قلوب في الذاكرة .................. بقلمي :زنبقة البحيرة. الجزء الخامس جنون العتاب
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
زنبقة البحيرة

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 23747
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 4405
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
زنبقة البحيرة

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 23747
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 4405
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 3.7
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6459
  • 18:11 - 2010/09/19

 

 ليلة منحرفة

ما زلت اذكر قولك يوما:" الحب الأبدي لم يكن مصيرنا بل طريقنا إلى الأدب "

لا اعرف هل أهنئ الأدب على ما أوجدانه معه من إبداعات ,أم أعزي الحب فينا على خيبة الأمل .

 لا أعرف حقا كيف أصف تلك المرحلة من حياتي عندما كنت أكتب لعينيك, و أنا أتخيل كيف ستكون الابتسامة مرسومة على شفتيك .

 أحيانا أشعر بأنانيتي ...لأنني أرى بعيون اللاوعي أنني كتبتك في الكلمات كي تعرف كلماتي, و ليس كي تُعرفي أنتي معها.

 إني أوجدت  تلك الكلمات من خلالك , أجل لربما هذا صحيح و لكن رغم ذلك كنت أحبك .

لا اعرف هل استعمال الفعل في صيغة الماضي يدل على أني نسيت, أم هي كانت وسيلتي كي أتناسى خلال السنوات التي تلت رحيلك عني , السنوات التي تلت رحيل الأدب عني .

لم اقترف خطيئة الكتابة   منذ فترة طويلة , منذ تفكيري في أنك سترحلين, هل كان خوفي من فقدانك سبب صومي عن الكتابة؟........أم الكتابة صامت عني معلنة انه وقت رحيلك...........؟

لطالما كنت أيتها الأديبة قوية الشخصية , و أنا بقربك أشعر أنني أذوب في عالمك الوردي , لن أنكر أنني حسدتك كثير المرات على إبداعك, و كلما سألتك من أين تأتي أفكارك.......

 و تجيبين علي بتلك النظرة التي بعد غيابك فهمتها .

 كنت أراها   جميلة ساحرة و لكن بعد أن غبني  رأيتها على حقيقتها.....  كم كانت هي نظرة ساخرة تقتل رجولتي , هل كان حبي لكِ أعمي كي لا أرى أنني أهُنت وقتها أم أنني كنت أعمي بصري عن تلك الأمور كي تبقي لي.

لا اعرف لما أعادك إلي الزمن هذه الليلة الباردة في بلدي , منذ رحلتي على أول طائرة تغادر مطار الوطن , شعرت باليتم اجل لا تستغربي يتمي , اني قد تيتمت من حضن الحرف الذي كان يغريني ان اراه يبتسم لي و لوابتسامة شاحبة كانت تعنى غيري ا كثر مما   تعنيه لي , كنت ارى في حقيقة الكلمات انها قصص اخرى لعوالم اخرى لم اكن انا مرسوما فيها و لكن كان يعجبني انا اراك شامخة في القصة كما في الحياة .

اللعنة على هذا البرد اليوم الذي غلف ليلي بشوق دفين اليك ,عاد لينبض بين اضلعي منذ رايت طائرتك تحط على   ارض البلاد  في نشرة الاخبار, لقد اختفيت من عمري سنوات كنت اوهم نفسي انك قد رحلت وانا نسيت , لم اسال عنك و لاعن دواوينك و لا عن قصصك كنت قد اصبحتي عندي سلعة منتهية الصلاحية و امراة بلا قلب , لكن اليوم عدتي الي بعد الغياب ,  عدت و لا اعرف هل عادن معك صلاحيتك او قلبك ,و انا اقرا في الجرائد عن حفل توقيعك للكتاب الذي رسمتي قصتي فيه , هل يعقل انني اصبحت اليوم مجرد رجل كان و مضى ليصبح   على الرف مع بقية الرجال و الذكريات , يا الهي لا اعرف لما لم  افهمك عندها .

لما كلما سألتك عن الأفكار أجبتي بنفس الابتسامة و قلت:  الرواية و القصة هي مجرد مكنونات نظهرها الى العلن بعد ان تصبح بلا قيمة داخلنا نخرجها كي نترك حيزا للجديد نخرجها كي لا نترك الرماد يتنفس معنا اوكسجين الحياة , هل اصبحت اليوم مجرد رماد بعد ان كنت انا جسد الحياة في وقت ما .

الليلة ساقترف جنون الكتابة من جديد , اشتهي ان انحر براءة الاوراق البيضاء التي سكنت كثيرا درج مكتبي , كتابك بالقرب من يدي لم اشتره لم استطع ان ادفع عدة دنانير ثمن حكايتي.

كيف ادفع ثمنا لما عشته انا , هل يعقل ان ياتي علينا الزمن ذات يوم لنصبح هكذا اشباه اشخاص ,اشباه شخصيات في اروقة حياة عشناها و حفنة اوراق كتبت بحبر اسود في طابعة ببلاد المهجر هل هذا ما اصبحت عليه فعلا .

ليلتي هذه مجنونة علي ان اخترق كل الحواجز التي بنيتها هذه السنين ,حتى استطيع التخلص من كل رواسب تواجدك في عالمي, ايتها المراة المفترسة غادري ليلتي.

دعيني اخنقك في حروفي كي تهربي, اريد ان ابدع من جديد بعيدا عن تدخل عينيك بين اسطري ,اريد ان اعود مجددا ذلك الاناني المتباهي الذي في يوم ما كان يعجبك , لا تنكري انني كنت ابدو الوحيد المناسب لك عندما كنت اكتب لك بتلك الطريقة , اعترفي انك كنت تذوبين كلما امتدح احد حرفي   و كنت على   برائتي اعتبره فخرا بي , و لكنني اكتشفت انه فخر لان تكوني لرجل مثلي وقتها .

اليوم ساجعل ذلك الرجل يولد من جديد كي يعيدك الى الحياة في قصة كما فعلت به, اليوم ساحترف الكتابة كما لم افعل يوما.

حاجتي كبيرة الى نهش جسم تلك الاوراق المكتنزة في ادراج مكتبي .

 هل الورق سلاح للانتقام؟

هل يعقل ان يكون سلاح الجريمة المشتهاة ؟..... ام مجرد منفضة غبار عن شريط الحياة   

      الذكريات هل نحن من نشعلها ام هي من تشعلنا و تطفينا , بارادتها نحن نسير و نتوقف مع توالي الايام , لطالما اردت ان اكون استثنائيا كي اكون جديرا بك و بحبك , و لكن فهمت في اخر المساء ان الاستثنائية معك هي البقاء بقربك , انت لا تطيقين الوحدة , و لا تطيقين الرفقة , انت فقط تطيقين رفقة الحروف ووحشة البشر.

 هاهو ذا انا ذلك المغمور على حد وصفك لي في كتابك ترى هل يعقل انني كنت فعلا مغمورا وقتها اكثر من الان ام انك كنت تبررين لنفسك سبب رحيلك عني , هل تتوقعين انه ان عذرك الناس عن فعلتك ساصفح عنك و انسى , انني نفس الجرح الذي رحلت عنه و لكنه فقط اصبح يسيل دما بعد ان كنت اسيل حبرا و شوقا لقد انتميت بعد رحيلك الى صنف البشر بعد ان كنت في زمنك ملكا و عبدا للكتابة , هل اعود لعبوديتي اليوم اشتهي الثورة و اشتهي الشهادة , و اشتهي ان اسمع زلزلة صوت القلم يجر نفسه على سطح ورقتي التي نسيت راحتي ملمسها .

لماذا فقط مع عودتك اعود كي اكتب...............؟

ترى هل تدركين انني بعد ان كنت ارتشف قهوتي الصباحية الحلوة, مع ملعقة من سكرية حبك .

اصبحت مرة ككل ايامي منذ رحيلك , هاته الكلمات التي اردت ان اخرجها من قلبي ,

عارية كما تخيلتها مجردة من كل منمقات الكتابة و اساليب البيان ,قوية كما اردتها , مشتعلة كما حلمت بها ,فلم هذه اليد المشلولة   تابى ان تركض نحو قلمي , اهل اصبحت الان فقط اعى بكل كياني   ان الكتابة اليك قاتلة   ,و الكتابة عنك موجعة, كما كان حبك في حياتي ضربة قاضية .

