في أدب مصطنع . ماعادت مياه إلى ينابيعها  أبدا, ولم تعد بيننا غير علاقة الطالب بأستاذه , . قبل أن ينصرف من أمامها مغادرا المدرج في هدوء...

 

استفاق على صوت مضيفة الطائرة وهي تعلن عن انتهاء الرحلة , فأغلق الأجندة وغادر...

 

 

 

 

                                                                                                                                                           عذرا على الغياب الطويل عن المنتدى

 

 

 

27_3_2011

 -- رحــــــــــلة إلى الـــــذكرى -- .... بقلمــي
بداية
الصفحة