وقت مستقطع
تناولت فنجان قهوة ساخن و هي لاتزال تمسك الكتاب بين يديها ثم دون أن تضعه أخذت الهاتف و اتصلت..
- لقد قرأت ديوانك الشعري انه أكثر من رائع !
- شكرا أتتصلين في هذا الصباح الباكر لتخبريني بهذا ؟
- أكره أن أؤجل الأمور لأنها تفقد طعمها.
- أي قصيدة راقتك ؟
- تلك التي تقول فيها:
غدا سوف يأتي الشتاء
و لن تكوني مليكة قلبي
ككل شتاء…
- يبدو أن كلانا مغرم بالشتاء !!
- اجل..هل تدري انك حالة غريبة ؟!
- أدرسيني إذن …
- أنا بحاجة لمن يدرسني ، أحيانا اشعر أني لست أنا ، اشعر أني انتحل شخصية غيري ، احتاج لمن يقول لي ماهو موطني الأصلي و أي المناخات يناسبني أكثر و في أي فصل تورق أحلامي!
- أتحاولين أن تكوني نبتة ما
- و لكن نبتة غريبة..اكلة للبشر مثلا ..أوتستطيع الكلام..
- أو تكتب الروايات دون أن يحاسبها البشر
تضحك و تضيف:
- أستاذ رائد..هل تعلم الكتابة نوع من الاعتراف الذي نجهل عواقبه..هي فتح الأبواب للغرباء ليكتشفوا أسرارنا الداخلية و إعطائهم الحق لمحاسبتنا لذا أخاف الكتابة.
- و لكنك موهوبة !
- شكرا و لكن الموهبة في أيامنا هذه قد تقتلك
- أتخافين الموت لأجل ما تؤمنين به؟
- أبدا أنا لا اقصد قتلي بل قتل من أحب ،للأسف نحن لسنا مسؤولين عن أنفسنا فقط..هناك آباء و أقرباء قد تقتلهم كتاباتي.
- إذن لن تكتبي بعد الآن !
- لا ادري ربما في ظروف أخرى أكون فيها غيري.
يجيب مازحا :
- تقصدين حينما تصبحين نبتة.
- اقصد حينما أصبح حرة .
تضع سماعة الهاتف و تعود للقراءة.