لم اعرف كيف بامكاني كتابة اول جملة   هل يمكن ان اقول   :

"لا زلت ايتها المتمردة ,متمردة في كل شيء تشبهين بلدي وقت ثورتها , و انا ما زلت نفس الجسر الذي عبرت عليه يوما للضفة الاخرى و لكنه تهشم تحت اقدامك "

هل استطيع ان اكتب اليك  مثلا لاقول :

" لما كل هذه الكلمات الكثيرة كي تشرحي للناس قصة خيانتك معي , كان عليك فقط ان تبدئي بقول انا القاتلة و اسردي بعدها عليهم حبكتك الجميلة لوضع النهاية "

اتدرين يا سيدتي اشعر انك خلقت كي تكتبي قصتي التي اوجدت فصولها بنفسك , كان علي ان ادرك مع اول درس لك في فن الحياة , انك شبح للموت و الخراب, و ملاك للحروف و الكلمات, كان علي ان ادرك بفطنتي كانسان عاقل و واعي انك كنت اكبر بكثير و اجمل بكثير من ان تكوني حقيقية حتى في الاحلام   , هل يعقل ان تعود مجددا احلامي التي رحلت معك .

ساكتب اليك و المشكلة انني افكر في الكتابة بعد رحيلك او قبل رحيلك , فقد اصبح هذا هو المقياس في الزمن , و لكن اتعلمين سرا , ان العودة الى الكتابة بعد الغياب شيء مثير , ان تعرفي لذة ما ينتظرك و تحسين بشوق اليه كبير , و تحسي بالجنون كما لو انك تعودين مجددا الى المراهقة فالكتابة معك كانت مراهقتي و شبابي ,شيء مثير جدا و احمق جدا و حاجتك اليه كبيرة كما التنفس و الماء.

كل شيء عاد الى سابق عهده الليلة , انتِ و انا و الاوراق و الجنون , اشعر ان معرفة مكان تواجدك يستفزني كي اكتب شيئا رائعا   لن تطاله طائلة التمزيق ما دام يتكلم عنك , فلا زلت كما عرفتك تحبين الكتابة المشتعلة حبا او انتقاما لا يختلف الامر لديك ما دامت كلها حرائق في القلب .

في هذه المدينة التي التقينا بها و احببنا بعضنا بها , شاء القدر ان نلتقي فيها مجددا بعد الفراق و لكن كي نكره بعضنا, كي نحقد على بعضنا , بعض المدن لا تستطيع تحمل فكرة انك اتيت اليها و لم تترك بداخلك ذكرى , عليها دائما ان تجعل من شريط حياتك بها فرحا او مجزرة.

هل اشبه مدينتي الصامتة هذه حد التطرف ام انها من تشبهني في تكوينها .

اتذكرين عينيك و انت تودعينني على سلالم العمارة , شعرت يومها بالغربة و انت المهاجرة , شعرت يومها انني يتيم رغم وجود ابوي ,يومها و انا انظر الى عينيك تذكرت يوم لقائنا   احسست فيهما   بطعم الغرق اللذيذ ...وربما اعتذار مسبق عن كل الجراح التي ستتركينها بي في يوم من الايام .

تابعتك و انت تغادرين جسدا شاحبا من اللون الرمادي , و مقبرة كبيرة لمشاريع احلام .

هل ساكتبك اليوم على دفتري او جامع اوراقي كي اعلن انتحارك الجميل من ايام حياتي , و حفل تابينك في قلبي........

في الواقع اشعر بنعاس شديد و يدي المشلولة بفنجان القهوة تابى الخضوع لسلطة القلم  كما ترفض كل الامور في بلدي سلطة السلطة ,هل اتركك لليلة اخرى   كي تزيدي ماساتي ليلة   او انحرك الان على اوراقي و اعلن انها ليلة واحدة في العمر هي ليلتي المنحرفة .

اشتياق ما قبل اللقاء

 

 ابدا مباشرة بتقمص الدور

 و عش معه ما كتبه سابقا ليتمم ايامه

التي تلت تلك الامسية الحزينة و التي فكر فيها بنحرها

اشتقتها..... هذه المراة التي كانت بكلماتها الحلوة تسكرني   فاشعر بالثمل كلما قابلت عيني   لمعات شفاها , كانت في سطوتها اشبه كثيرا بآلهة الحب و الجمال عند الإغريق في زمن الوهية الخيال , ترى هل بعد هذه السنين و عندما اذهب لموعدي معها سأشعر بقيمة الكلمات التي تقال أم أن كل ما سأفعله بنفسي هو الصلاة في محراب أحداق عينيها, سأراها تحرق أوراقها بحضرتي كي تشتعل, لطالما ذكرتني بافعالها المزاجية حروفها, اجل كانت تكتب لأنها تحب الاحتراق , أهل كانت تعي و هي تحرق قلوب الرجال بين دفاترها ....بأنها تحرقني معها فانا بعقليتي الشرقية كنت أحب تملكها لنفسي, و لكنها كانت ترفض زمن الجواري ,كانت تحفة ببساطة الأمر, و لم أتقبل أبدا أن أراها معلقة على جدران كل المنازل التي أزورها كلما شعرت بوحدتي .

رغم كياني المنفصل لا زلت اشعر بالانتماء إلى سنوات جنوني معها لربما هو حاجتنا نحن البشر لشيء يفسر رغبتنا المكبوتة في الانسلاخ من جلد التعقل , اجل لربما كنت أحب في طفولتها و هستيريتها ذلك الزمن الذي اعلم في قرارة نفسي انه إن ذهب لن يعود.

اشتقتها.... اشتقت تفاصيل أنوثتها, تلك المرأة التي تخلع عنها ثوب العشق كما تغير كل النساء أثوابهن بعد يوم كامل في المطبخ ,أو بعد حمام دافئ, لقد كانت امرأتي تغير ثوب العشق كلما قررت الهروب من سلطة العادة , و أحقية تسلط العاشق التي يكتسبها بالأقدمية.

هل يحق لي أن استشعر بعدها بطعم الح ب أم أنني اعلم علم اليقين, أنني انتظر فقط قدومها كي أزف إلى قلبي نبض الحياة و كي أعيد إلى رئتيي  هواء عطرها , و كي أعيد إلى شرياني   الدماء المسلوبة منه وقت غيابها.

في تلك الليلة   أردت رحيلها , أردت بكل صدق المشاعر أن اسلبها حرية الاختيار في البقاء , أردت أن اجردها من كينونتها الأنثوية داخلي, كي استشعر من جديد طعم الألم و طعم الحياة.

 مرت بخاطري ذكرى أول قبلة كتبتها لها بشفاهي على راحتي يديها , كم شعرت يومها بانثوتها و هي تسترق النظر الي بهدوء بين تلك الإيقاعات الصامتة ذات اللحن العذب الذي شكله انتظام تنفسنا , حتى في ابسط الامور انسجمنا , في لحظتها وعيت أنني كنت أفكر فقط فيها من بين كل تلك النساء أردتها هي , لانها كانت تظهر كما السراب و عندما وجدتها إحدى الصباحيات المنسية في الشارع تأكدت أنني لست مخبولا كما كان يقول عني الأصدقاء , و أنا   اصف لهم امرأة حياتي.

عدت يومها لمقهانا الذي نجتمع به جميعا, كي أعلن و بكل فرحة تشع من عيوني أنني وجدتها , صرخت و قلت لم تعد حلم هي أجمل من الحلم و اكبر من الحلم.

و بعد ذلك اليوم اعتبرت أنني خلقت من جديد , فلنقل قد سلبت من أمي بعض حقوقها الحصرية في أنها أول من رآني يوم ولادتي,و أنها من منحتني الحياة وقت خروجي من رحمها, ترى هل يحق لي أن احتفل بميلادي بعيدا عنها , أن احتفل بميلادي مع امرأة أخرى ,   أمي منحتني حق التنفس , و امرأتي منحتني حق الحب.

هل يعقل أن يكون الحب مصيرا لكل القلوب, أم أن من يشعرون به هم المحظوظون من البشر, لم أرد أن انتبه كثيرا إلى تلك التفاصيل الدقيقة, فقد كانت أنوثتها اكبر من التفاصيل الكبيرة و التفاصيل الصغيرة.

