لمحة تائهة أنا | | مشرفة سابقة | حكم بمسابقة قلعة التحدي بمنتدى القصة القصيرة | ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 17335 ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 6082 |  | ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 2.6 | ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6710 | |
مات الكلام فقد انتحر القلم باختياره بعد أن سكب آخر قطرة على
ورقة مهترئة سبقته في الانتحار !
--
في غرفة مظلمة متآكلة الجدران من فرط الرطوبة ، لا يكاد شيء يغطي جدرانها ولا أرضيّتها .
كل ما بها سرير قديم يكاد ينهار لو تحاملت عليه قليلاً ، ووابور * دار عليه الزمن ومضى ، وكرسيّ محطّم
تمّ زرع آلاف المسامير بأرجله في محاولة يائسة لرؤيته واقفا لكنه أبى أن يفعل وكأن الرقدة قد أعجبته ،
وبقايا جسد بشريّ مسجى على ذاك السرير يئن ليل نهار ليُشكِّل مع الصنبور المثقوب سيمفونيّة لا
تتوقف ؛ دخلت فتاة ترتدي أسمالاً تحمل بين أصابعها المتسخة كيسا أسودا وضعته على الأرض وأخرجت
منه علبة دواء بانت متوهجة في ظل ذاك المكان الكئيب اتجهت بها ناحية الصنبور لتملأ كوبا بالماء وتمد به
يدها إلى تلك العجوز المسجاة على السرير لتعطيها الدواء ، بعد أن أطعمتها القليل من بقايا طعام
أحضرتها بصحبته .
وبعد انتهائها من طقوس كل يوم المعتادة ارتمت على الأرض لتسترجع أنفاساً فقدتها على مدار يوم من
الشقاء المستمرّ بين جنبات الحارات والطرقات لتقتنص من الدنيا ما تستطيع اقتناصه كيّ توفِّر حقّ دواء
أمّها ، أمّا الطعام فقد وجدت من مقالب القمامة ملجأً لها كما كان لكثير من أمثالها !
تجرّأت يوما وتساءلت فيما بينها وبين ذاتها ، هل سيأتي يوم وتنجلي تلك الغمّة وتعيش يومها كما يعيشه
أصحاب المنازل الفسيحة ، أو أولائك ذوو الملابس النظيفة ؟!
لم تكن يوما جشعة أو ذات متطلبات كثيرة ، جلّ ما حلمت به هو علاج لتلك المسكينة التي لم تحتمل
ضربات الزمن فخرّ جسدها مريضاً ، لم تحلم سوى بعيشة نظيفة ، ومصدر عيش يُجنِّبها مرّ السؤال ، لم
تتطلع سوى لغرفة مضيئة ترى منها نور الصباح فتُفرّق ما إذا أتى الليل أو راح .... انتفضت من
أفكارها على صوت أنفاس متلاحقة لأمّها فهرعت إليها لتجدها شاحبة كالأموات ، وما لبثت أن صارت
من الأموات ، لم تعرف ما العمل ؟ ولم ترتض الدمعة أن تنحدر فقد جفّت كما جفّ كل
شيء نضر بالحياة .
شعرت بسعادة تختلج بين حنبات صدرها حينما توارت أمّها تحت التراب ، فهناك ستجد الراحة والسكينة
، وستُرحم من ألمها وأنينها ليل نهار وستنعم بالجنّة إن قبلها المنّان ، لكن سرعان ما تذكرت وحدتها ،
وشقائها في تلك الدنيا المظلمة فتعكّر صفاء وجهها الذي لم يدم سوى للحظات ، وكادت الدمعة تفرّ
من عينها ، لكنّها تذكرت أنّ الله معها ، وإن كانت قلوب البشر تحجّرت ونسوا ما للفقراء من حقوق
عليهم ، فربّ تلك القلوب لا ينسَ خلقه أبدا ، وإن كان اليوم غائماً ، فغدا سيأتي مشرقاً ،
في الدنيا كانت أم في الآخرة !
تمت
--
الوابور : موقد بدائي يعبّأ بالجاز ، ذو عين واحدة .
--
إهداء
إلى من أراهم يجولون بالشوارع باحثين عن لقمة عيش هنا أو هناك ،
رحم الله أيّام الخليفة عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - !
بانسيهـ
16/10/2010
عذراً إن أصاب الوهن قلمي
فقد صدأ رأسه من طول الغياب . |
|