مناجاة
جَميعُهم ينبَهرونَ لسِحرهَا ، يلفِتون الأنظارَ صَوبَها .
سحرٌ على ضِفافِ الرّبيع .. يُنادي الفصُولَ كلَّها ..
الكلّ يأخُدهُم العِشقُ و الشوقُ إليهَا
و يَجدُها الخَريفُ متَبرّجةً يَحِقّ القصَاصُ عليها .
يُناجيهَا الرّبيع .. عَبْرَ الأثِير ..:
** كَيف لِي أن يَكُونَ لي عِندَكِ الحَظّ الأوْفَر ؟ **
يَسبقُها الخَريفُ ليُجيبَ عَنهَا لاهِثاً :
** إلاّ إذَا اسْتعدَدْتَ أنْ تُهديهَا طَلاءَ الخُدودِ الأحْمَر !! **
يَرُدّ الرّبيع .. آمِلاً في وصَالِها .. :
** و مَاذَا لوْ تَوّجْتُ رَأسَها بالوشاح الأبْيَض ؟ **
مُسْتهزءً يُجيبُ الخَريف :
** غُبارُ المَيادِينِ يَجعَلُ مِنَ الأبْيض أسْوَد **
جَميعُهمْ يلفِتُونَ الأنظارَ صَوبَها ، شَمالُهُم و جَنوبُهُمْ ،
شَرقُهُمْ و غَربُهُمْ ، لَيلُهُم و نَهارُهُم .. الجَميعُ يَنالُ مِنْهُمُ العِشقُ العَظِيم .
الشّمالُ في مَيدَان الثّيرَانِ يَهتِفُ لِـلُـقْياهَا ، الجَنوبُ بَينَ كُثبانِ البَيْداءِ
مُتَحَرّشاً يَسْتَعدُّ لاغتِصابِها ، الشَرقُ عَلى كُؤوسِ الرّاح يَستَمْتِعُ بِالرَّقَصات ،
و الغَربُ على طاوِلَةِ الوَلائِمِ يَسِنُّ الأنْيابَ يَنْتَظِرُ الفَجَوات
و يَتَساءَلُ لَيْلُهُمْ مُرْتَعِداً خَوْفاً عَلى لَيْلاه :
** أيّةُ لَيْلى هَذِه تَتَحَدّى بِسِحْرِها لَيْلاي ؟ **
إلى من ألهمني ...فاتح