جبـــل الذكـــريـــات .
لم يصدق عيناه ، فتح ذراعيه وفتحت السماء ذراعيها بدورها معانقة إياه.
إستنشق الهواء بعمق شديد (هواء نقي ومنعش) ،
كان الفرح باديا على محياه وهو يتأمل المدينة الساحرة من أعلى نقطة ، هواء المدينة واحد لكن طعمه هنا متغير رغم أن لا طعم له أصلا .
بدأ يتفقد المكان ، تارة يمشي وتارة أخرى يركض، يقفز ، يقطف الزهور ، يرمي الحجر ...
لكن المشهد المؤثر حين استلقى على ظهره ، إفترش الأرض وتلحف الفضاء الواسع ،
أحس بأنه يناديه، يضمه بكل شساعته فانصهرا كأنهما جسد واحد .
- من أنت ؟ .. من أين أتيت ؟
أجاب الشاب : يكفي أني أنا . .. أنا ذكرى من الماضي .. لما تسأل ؟!
- ربما لا أحب الغرباء !
تبسم الشاب وقال : وربما لأنك اعتدت العزلة ؟!
- قاطعه الجبل قائلا : لا لا، إنتظرت هذه اللحظة منذ مدة، فقد أكل الزمن أطرافي وكف المطر يداي وقطع كل سبل الوصول إلي .
سمع المطر الحديث وأبى إلا أن يشارك ببضع قطرات أعادت الشاب إلى وعيه، كان الليل قد ألقى سدوله وغرق الشاب في سواد ليلة الذكريات .
عقد العزم أن يبيت الليلة هناك صحبة الجبل،
استوى إلى الأرض من جديد وأخذ يعد النجوم المتلألئة في الفضاء مزينة سماءه في مظهر زاد تلك الليلة بهاءا وجمالا .
بقلمـ عاشق درويش ــي .