لاادري لما بعد أن أمضيت تلك السنتين أودع فيهما ذكراها و اركبها القطار كل يوم  من محطة أفكاري و أودعها بنفسي حاملا في يدي منديلا ورقيا كي امسح به بعض قطرات العرق المتصببة من جبيني .ذاك الجبين الذي اجهده التفكير و ظهرت عليه بعض تجاعيد الزمن الصعب كما يقولون, احببت ان اراها لمرة واحدة كسيرة بقربي , ليس ابدا حب التظلم و انما كانت رغبتي الدفينة في ان اراها تلتجأ الى ذراعاي وحدي,من   بين كل البشر كنت ارغب بشدة في احتواء حزنها بين احضاني.

 هل تاملت انني بعد ان اراها ستكسر في قلبي تلك الشجون, و ربما سأفكر بمنطقية البشر و سأتخلى عن احلام الصبا, لقد كبرت بعدها سنتين من عمر جسدي , و كبر قلبي قرنين من كثر همي .

اردت ان يجمعنا القدر من جديد ,حاجة ملحة في داخلي , ان تعيد   مع حضورها و لو لدقائق ابتسامتي , لا زال طيب عطرها الساكن في خلايا الذاكرة الحسية لذاكرتي يحببني في ذلك العطر, من التخلف أن اعترف في قرارتي أنني كرهت كل النساء اللواتي يضعن عطرها, كل النساء اللواتي تلبسن مثل ثوبها المفضل , في ذلك الموعد المؤجل بيننا دائما ,تراها تذكر انها مدينة لي بلقاء ام انها نسيتني في خضم حياتها, او انها بعد هاتين السنتين ستأتي رفقة الجميع  و تضحك مع الجميع و ستحضر كل المناسبات الا حفل تابيني .

لا زلت مشتعلا   أم أنني لا زلت انفخ النار في رمادي , لا أحب ان اعتبر نفسي مهزوما أمام فتنتها و قوتها  في جرحي, فاتنة هي في كل الحالات ثائرة متمردة هادئة شريرة هي لا تستطيع ان تكون الا جميلة و فاتنة  ,   اهل يحق لي ان اقبع   في طابور صداقاتها كما جميع الرجال انتظر أن يأتي ذلك اليوم الذي يحل فيه دوري أم سأطالب بمكاني بحكم الاقدمية و أحقيتي في التواجد بقربها .

لا استطيع ان اطلب من القدر ان يكون عادلا معي   لأنني اعرف أنني سأكون ساعتها مجرد غبي يطالب الموت ان يغادرنا كي نعيش دون هدف و دون موعد.

احب ذلك السخاء من الزمن في الحب , تبدو الثواني الجميلة مستمرة في الذاكرة , و لكنني اكره تبذير الزمن في الوجع تغرقنا لحظاته المرة التي لا تنتهي , أصبحت أفكر بكل جدية في افتتاح حزب للضحك

علينا المطالبة بحقنا الدستوري في بسمة واحدة ممنوحة مرة في السنة و بهدية مفرحة مرة في العمر, و لكنني اخجل أن اطلب في رسالتي إلى من سيمنحنا الهدايا أنني أتنازل عنها لأنها كانت فرصتي الوحيدة كي ابتسم مع الجرح.

فأخشى  إن طالبت بها ضاعت من يدي إلى الأبد.

ترى هل من الجنون أن أطالب قلبي بنسيانها و هي التي لم تنسني و لا مرة , كانت كل رسائلها المسجلة بغير عنوان مرسلة إلي, أم هذا الذي كنت اقرأه و أنا استعيد كل حرف كتبته و كل شهقة بين سطور كتابها , لا ادري هل الكتابة لديها جريمة أم الكتابة لديها سر , كي نعلن في الكلمات ما تخفيه الروح

نعطيه ثوبا جديدا و اسما جديدا و نقول عنه خرج هكذا مفضوحا إلى العلن , اجل أنا في قمة جنوني أتكلم بالحكم .

كنت انتظرها دائما   في نفس المكان على امل ان تعود للذكريات طعمها وفيت للمكان و للذكرى  و على قول أحلام مستغانمي في كتباها عابر سرير:" كان على حسب قوله رجلا وفيا للأمكنة في أزمنة الخيانة"

" يا الهي لم أتوقع أبدا أن التقيك مجددا هنا " كانت هذه كلماتها عند اللقاء   كنت مدركا أن حضوري أشبه بتهريب مومياء   فرعونية من متحف القاهرة, كيف احضر بكل رفاتي إلى حفل تأبيني و أنا ابتسم.

"ماذا افعل إذا كان كل شيء دائما يدفعني إليك ؟"

كنت ارغب أن اذكرها بأول أيام لقائنا _و هي تتثاءب بهدوء خلف كفها البض_ بأنني كنت دائما أدوربمدار حضورها .

لا استطيع إلا أن أكون موجودا كما لو أن شرطي القدر كان يراقب كل خطواتنا كي يجمعها , و كي يسبب لي أول حادث  عشق و حادث حب .

- "كما أرى لا زلت   كما أول عهدي بك خفيف الظل و لكن ظننت أني لن ألتقيك   بعد كتابي "

-"لماذا هل تشعرين انك أنقصت من حقي فيه أم انك منحتني شرفا لا استحقه, أن أكون رجلا على رف جميع البيوت فلن استطيع أبدا إنكار انك أصبحت   حلما ينام عليه جميع الرجال ,و ثورة ترغب كل النساء في المشاركة فيها, هل لا زلت تعملين على توثيق   جرائمك العشقية بين أروقة كتاب؟ أم انك قررتي التوقف عن تجريب وصفاتك السرية في إشعال محرقة القلوب و عواطف البشر.

 هل أخبرتك أنني كنت سأقتلك.......؟

فتحت عينيها ببعض الابتسامة و هي تقول: "لم أفكر أبدا أنني سأكتب عنك بتلك الروعة, لم استطع أبدا أن أحرمك حق الحياة في الورق كما حرمتك من حق الحياة معي, أهل تعلم؟... كلما كتبت منك شيئا مسحته , فكرت أنني كتبت عنك الكثير و لأول مرة خشيت أن أبوح, أن أتكلم بدون أقنعة , و أنا تعلمت أنني لا استطيع أن أرسل روايتي إلى المطبعة دون أن أكون قد أنهيت إلباسها ثوبها الفضفاض و أنهيت عليها علبة الماكياج التي  تغطي كثيرا من جوانب الحقيقة.

و لكنني كنت متأكدة في نفسي انك و أنت تقرا ستجدنا فيه, ستجد أحلامنا التي غابت عليها الشمس منذ سنتين............... هل أخبرتك أنني لم أرد   توديعك قبل السفر؟

فعلا !

لم انتبه يومها عندما أتيت إلي لتقولي انك ستغادرين مهاجرة ارض الوطن و ارض حبي , انك تمزحين في الوداع و الحزن, لا اعرف لما يومها كنت تُكسرين على درجات سلم تلك العمارة المهترئة , أردت ان أراك نفس الثورية التي رفضت أن تكون كما الجميع ,لن أنكر أنني في أحيان كثيرة عذرتك على غيابك و لكنني لم استطع أن اغفر..... الغفران امر كبير   لا يملك الكل ذلك القلب الطاهر الرحيب كي يصفح عن كل الأخطاء..... نسيت هل أخبرتك أن عمارتنا المهترئة

قد سقطت؟... نجونا فعلا بفضل أعجوبة, كنت أتمنى ان أبقى معها   كي لا اشعر أنني أصبحت كيانا في الذاكرة.

هل لا زلت تشعر بالمرارة ؟

أنا !كيف يعقل أن تتوقعي مني شعورا كذلك , لا نملك الحق في الاحساس بالمرارة من شيء كان اجمل مافي ايامنا , هل اخبرتك انك لا زلت جميلة؟ متاكد ان الجميع قال لك ذلك و لكنني اردت ان ابدي لنفسي حقيقة انني ما زلت قادرا على مجاملتك دون حاجة مني للحزن او التوجع, هل فعلا التغزل بك لم يعد من الأمور التي تحتاج مني بذل جهد كبير, لربما تتوقعين أنني لا زلت نفس الرجل الذي رحلت عنه في ذلك اليوم   الخريفي الكئيب.

