فجأة سمِع صوت رنين رسالة رقمية تصله على بريده الإلكتروني، وضع مسَدسه العزيز فوق الطاولة إلى جنب الذخيرة و بندقية الصيد و الكَلاشينكوف و أسلحته النارية المتنوعة، ثم حمل حاسوبه المحمول بين يديه و فتح الرسالة دون أن يهتم لمرسِلها، أتم قرائتها بسرعة دون أن تظهر على تقاسِيم وجهه أية تعابير، ثم أخذ مذكِّرته و دون فيها بعض المعلومات قبل أن يمسَح الرسالة من بريده. بعد ذلك فتح موقعاً لأحد الأبناك السويسرية، ثم دخل لرصيده السري فوجد مبلغاً مهماً قد أضيف إليه كعربون للصفقة الجديدة، إبتسم إبتسَامة شريرة، ثم أخذ جهاز التحكم عن بعد و رفع من صوت الموسيقى إلى أقصى حد، و إرتمى على سَريره و إسترخى عليه.
إستيقظ باكراً في الصباح الموالي، و بعد تناوله لوجبة الإفطار في المطبخ نظر إلى ساعته ثم توجه إلى غرفته حيث إرتدى بذلته السوداء، و في أثناء خروجه من البيت حمل معه حقيبتة الصغيرة التي أعدها سلفاً بالأمس قبل أن يخلد للنوم في وقت متأخر.
إستوقف سيارة أجرة بعيداً من منزله ثم طلب من سائقها أن يوصله إلى الشارع العام حيث يوجد مقر المحكَمة العليا، بعد عدة دقائق وصل إلى وجهته، نَزل من السيارة و هو ينظر بتمعن إلى العدد الكبير من سيارات الأمن المركُونة على الرصيف، و حشود قوات الأمن و الصحفيين الواقفة حول بباب المحْكمة الذي يقع في الجهة الأخرى من موقعه، بعدها رفع نظره نحو أسطح البنايات المقابلة للمحكمة، لم يطل كثيراً التفكير ثم تقدم نحو إحداها.
في أثناء ركوبه للمصعد لبس قفازه الأسود ثم أخرج من حقيبته آلة تصوير فوتوغرافي و وضع على بذلته بطاقة تعريف مزورة كَمصور صحفي. توقف المصعد بعد دقائق عند السطح، خرج و هو يبحث بتمعن عن مكَان يناسبه، نظر إلى ساعته و أخذ ينصب بسُرعة دعائم آلة التصوير، و بعد أن إنتهى أخرج من حقيبته قطعاً أخرى فولاذية أخذ يركبها مع بعضها البعض بمهارة إلى أن أصبحت بندقية للقنص.
في هاته اللحْظة بالذات سمع أصواتاً لصفارات إنذار ثلاث سيارات شرطة تقترب من المكان، نظر إلى َساعته ثم حمل بندقيته و هو يبتسم بغموض. توقفت سيَّارات الشرطة أمام باب المحكمة فخرج منها رجال الشرطة و إلتفوا حول إحدها، فعلى ما يبدو فإنهم يحاولون أن يحمُوا شاهداً مهماً في قضية مخدرات أو إختلاس أو أمن دولة، هذا مادار في خلده و هو يصوب بندقيته صوب حشدهم منتظراً الفرصة المناسبة لنزول الشاهد الذي يرتدي الملابس المدنية من سيارة الشرطة الوسْطى.
فتح باب السيارة أحد رجال الشرطة، فخرجت منه فتاة في مقتبل العمر كانت تضع على رأسها قبعة سوداء، لم يستطع أن يتبين ملامحها من خلال عدسة بنديقيته لأنه كان يقتنصها من خلف ظهرها، و مع ذلك لم يهتم لذلك و لا حرك فيه حتى شغف الفضول، بل صوب بندقيته بإِحترافية صوب رأسها، و في اللحظة التي توقفت فيها هي عن الحركَة، ضغط على الزند بدون أن يرجف له جَفن..