أحببنا الحياة من أجل بعضنا، و كم كانت تبدو جميلة في أعيننا
كانت أجمل الأمثال تضرب عن حبّنا لدرجة أن الكثير كان يحسدنا
كنتُ و ما أزال لك بركاناً من المشاعر الجميلة و الحنان و أنت لي صمام الأمان
عشنا أجمل اللّحظات و جاء يوم حصد أطيب الثمرات، الذي جعلنا نحلم و نتطلع و نخطط
لأروع القصص و الحكايات...كنت أحس بها في أحشائي و مع كل حركة يدق قلبي و يكاد
يتحرر من بين ضلوعي فرحاً و ما أجمله من إحساس، ستصبح أباً و ستكون أحلى و ألطف
الآباء و سأكون أماً رائعة بل أروعهن و أسعد الأمهات...
لكن لحظة !! ما بك عزيزي؟ ما لي أراك شارد الذهنِ؟ لا تسمعني و لا تقاسمني أجمل اللّحظات؟
فما خطبك و لما تهرب مني بوجهك و لما صمتك و نظراتك الشاردات؟
لما لم أنتبه !!! قد أعمتني فرحتي عن السؤال، أنت أطلت الحديث مع الطبيب فماذا أخبرك
عني و عن الجنين و ماذا قال؟
جلس بقربها و أخذ يديها و هي متلهفة و الأسئلة تكاد تنطق من عينيها بدل فمها..
نظر إليها و أطال النظر إلى عينيها و قال: هدئي من روعكِ، و ثقي بالله و بي فأنتِ بالنسبة
لي كل حياتي حتى و إن لم يكن فيها أولادي...
تعجبت !! لكن طفلك في أحشائي و سيرزقنا الله بأجمل البنات !!
قال: لا يمكن الإحتفاظ بهذا الجنين فهو خطر عليك و لا بد من إنزاله حتى لا أفقدك..
مستحيل !!! كانت صرخة تسبقها العبرات و كادت تنهار من هول ما سمعت..
إنتظرت هذه اللّحظة منذ سنوات حتى كدت أفقد الأمل في أن أصنف بين الأمهات و اليوم
أنزله و أتنازل عن أمومتي؟ !!

آسفة لن أفعل، سأتمسك بآخر خيط أمل حتى و لو دفعت حياتي ثمناً، فأرجوك لا تحرمني
و دعني أحتفظ به و ادعو الله لي و معي أن يحفظه و له يبقيني...أرجوك ضع نفسك مكاني
أرجوك...أرجوك...أرجوك... كانت آخر كلمات تتلفظ بها شفتيها بعدما سرى مفعول الحقنة المهدئة في عروقها
ليخمد نار أعصابها الثائرة كالبركان و تغص في نوم عميق ينسيها صدمتها و لو لحين....
بقلمي و ريشتي...