لا اعرف لماذا استشعر في كلامك لوما عنيفا مغلفا ببعض الكلمات البراقة , لم استطع أبدا آن أنسى كلماتك الحلوة بحقي .

 قالت و هي تبتسم و تضع يدها الصغيرة التي كانت تذوبني بين راحتي كفي الخشنين:

" أيها الشرقي لا زلت كما أنت , ام تراك أصبحت تكره هذه المدينة التي تشبهك حد التطرف كما سبق و قلت بنفسك ........كان علينا ان نوجد لانفسنا مدينة لا تقبل الا بالذكريات كي نستطيع ان نعيش فيها, بردها جليد و حرها قاتل .

 انا و انت نشبه هذه المدينة في كل شيء علينا فقط ان نعيش بعيدا عنها, الا تفكر ان نلتقي ؟..... جاء كلامها المقاطع لحبل الافكار التي استرسلت فيها و انا اربط وجه الشبه بيننا و بين مدينتنا, واصلت كلامها بعد ان لمحت نظرة الاصغاء المطيع على حدقات عيني .

 لا زلت أدين لك بموعدنا المؤجل فلدي الكثير من الكلام الذي اختزنته في ذاكرتي .

لقد أحضرت لك أول نسخة من كتابي الجديد لا اعرف هل كنت اشعر في قرارة نفسي أنني سألتقيك أو ربما طمع مني في إبقاء شيء يخصك برفقتي , لم أخبرك أنني كرهت جدا مطابع المهجر كنت ابحث عن أي عربي يطبع لي كتابي و هو يستمتع بالتهام صفحاته بسرعة و على عجل, كما لو انه يخشى القبض عليه و هو يغازل ابنة الامير في قصر الخلافة.

الا زلت تكتب بنفس الاسلوب اشتقت أن اقرا شيئا ناريا محترقا , الا زلت حروفك تشتعل ام انك تعلمت الكتابة بخنوع كما الجميع و الوقوف في الصف كي يقبلوا منك ولائك بهدوء و دون اثارة أي شغب في كرسي الحكم.

ابتسمتُ بهدوء .... هي نفسها لم تكبر و لم تصغر و لم تقِّل فتنتها, كل ما حدث هي انها غابت سنينا من الجرح و رجعت إلي بجرح أعمق , صحيت من سرحاني ببسمتها و قلت :أتدركين انك امرأة لا تستطيع الا أن تعجب الجميع , أظن الأمر   غصبا عنك   و خارج عن حدود قدرتك , و لكنك تكرهين أن تفقدي سيطرتك فتجبرين الجميع على الاعتراف بأنك صاحبة السلطة بأي مكان تذهبين إليه .

كنت اتاملها بلهفة ليست من حق ذلك الانتظار المشبوب بالشغف,و لكنني لم استطع منع نفسي بعد سنين الغياب من ان اقراها ككتاب شهي على عجل , تدور صفحاته بين يدي كما لو اني أطوف بينها و عيني تسترقان النظر اليها بوجل , و ندخل حرب صمت في حوار طويل أجلناه منذ زمن.

لم ارها منذ فترة طويلة تضحك مع أنها لم تغب عن بالي و ربما غابت عنادا مني أيام   مكابرتي على الجرح, و لكنني رايتها ساعتها تضحك و هي تقول : لا زلت تعرفني لم اشك يوما أنني و إن غبت عنك قرنا سأجدك نفس الجائع للكلام معي , لطالما كانت علاقتنا خارجة عن مألوف الحب و البشر , اعتقد اننا خلقنا كي يكون هنالك عدل في كل شيء لا استطيع ان اوجد بمفردي في هذه الحياة ,عليها ان توجد لي ضدي كي نوجد التوازن المطلوب بين البشر ,  لا زلت على   انتظار وفائك بالوعد.

   الموعد المؤجل

أريد ان افهم ايتها الجميلة الا تكبرين ؟

ابتسمت بوجهي هي نفس ابتسامتها ,لماذا لم تبهت و لماذا لم تكبر منذ سنتين ؟

ام ان عيني من فقدتا قدرة التمعن في التفاصيل الدقيقة قرب ضوئها المبهر , كيف ساخبرها انها لم تضيع انشا واحدا من اراضي انوثتها العذبة و كيف اخبرها اني

رغم كل محاولاتي المستميتة في التعري من حقيقة وجودها , لم انجح و لو للحظة .... فلم اجد الا ان ابتسم لها . ببساطة ان ابتسم لامراة يحمل قلبي من طعناتها اكثر مما يحمل جسد شهيد مات في ساحة القتال , مات حبا للوطن و للكرامة , انا لم امت.... انا فقط اثخنت بالجراح و خشيت ان افقد اخر فرصة لي في دخول الجنة ان اكملت بطريقتي الخاصة غرس الخنجر اكثر بصدري .

ابتسمت لها و انا ساعتها فقط وعيت بكل حواسي الانسانية الكم الهائل من الاشتياق الذي يحمله صدري لها , لماذا في سنتين لم افتقدها , لماذا في سنتين كانت تخطر على بالي وهي   تتهادى كراقصة شرقية على لحن الالم و تختفي بنفس السرعة, لماذا خلال سنتين لم اشعر بالحنين و لم اشعر بالفقد, و لم اشعر بالشعور .

هل ادركت في عقلي الباطن انه لا فائدة منه ذلك الشعور الخانق , فبرحيلها اتخلى عن انسانيتي , ام انني برحيلها خرجت من دائرة المحظوظين بالجلوس قرب الشمس   و اللعب باصابع الحلوى و الاستماع الى اغاني القمر.

كيف ...... كيف خلال سنتين كاملتين كانت شفاهها بقرب أذني , و ذراعاها ممدودتان على اوراقي و كتبي , كيف خلال سنتين كاملتين كانت تنام متوسدة كتفي و شعرها الهادئ   يتموج على ملامح وجهي, شعرها كان الشيء الوحيد الهادئ فيها , كانت امراة صاخبة بكل شيء , حروفها .... انوثتها...... بريقها..... و حتى في حضورها , تعشق الالوان المشتعلة كما الحروف المشتعلة و كما العيون المشتعلة.

كانت تكره اللون الاسود و تعترف انه قد خلق فقط للحداد لانه يذبح فيها احساسها بجمالية كل لحظة , كيف غابت خلال تلك السنتين و لم تغب, الهذا الحد كنت احييها في حياتي ام انني كنت الميت بعدها.

لا ننكر احقيتنا نحن البشر" الاحياء الاموات"   باختيار الزمن المناسب لتقبل التعازي في فقيدنا, لكن هل نستطيع انكار موته و تجاهل غيابه و رائحة العفن التي تخرج من جثة الحاضر, حق الميت دفنه, و حق الفقيد في الحب ايواءه مقبرة الذكريات.

و لكنك بكل بساطة لم تموتي ادرك الان انني كنت اوسد الوهم فراشي ,   اداعب خصلات شعر حلمي , و كنت انام عاريا من ثوب همومي باقناع نفسي بحضورك... ببقائك.

انظري في عيني و لا تبتسمي اشعر باستهزائك و انت تضحكين امام اعترافي .

كوني بكل مشاعرك امراة لمرة واحدة , امراة قاسمتها عمري و البستها حروفي و اشعلت لها قلبي موقدا تتدفئ به من برد ايامها الصاخبة قبلي .

لماذا عدتي اريد ان اعرف فقط سر هذه العودة عدتي كي تحتفلي بحياتي التي ارختها بحروفك, ام عدتي كي تشهدي الموجة الجديدة من الوجع.

قلت لك سابقا اراك لم تستطع نسيان مرارة الغياب , ربما انا قد كنت اسرع منك تاقلما لانني من رحلت , او ربما لانني لم استطع ان ابدو بذلك الجبن السخيف امام نفسي .

لم يسبق و ان قلت لك ابدا انني اشتقت اليك , كنت كلما هاجم طيف حبك خلايا ذاكرتي اهرب الى الوطن , ستقول كيف تعودين الي الوطن و انت من هجرتني و لم تعودي خلال السنتين.

