اعتراف
إهداء
إلى الذي يقول لي دائما بأني أجمل النساء
رغم أني أعلم بأني لست أجملهن !
و يعاملني في لحظات غضبي كالأطفال
«نحبهم مهما لنا أساؤوا»
على رأي الشاعر نزار قباني..
يحدث كثيرا أن تلعب معنا السعادة لعبة الغميضى التي لعبناها و نحن صغار، تغمض أعيننا و تطلب منا آن نبحث عنها، اجل نبحث عن السعادة و ننفذ نحن الأمر بسذاجة أحيانا و أحيانا أخرى بحنين من يريد آن يعود به الزمن إلى الوراء ، إلى أيام الطفولة، و تستمر لعبة الغميضى سنة و سنتين و ثلاث و كل منا يبحث، بعضنا يطلبها في المال و بعضنا يطلبها في الجاه و بعضنا يطلبها في السفر و آخرون في العمل، لا ادري لماذا كنت الوحيدة الذي بحثت عن السعادة فيك.بحثت عنها في عينيك التي حملت لي في تموز صقيع العالم كله فشعرت بموجة برد في حين كان الناس يرمون عنهم ملابسهم، أما أنا فأردت الالتجاء السياسي إلى دولتك ، و الإقامة هناك إلى الأبد.
و همست بيني و بين نفسي أنا قد وجدتك ايتها السعادة..وجدتك في الحب..
لازلت اذكر ذلك اليوم جيدا، اليوم الذي التقينا فيه صدفة و "ما أجمل اللقيا دون ميعاد" كنت أنا ذاهبة لإجراء مسابقة للتوظيف ، كم كنت قلقة و متوترة حينها. أردت إيقاف سيارة أجرة نفس السيارة التي أردت أنت إيقافها، و رحت اصرخ قائلة باني أولى بها منك و ابتسمت أنت في وجهي دون أن تغضب أو تستفزك كلماتي قائلا:
"روحي الله يسهل"
لماذا لم تصرخ في وجهي يومها لماذا لم تكن جزءا من الشجار الذي أردت افتعاله لأنفس عن قلقي و توتري، اعتقد انه مرض العصبية الذي أعاني منه و مرض الهدوء -فالهدوء في عرفي مرض هو الآخر- الذي تعاني منه أنت.
في بلادنا يوظف الشباب عن طريق المسابقات في أحيان كثيرة و قلما تكون هاته المسابقات نزيهة فأصحاب "الأكتاف العريضة" شاركونا حتى في هاته المسابقات ، و حشروا أنوفهم فيها مغيرين نتائجها حسب ما يناسبهم و يناسب "أحبابهم" ، لذا لا يدخل شبابنا هذه المسابقات بأحلام كبيرة بل بأمل ضئيل أما أنا فإضافة إلى إصابتي بمرض العصبية فانا مصابة بمرض التفاؤل لذا تراني على رائ القائل :
متفائل و اليأس بالمرصـــــــاد متفائل بالسبق دون جيــــــــاد
متفائل بالغيث يسقي روضنــا وسماءنا شمس و صحو باد
متفائل بالزرع يخرج شطئـــه رغم الجراد كمنجل الحصـاد
أيام بعدها خرجت في نزهة مع صديقة لي تمشينا طويلا قبل أن نرتاح على مقعد في إحدى الحدائق، هناك ضرب لنا القدر موعدا آخر رحت انظر إليك و أنت تمر أمامي بخطوات واثقة و ابتسامة مميزة، أتراك شعرت بنفس ما شعرت به و ابتسمت أنا الأخرى لك ابتسامة شجعتك على الحديث كان حديثا فيه ارتباك واضح مازلت أضحك ملئ رئتي كلما تذكرته.
غريب كيف أن ذاكرتنا تختزن صور أولئك الذين قد لا يعنون لنا شيئا و تفاجئنا بها في الوقت الغير منتظر هكذا كانت صورتك تقفز في بحيرة أفكاري و في أحلامي أما أنت فكنت تقفز في معظم الأماكن التي كنت أتواجد فيها كنت معتقدة حينها أنها صدف و لكن الصدف زادت عن حدها ، ضحكت كثيرا من نفسي يوم اعترفت لي بأنك كنت تتبعني و لم تكن تلك مجرد صدف !
لم أتوقع يوما آن يكون لقائي الأول بالشخص الذي لطالما حلمت بان يسكنني مدن الأحلام في موقف سيارات الأجرة و أن يتحول الشخص الذي صرخت في وجهه بكل قوتي أكثر من مرة إلى حبيب !
كيف استطعت أن تدخل دائرة اهتماماتي بدون جهد ..دون أن تضطر لقراءة شعر بودلير او فولتير أو لوركا ، بعفوية و بساطة تخلع عني غروري و هوسي بالتميز و تحولني الى متواضعة حد الدهشة ، كيف أكون مختلفة و أنا معك..مازلت أتسائل !
عشرون عاما مضت علينا يا زوجي العزيز و أنا مازلت أذكر عنا كل التفاصيل الصغيرة ،كل المواعيد، كل الهدايا و أيضا كل الشجارات . لم اعرف قبلك شخصا تحملني كما فعلت و حقق أمنياتي و رغباتي دونما تذمر أنا المرأة المتطلبة جدا ووقف معي في السراء و الضراء.
رائعا كنت يا زوجي منذ لقائنا الأول و أنت تقول لي بابتسامة هادئة " روحي الله يسهل " و ألاف المرات التي تصرفت فيها معي بحكمة و تصرفت معك أنا بعصبية و قلة صبر، كم كنت طفولية و كم كنت رجلا احتواني و اخذ قلبي مني بهدوء !
لم اعرف ما أقدمه لك في عيد زواجنا العشرين فكل الهدايا أصغر من أن تعبرلك عن حبي و ورود العالم كله لا تكفي لأخبرك كم أحبك فهل ستقبل مني كلماتي هاته و اعترافا صادقا بأنك أروع زوج في العالم ؟
في عيد زواجنا العشرين سأسير معك في مرتفعات " لالا ستي " كما أخذتني هناك في عيد زواجنا الأول و سأنسى لساعات باني امرأة أربعينية و سأكون مجنونة بمرتبة الشرف !
زوجي العزيز سامحني على كل هفواتي في العشرين عاما الماضية ، سامحني على كل أخطائي و ما أكثرها و شكرا لك أيها الرائع،شكرا لأنك زوجي شكرا لأنك اخترتني من بين كل النساء لأكون زوجتك.
عيد زواج سعيد و كل عام و أنت حبيبي