|
قال تعالى:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
البقرة
وقال تعالى:
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)
التوبة
يحتفل العالم في الثالث من ديسمبر/كانون الأول باليوم العالمي للمعاقين وبهذه
المناسبة نقدم رسالة تقدير ومواساة لكل انسان أو انسانة من ذوي
الاحتياجات الخاصة كيفما كانت نوع حاجته
ومهما كانت درجتها. ونسأل الله العظيم أن يعافي كل مبتلى وأن يمتعه
بكمال الصحة والعافية.
اعلم أخي أختي من ذوي الحتياجات الخاصة أن ما أصابك هو من قضاء الله وقدره فاصبر
واحتسب الأجر لله. فلا شك أن اعاقتك فيها الخير بإذن الله وذلك للأسباب التالية:
1- هذا قضاء الله وحكمه فهو المتصرف في ملكه كيف يشاء. فاصبر وانظر لمن
هو أشد منك بلاءا وإعاقة. وانظر لمن هو معاق و محروم كذلك من نعمة كبيرة
وهي نعمة الإسلام التي تحفظ صاحبها من الخلود في جهنم.
2- الله يحبك لذلك ابتلاك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه " .
أخرجه أحمد ( 5 / 272 ) و السياق له ، و أبو داود ( 3090 ) و ابن سعد في "
الطبقات " ( 7 / 477 ) و كذا البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 73 ) و ابن أبي
الدنيا في " المرض و الكفارات " ( ق 69 / 1 )
3- الله سبحانه سيجازيك على اعاقتك بتكفير الذنوب وتكثير الحسنات ورفع
الدرجات.
عن أبي سعيد و أبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول :
" ما يصيب المؤمن من وصب و لا نصب و لا سقم و لا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 17 :
أخرجه مسلم ( 8 / 16 ) و الترمذي ( 1 / 181 ) و ابن أبي الدنيا في " الكفارات "
( 69 / 1 و 76 / 1 ) و أحمد ( 3 / 4 و 24 و 61 و 81 )
وفي الأخير أحب أن أبين أن واجب الأمة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة هو إعانته وقضاء حوائجه
ومساعدته... فإن وُجد من يفعل ذلك سقط عن الآخرين, وإن تخلف الكل
عن ذلك أثم الجميع. فاللهم اهدنا لسواء السبيل.
مقتطفات من خطبة الجمعة بمدينة وجدة
| 