كنت ازور كل دكان يبيع عطرا عربيا كي احسك, و ابحث عن أي مطعم يقدم طبقا من الكسكسي الملكي , كي ابعد طعم وجودك من لساني , اتتذكر كم كنت تكره هذه الاكلة كانت تعيدك لايام   فرحك  ايام طفولتك , كانت تذكرك بامك التي بعد ان اشقتها الايام و كبرت انت   كي تريحها   اشقتك الدنيا بغيابها , و كنت على كرهك له اعشقه و افضله من بين الكثير من الاكلات ,  اطلبه بكل شوق و لهفة اليه فقط   كي اذكر نفسي اننا في ابسط الاشياء اختلفنا و انني لم اكن السبب بالانقطاع, ربما لن تصدق و لكنني اصبحت احب اللون الرمادي . لا زالت كلماتها على رونقها ذات افكار متداخلة انا متاكد انها هي و لم تستتبدل باجزاء أي امراة اخرى لانها دائما ما تمزج السم بالعسل , لا تستطيع ان تقول اشتقتك دونما تذكير بانها من قررت سلبي حياتي سابقا و سلبي الان احقية النسيان.

لا تسال لماذا الرمادي تعلم بحساسيتي اتجاه اللون الاسود, اني البس الرمادي كي انتمي الى موطني و انتمي الى العرب, لا حق لنا في غير هذه الالوان ان كنا نستعد دائما للحداد , لا حق لنا في غير هذا اللون لاننا نفضل ان نكون بوسط كل الاحتمالات دون اهمية على ان نتخذ موقفا محددا, ربما ادركت الان انه لا سبيل ابدا الى اعتمادي لمبادئي الثورية , لانني ساعتها سادفن مع الجميع , تحت طائلة الاقصاء و التهميش المتعمد, ارايت انني تغيرت في سنتين, و كبرت في سنتين .

و اصبحت اكتب فقط باللون الاسود ,   فقد صودرت مني علبة الواني عندما ركبت اول طائرة متجهة الى هنا.

كيف قررتي ان تكتبيني ؟ ....منذ   اول يوم رايت فيه اعلانك عن اخر اصدار لك , و انا اترقب و اتلهف و احتج على صبري في صبره عن هذا الجواب.

ربما تعتبرينه تطفلا و لكنني اعتبره حقا من حقوقي الدستورية , لن

 اقول انني لم انتظر ان تشنقيني كما  تفعلين بكل الرجال في حياتك و لكنني كنت احاول ان اقنع نفسي انني كنت اكبر و كنت اختلف و مستحيلا ان يحال عمري الى رزمة ورق ,باوراق ناعمة تنام كل السيدات و هي تراني استحق المتابعة و ينام كل الرجال و هم يضحكون عن هذا الرومنسي المجرم.

لكنني استغربت لا فائدة من الانكار استغربت انني و رغم بطولتي الفذة لم اذكر في النهاية , كيف لم امت كنت قد اعلنت في ليلة منحرفة خارجة عن جل ليالي انني لن اقرا تلك الجمل التي تودعينني فيها مقبرتك   اخيرا, و لكني بعد ان اتفاقنا على اللقاء غيرت رايي.

و لم اجد نفسي في الاخير..... كيف هربت من النص لم افهم ؟

و ما حل ببطولتي الفذة في الرواية لم افهم؟

 اعتقدتك تكتبين كي تتخلصي من الاحداث و من التاريخ الحسي و ترجعينها كلها الى ذاكرة المجد الورقي , اعتقدتك تحرقين اثواب عشقك كي تلبسي ثوبا جديدا, فكيف تلبسين ثوبا و انت لم تنزعي الذي سبقه اخبريني .

ببساطة انت لا تنزع و لا تلبس , انك فقط قابع معي و كما كل شيء في حياتنا البطيئة انا و انت   ,كنت تكتب كي تحييني , و انا بدوري لم استطع ان اكتبك قتلا .

لا زلت رغم قوتي التي تعرفها انسانة , ربما قلبها حجر, ربما حلمها كبير,و افقها واسع   ربما و ربما....... كثيرة هي الكلمات عندما نقصد بها انفسنا.

اردتك معي دائما   لا زلت اخاف من الوحدة اهل تصدق؟....  امراة يتمنى الكل قربها تخاف من الوحدة.

 وحدة الروح اقسى من وحدة الجسد كثيرا يحيط الناس بالناس في كل مكان, لكنني لم استطع ان احيط نفسي الا بنفسي , فمثلي لا يتكرر منه الكثير, من اين اجد لنفسي شخصا ثائرا حتى على نفسه و راضيا علي , لا اقبل بالهادئ و لا اقبل بالمحترق لاجل نفسه .

اخبرتني صديقة لي انه علي ان اظهر لحزب النساء انتمائي اليهم من جديد, كيف انتمي لحزب يطالبني ان افقد حقوقي الحصرية في كوني انثى , و اطالب بمقعد في البرلمان و ان اطالب   بمساواة كاملة مع الرجل , ان مطالبتي الاهم هي الاحتفاظ بانوثتي و الاحتفاظ بشخصيتي بكياني باستقلالية افكاري.

علينا ان نرفع ظلم المجتمع للمرأة و لا ان نقوي المراة على ظلمها للمجتمع.

كانت كلماتها الرنانة تصدح في اذني و لم استطع الا ان ارفع صوتي بضحكة عالية و انا ارفع يدي نحو السماء شاكرا ربي .

التفت الي كلها بشعرها الذي رايته اول مرة ثائرا بتلك الطريقة , كي ترتسم ابتسامة مستغربة على شفاهها من سر ضحكتي , كيف تطالب امراة مثلها بان تحتفظ بانوثتها الكاملة .

نظرت اليها .....الان فعلا تغيريتي , الم تكوني اول من يطالب بحكم النساء, و تدوير سلطة السلطة بين الشعب , الا تعتبرين نفسك الان من الشعب ,ام انك اصبحتي خارج قياسات البشر.

سامارس التفكير مثلك ساقفز على اسوار الكلمات و اطير الى فكرة اخرى , لا زلت احبك , اجل اعتقدت انني اشتقت بعد طول الغياب و لكنني اكتشفت انني كلما رأيتك اقع في غرامك بالدوار ذاته, بالشوق نفسه و باللهفة ذاتها,غير معني بكم تغيرتي في هذه السنوات , كم كبرتِ و كم صغرتِ, و كم من قلب بعدي احببتي أو كم قبلة ندية على صفحات إهدائك إليهم طبعتي.

فما احتمالية أن تكون هنالك امرأة واحدة بين النساء كلما رأيتها أحببتها أكثر, و كلما غابت عنك بقيت معك و استوطنت فيك اكثر.

اردت نسيانك و كنت ارغب بكل كرامتي و كبريائي ان ادفنك في قبر منحوت بالذكريات, كنت اضحك كلما اتى احد من معارفي على ذكرك , كما لو انه ينبهني لحظتها انك لا تملكين حق العيش فيي من جديد, فأخبرتهم بكل تبجح أنني نسيت .

توقعت ان يسخروا مني فكيف انسى , امراة لا تتكرر في كل الاحوال, لكنني صدمت بالجميع يسال عن طريقة نسياني لك, كنت اتوقع ان كل من يرسم بسمة كبيرة على شفاهه منهم هو اسعد السعداء, لكنني رايت يومها   كبر الخيبات العاطفية عندنا, و حاجة الجميع الى وصفة مجربة للنسيان كما المثل القائل" اسال المجرب و لا تسال الطبيب" , كان علي ان افهم انهم بحاجة الى مسح شامل للذاكرة العشقية.

كان عليك و انت تدافعين عن حقوق المراة من قبل ان تفكري بالمطالبة بالمساواة مع الرجال في حق النسيان و حق الحب .

لا زال عالمنا العربي يعطي الرجل حقا اكبر من الحب لانه شرعا يتزوج اربع, و ما زال لديه الحق في النسيان اكثر كي يترك مكانا شاغرا دائما لاي قادمة جديدة, و اصبحت المراة حيادية في هذه المسالة , فاكثر النساء تعشش في قلوبهن المشاعر, و تبقى لامد طويل تلك الغمغمات التي تشبه اخرارتباط المحتضر بالحياة,لماذا جبلت النساء على الوفاء الذي يعتبره بعض الرجال غباء و عادة قديمة تشارك فيها النساء مع الكلاب السليلة.

و لكن في حالتنا لما نحن العكس, لماذا انا من لا يستطيع امتلاك ذلك الحق الدستوري في نسيانك ,هل علي ان ارفع دعوة في محكمة العدل الدولية كي ينصفوني من حبك , و كي يعلنو انك مرتكبة جرائم ضد العشق و ضد الانسانية.

كنت دعوتك الى بيتي   او ما كان يسمى انفا مملكتك ايتها المتخلية عن العرش, لا ادري في أي نظام قضائي لا يسقط حق ملكيتك لقلبي   حتى بعد ان احرقت جميع سندات الملكية , و الغيت انا حتى حق الايجار .

سنتين من عمري عشتهما في غيبوبة حسية, كل المشاعر كانت هاربة ,مستحيل ان تطرق باب قلبي يوما و تجد من يرد عليك و يسالك الدخول او الرحيل, دائما معلق على جدرانه   مغلق لاجل غير محدد, مشروع قيد الانجاز,متحف ممنوع التجول فيه لقيمو مقتنياته التاريخية من مشاعر اصبحت غريبة على هذا الزمن, قطار ينتظر المسافر الذي لا امل بان يركبه ابدا.

النزف الاخير

التقيا كي يعيدا النبض لحلمهما الوردي الذي التهمته ذرات الغبار

ام كي يودعا بعضهما من جديد نحو مستقبل يعيش من خلال ماضيهما 

 او كي ينزفا اخر قطرات الدمع على جثة الحاضر المحنطة في قبر الماضي.

 

لربما تستغربين قوة إصراري على مقابلتك و تعريض جرحي لنزف جديد الحق انه لم يتوقف عن النزف كي يعود إليه هو فقط قد تعود أن ينزف في الخفاء و الآن أريده في العلن كي يعرف حقيقة ما جرى,لا اعرف إن كنت فعلا قد ابتسمتي أم انه يتهيأ لي ذلك الأمر.

و سمعت صوت ضحكتها الرنانة في أذني لقد ضحكت كما كنت اسمعها تضحك دائما.

كان صوتها عبر خط الهاتف اشد جمالا لأنني لا استطيع أن انشغل إلا به عنه.

اجل من الجنون الانشغال عن الشيء فيه و لكنها ليست امرأة عادية فلا يعقل أن تتماشى قوانين البشر و إياها بطريقة ما.

إذا اهو موعد وصلني ذلك الصوت الهادئ كي يثير بنفسي البركان الصامت قبل وقت طويل, أتسالين إن كان موعدا و أنا الذي كنت أطالب أجندتك كل عام بلحظة واحدة للذكرى و دقيقة صمت, و لكن ردي أتى غريبا و قد استغربه لساني أكثر شيء لأنه خرج منه على غير وعي .

احتمال موعد كما قالت أحلام مستغانمي من الصعب أن نتيقن في الاحتمال.

و سمعت صوت ضحكتها من جديد و هي التي كانت تبلغني وقت اللقاء و أنا الملهوف منذ الأزل إلى شم رائحة عطرها و مقابلة شخصية مع ملامح وجهها قد تشاغلت بحلمي عن توديعها.

أتت إلي , بل أتت إلى موعدنا اليقين المحتمل و هي تلبس كل أثوابها و تضع كل العطور لأني لم استطع أن أتبين شبرا واحدا من حدود عقلي و أنا أراها بتلك الهيئة .

أتدركين انك امرأة غير عادية هجم علي الكلام مباشرة دون سابق إنذار, و لم الحظ في عيونها غير بسمة راضية على تسرعي الغبي و تصرفي المتهور,لربما لا زالت نفس حاجاتها القديمة في سماع الإطراء من بين شفاهي كلما تقابلنا و لو بالصدفة.

لا زلت كما عرفتك كلما تقابلت بك أكثر شعرت بحجم معرفتي الحقيقية لك.

أنت أيضا لست بالرجل العادي قالتها مباشرة لم اعرف كيف بإمكاني الرد عليها دون إظهار شيمة تصرفاتي الطفولية في الرد المستعجل, كيف تريدين أن أكون عاديا مثل كل الرجال و أنا اشعر بالفخر كلما جالستك على طاولة القهوة سيكون من غير العادل أن أبدو طبيعيا فمعك لا بد للغرور و الكبرياء ,كي استطيع أن أبقى على خارطة الوجود البشري. فأنت أشبه إلي كثيرا بهدية عظمى , أتراهنين أن جل الرجال هنا يحسدونني الآن على جلوسي بقربك ,بل كون عيونك فقط قد لمحتني بين هذا الزحام البشري.

لا زلت رغم السنتين أحفظ كم من شعرة تهوى على وجهك كل صباح و أنت تلعبين بعلاقة مفاتيحك فوق الطاولة لا تضحكي سأخبرك سرا, كنت اضحك و أنا أتخيل أن المفاتيح هي من تتعلق بأناملك فلا يعقل أن تتمسك أصابعك لذلك الحد الطفولي بعلاقة مفاتيح, و أنا أين ذهبت من عمرك كي لا تتعلقي بي مثلها.

اعتقد انه لا يمكن للرجل أن يكون ناجحا في عمله و حياته الاجتماعية ما لم تكن خلفه امرأة متميزة أو ليس وراءه امرأة عليه بالتميز حتى في النساء.

ناظرتني حدقاتها المتسعة نتيجة استيعابها لكلامي و قالت : لا زلت تعارض سلطة النساء على القلوب أو على سلطة السلطة.

ابتسمت و قلت بدعابة ممزوجة ببعض الذكرى: و لا زلت نفس نزقة المشاعر.

مر بعض الوقت الصامت بيننا كانت وظيفتي الوحيدة هي سرقة بعض النظرات من عينيها العسليتين  ليأتي سؤالي قاطعا الصمت المستكين بين شفاهنا الموسومة بحمرة غريبة ليس خجل بل ربما شعور بالغربة من الكلام ,أتدركين انك تشبهين كثيرا في حالتك هذه قطعة شوكلاطة فاخرة قراطيسها كلاسيكية راقية و فحواها همجية المشاعر تنقلك مع طعمها إلى مدن أخرى و أذواق أخرى ,أنت هكذا امرأة قراطيسها لامعة و طعمها و لبها نار و نور, تتآكل جميع العيون أمامك كي تشتعلي أنت .

 لم تستطيعي بعد أن تتخلصي من جموحك في رؤية صورتك المتباهية على أحداق الرجال المتسعة بمرآك.

وصلني ردها سريعا و لطيفا كعادتها: و أنت لم تتوقف عن تخمين تصرفاتي و حفظك لسذاجاتي و انشغالاتي الطفولية.

 عاد الصمت لينصب فخاخه على شفاهنا , ترى انحن محرومون في هذا الموعد الذي تاقت إليه نفسي كثيرا من نعمة الكلام أم أنني امتلك هبة عظيمة و هي الصمت كي أبقى فترة أطول بقربك فان الحديث سينتهي و هو سيجلب معه وداعا أليما على قلبي و لكنني أردت سماع صوتها العذب الذي استلذ كلما لامست نغماته طبلة أذني و تحدث ذلك الاهتزاز الذي يطربني فبادرتها بسؤالي : ألا زلت تقامرين؟

ابتسمت شفاهها ثم أزاحت شعرها المنسدل برفق على وجهها و هي تضحك بهدوء ألا زلت تذكر .....ضحكت بصوت عال ربما كي ابعد عن نفسي إحراج الاعتراف الذي انوي قوله : أنا لم أنسى كي استلذ بطعم الذكرى و لكن بكل تأكيد لا يمكن نسيان امرأة تقامر في حياتها و كتبها بقلوب الرجال.

و ابتسمت لا اعرف هل كانت ابتسامتي ظاهرة على ملامح وجهي أم أنها ساخرة و ناقمة على غبائي المتزايد بقربها من طرح سؤال محرج لنفسي قبل إحراجي لها .

إنها مقامرة محترفة و قد قامرت دائما في قلوب الرجال و صفحات الكلام و حبر الورق إنها نفس المرأة التي رحلت و لكنها لم تزد إلا بعض التهكم في الكلام و كثيرا من النضج في الملامح.

 أيتها المجرمة بالفطرة قد سلبتني حق التعدد في النساء ففي خلال سنتين لم انسك و لو برهة.

 الفرق بيني و بينك أتى صوتها سريعا هل حقا تدرك فعلا ماهية الفرق بيننا أم أنها أصبحت الآن تحب فقط التذكير بالكلام الماضي, لقد أحببت كل النساء فيي أنا  بينما أنا قد أحببتك في كل الرجال , كان لكل واحد منهم بعض منك مع كل حقيبة ذكريات ارفع إلى علية ذاكرتي عطر لك , بعض من لونك المفضل, وعنوانا لكتابنا المفضل , و حتى قلم شفاهي المفضل لك فكيف الآن تعتقد أنني لم احبك.

إذا أنت مثل القاتل المتسلسل أو سفاح في فيلم أمريكي أخذت من كل ضحية بعض التذكار, أهل كنت عقدتك الدائمة كي تعيديني إلى الحياة في كل الرجال و فجأة جاء السؤال قاطعا تواتر الهدوء القابع بيننا لماذا رحلت إذا؟

أهل تؤمن بمقولة الرجل المناسب في المكان المناسب أنا أقول الرجل المناسب في الزمن المناسب أنا و أنت التقينا في الوقت غير المناسب  , ابتسمت و هي تضيف قد جئنا مسبقين عن موعدنا.

أما زلت تكتب الشعر كان سؤالا اعتراضيا ربما كي تمحي نظرة الدهشة من عيوني على ردها الذي أدهشني.

 و أنت أما زلت تغازلين القمر, ابتسمت برقة و قلت كي اخفي غرابة سؤالي     علي أن اعترف أصبح من الصعب علي مغازلة ذلك الكم من الصبايا و لكن لا زالت بعض القديمات الميول يغريهن تاريخ اسمي.

أيها الشيخ كبرت و لم يكبر معك مرحك.

 ألا تعتقدين انه الشيء الوحيد الذي اكتسبته شخصيتي بالمزاولة لا استطيع أن أتذكر متى آخر مرة رأيت والدي يبتسم لنا.

لعنتي في الحب أو هبتي ليس هنالك مقياس حقيقي لمعرفة الأصح ولكنني أحب المرأة التي أراها بعيوني, وكل الرجال يرون معي و لكنني أتفرد بذلك المنظور المميز فلهذا لا تكبرين و لا تصغرين في قلبي هل فهمتي السر الآن يا صغيرتي .

و الآن دورك للاعتراف ما أكثر شيء خفت منه في حياتك من بعد زمني, لربما فاجأها سؤالي أكثر من كل الأسئلة الغريبة التي تفوهت بها اليوم و لكنه كان سريعا مثل طعنة من سكين قاتل محترف سريعة مباشرة نحو القلب و جرح نظيف, لا ادري إن كنت قد رايتها قبل ذلك اليوم بمثل ذلك القدر من الارتباك فأمسكت بيدها مصرعا علني استطيع إقناعها بالإجابة  و على شفاهي بسمة مستعجلة أحلفك بالله أن تقولي لي.

أتريد الصدق خفت أن اشتاق إليك لا تتوقع انه سيكون من العدل أن أقول خفت أن اندم كنت موقنة أن الندم قادم لا محالة مثل آخر الأمواج الكبيرة التي ينتظرها راكبو الأمواج مرة في العمر ربما ليس لما عشناه معا بل لما ضيعناه لو كنا بقينا معا.

و لكنك امرأة تقتلين الحب في الكتب , أهل الحب المستحيل يجعلك تهديننا كتابا بدل حياة أو طفل  .

لا تتذكر  الجراح يا صاحبي إنها تبدو أكثر عمقا عندما نذكرها بألم سبق و قلنا هذا, حسنا أريد أن اتاكد أنني كلما تصفحت لك كتابا فهو يعني حبا جديدا قد واريته التراب, ابتسمت بل هو حب قديم يتجدد أنني اكتب كي احيي الذكرى من خلال دفن جثة جديدة .

فلسفتك في الحب غريبة

 و فلسفتك أنت في الحياة اغرب فكيف يعقل للرجل أن يحب الذكرى لكل تلك السنين انك من زمن آخر يا صديقي كنت اعتقدت أنني واريته كبسولة الزمن.

 تمت باذن الله

بقلمي: زنبقة البحيرة

انتظروني في جزء جديد من قصة وجعهما

 

 

جنون العتاب  

يتغزل الرجال بك و تتغزل النساء بالكلمات التي اكتبها إليك يغار الرجال من الجمال الذي وهبني الله إياه في حظي من النساء و تغار النساء من التخليد الذي حظيت به من بين كلماتي , و لكنني لا انتمي لحزب الرجال و لا انتمي لحزب النساء, أنا فقط رجل لا يعترف بالحرية و الديمقراطية في الحب , أنا أفضل الحزب الواحد و هو الانتماء إليك.
و لكنني بنفس الوقت اكره النظام الشيوعي , يطالب لينين بالملكية الجماعية لا استطيع بشرقيتي أن أتقبل تقاسمك مع كل الرجال أو أن أجعلك كنزا معروضا في متحف الملكة فيكتوريا .....
أتسمعين يا حبيبتي بطائر الفينيق يبعث من الرماد أتعرفين الفرق بين البعث و بين الولادة , كيف يعقل أن يبعث من الميت الحي , هو هكذا حبك , يبعث من قلبي الميت كي يعيش.
في المكسيك هنالك يوم للاحتفال بالأموات و أنا كل يوم احتفل بموتك من أيامي و حياتك في قلبي , لا تتوقعي أن الكتابة عنك أمر روتيني أو وسيلة لإخراجك مني , لربما في قرارة نفسي أدرك انه الشيء الوحيد القادر على إبقاء تشبثك بعمري , الشيء الوحيد القادر على إقناعك بالبقاء رغم الوجع.
استغرب كل الغرابة من نفسي فعندما أتكلم عنك أو معك أجد نفسي أعود إلى الزمن القديم زمن الملوك و القياصرة و الأميرات لا استطيع أن أقول الجنيات و الحوريات تلك أساطير و أنا أريدك حقيقة واقعة و يقينا لا يقبل احتمال الخطأ.
لا زلت تتلاعب بي كما كلماتك.
و لا زلت تبتسمين لها بنفس الطريقة.
هل اعتبرها دعوة للماضي.
بل اعتبريها ربما دعوة للماضي كي يولي.
لا استطيع أن أتنفس أنت تدرك ربما الآن أنني أعاني من قلة أكسوجين في قلمي , لربما هي بداية الشيخوخة.
ابتسمت لعلني اخفي ذلك الخوف الذي عاد يسكن ضلوعي "أنت تكبرين و قلمك يشيخ يا امرأة كل ما عليك هو الاستماع إلى نغم أصيل و فنجان قهوة مع ملعقة ماء زهر وبعض القطع من السكر-لا زالت قهوتك حلوة على ما أتذكر- و تابعت كلامي و جولة في مدينتنا و سترين كل شيء كبر و كل شيء شاخ ووحده قلمك الذي يشبهك لا زال لامعا كما السيف و حادا كخنجر.
و علي الاعتراف أيضا انه مزروع في خاصرتي لوحدي لأنني لا زلت جثة لم تدفن بعد.
ضحكت و هي ترد بسرعة متجاهلة كلامي الأول كنت أحاول أن اخفي مرارة عمري و لكن يبدو انه لا سكر في العالم يحليها فما فائدة كثرته في فنجاني الأسود.
و بعد صمت دام بيننا بعض الدقائق أو السنوات أعقبت قولها برد اجفلني .
لم أرى في حياتي رجلا يبحث عن جنازته ليحضرها و هو يبتسم ألا تخشى من أن تجرح مشاعرك.
لم ابتسم بل ضحكت ملأ شفاهي كيف تجرح مشاعر الميت , استغفري الله فانه لا تجوز عليه سوى الرحمة أم أتراك نسيت .
أنت تعلم أنني اكره موت الرجال الكبار و انحناء الأقلام الشامخة.
وانت تدركين جيدا أنني رجل لا يستطيع إلا أن يعيش ميتا من غير دفن أو حيا لحد الانصهار ,
البرود الذابح للوقت معي يجعلني من الأموات الأحياء, هل من العدل أن انتمي إلى فئة تتناول الدم البشري في مأدبتها للعشاء .
لا زالت قصص الرعب تستهويك .
أتصدقين أنني توقفت على القراءة و عن الكتابة أيضا بعد صومك عن قلبي.
أن الكتابة لدي كانت عشقا و شغفا يذكرني بلهفة مراهقتي و طيشها أما القراءة فهي أن اتوسد ذراعيك و اضع نظارتي أعلى انفك و انظر إلى النص من خلال عينيك , أهل تجدين رجلا مثلي يقرا من عينيك و يأكل من شفتيك و يكتب منك إليك .
أهل لا زلت لحد الآن تظنين أنني رجل كانت انتصاراته و هو بين يديك , أم أنني ربما في تحرري الاسمي منك قد أصبحت أكثر كبرا و أكثر حكمة و أكثر هدوءا.
أهل تتوقعين انه من العدل أن أبادلك الذكريات القديمة لي و لك, مع حفنة ذكريات جديدة نصنعها في زمن قياسي على طاولة قهوة او لقاء في حديقة كل ازهارها هي مهجنة أو مستنسخة حتى الزهور قد انقرضت بعد أن كنت اهديها إليك في أول الصباح بعد استيقاظك من النوم و في آخر الليل عند ذهابك إلي سرير النوم.
أنت امرأة في زماني حبها مرض ,و رحيلها مرض, و اشتياقها مرض,و الحقد عليها مرض.
بالله أي دكتور للقلب يمكن أن يخلصني من عللي الكثيرة ,و أي دكتور نفسي يرضى أن يستقبلني في عيادته ,ان كان عقلي العاقل الظاهر ولاوعيي الداخلي قد تعبا و أرهقا و استنزفت آخر الشحنات من الحياة فيهما.......... و لكنني رغم ذلك أراك و ينبض قلبي من جديد, يسري الدم في شرياني من جديد ,أهل انتي تركيبة المخدر المناسبة لكياني المنفرد بين البشر.
أم أنني احبك بعقلية كاتب مرهف المشاعر لا بعقلية رجل.
ام أنني انا من أصبحت لا انتمي لحزب الرجال عندما احبك كما سبق و قلت .
اتدرك انك تحب نفسك من خلالي كل كلامك قبل ان يكون لي كان لنفسك.
احببت شوقك الي
احببت لهفتك الي
احببت جنونك هذيانك حرفك المهدى الي
احببتني كما احبني الجميع في كلامك
أي رجل تحبه امراة مثلي و يحبها في ورق
أي رجل تعشقه امراة مثلي و ينام و يصحى و هو يبتسم مع الورق
انا قد احببت في الالهام الذي بجلك في الورق
و جعلتني حبا قابلا لتاويل الجميع و احببتني معهم و من ضمنهم لانك من صنعت تلك الصورة الصاخبة لحب يفيض بالجنون و يفيض بالغرام و يفيض بالكلام .
قد كنت امراة الكتب لديك
حرمتني حق الامومة لان اولادك هي كتب تتكلم عن مجدك في حبي كامراة
حرمتني بيتا لوحدي لانك كنت تسكن مع الابجديات و الاقلام و مع الورق .
انا كنت العشيقة في كل القصة و كانت زوجاتك الاربعة هن طابعه و ملزمة اوراق و ممحاة و قلم.
ارايت زواجنا المنتهي قبل بدايته, و عائلتنا الحلوة قبل ان تتكون , ارايت لما رحلت كي ابني لنفسي بيتا مثلك من الكتب
كي احب و اقتل من خلال الكتب .
قد قلت انني تلميذتك و قد حفضت الدرس معك عن ظهر قلب.
و قد احببت رجالا بكثر ما احببتني
الفرق انني قسمتك بينهم لانني اردت ان اغير الكتب
كي لا اصوم مثلك عن الحروف و عن الجمل.
انا ادفن حبا جديدا قد قتلته كي لا ادفنك قلما ,تطالبيني الان بجنازة لك و نعي و حفل تابين .
اعتلت الدهشة وجهه و هو يسمع جيش كلماتها التي حاصرت حواشي مسامعه.
و اغلقت لديه مخارج الحروف و علمته ان يتخلى عن عادته الطفولية في الرد المستعجل .
اهل كنت انا هكذا في حياتك ؟ جاء صوته خافتا لاهثا انه المجهود الغريب الذي بذله كي يتذكر عملية النطق .
الان تسال هذا السؤال كنت انا دائما السبب في القطاعة من وجهة نظرك لم تفكر يوما لما اخترت كتابتي عليك , لما اخترت مهجري على بلدي , ان العيش في المهجر و في الوطن لا يختلفان بشيء ,
سوى انني في الثاني ساكون دائما تلك المراة التي احببتها و مجدت حبها لكن ان اعيش في المهجر هو ذكرى المراة التي تركتك لاجل الكتابة كما احببتني انت في الكتابة .
بعض الحقائق تكون مربكة للنفس وانت لم تكن يوما رجلا للوقت الضائع ,و لا حبا قابلا للتاويل انت الحب الذي لا نستطيع العيش معه و لا نستطيع العيش بدونه و صعب الموت عنه.
لو استطيع الان البكاء لبكيت ليس لانك بنظري شامخ لا توصل ولا لانك حب مستحيل تحصيله الا في كتاب بل لان جمالية اللحظة الصادقة و التي نقف فيها الان كشيء لامع فاتن يغزل في عيوننا من ضوء القمر وسط الصباح هو الذي يستحق البكاء رهبة الموقف هي ما يبكي و ليس رهبة حضورنا نحنا الاثنان معا او غيابنا نحن الاثنان معا.
الاصعب بالنسبة لي من فراقك هو ان اعيش بقربك غريبة مثل الجميع , احس حبك لي مع اول مسودة تخط للكتاب , و اقرا لهفتك الي بين السطور, و استشف اشتياقك العذب الي كلما رايتك تركض مسرعا نحو الاوراق كي تسارع في تقييد الفكرة قبل هروبها .
اجل كنت رجلا صيادا للابجديات و انا صيدك الاثمن.
كلانا في سنتين عاشا مع الذكرى انت احييتها في قلبك كي لا تنسى ,و انا احييتها في البشر كي لا تمحى من مذكرات عمري السخيف.
ارايت حتى العمر بات سخيفا لاننا اشباه اشخاص نعيش الحياة كاننا ننتظر موعدا اخر كي نبداها من جديد و انا و انت اين من كل ذلك ؟
اود لو اسالك ما فعلتي في خلال السنتين و من كلمت شفاهك و من راقصت اناملك و من كان اقرب اليك من انفاسك, اريد ان ابصر ما فعلتي في غيابي الحاضر من عمرك خلال هاتين السنتين و لكنني لا اقاوم صمتي الخائف من كبر السؤال و عظيم الاجابة فقد تخليت عن تلك الحقوق التي اكسبتني اياها شرعية حبي في ذلك الزمن.
كما حللتني انا قد غازلتك في كتاب و انجبت منك مجموعة كتب و لكنني لم اشعر في يوم بابوتي لهم و لم اشعر في يوم بانني المسؤول الاول عنهم كنت لا زلت برجولتي اراك الشعلة التي لا تنطفا و هذا ما زاد جنوني كنتي و انت تكبرين تجملين كنت و انت تنضجين تصيرين اشهى و كان من الصعب علي ان اشارك الجميع في نضج امراتي و هذا ما اوقف نبع الحروف عندما احببتك كما الجميع في كتاب و رايتا نني الوحيد الذي يحظى بشرف امتلاكك سيطرت علي غيرتي
الشرقية لا يستطيع الرجل ان يتقاسم القلب و الامراة مع أي رجل كان .
و انا لم استطع ان ارى حبك يزيد في قلوبهم و انااصمت كيف احبك في رواية و الاصل عندي كيف اكون نزيلا في رواية كتبتها ان كان البيت و الوطن عندي .
 

 قلوب في الذاكرة .................. بقلمي :زنبقة البحيرة. الجزء الخامس جنون العتاب
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©