¯°·.¸¸.·° أوائـــــــل الشــــتا ¯°·.¸¸.·° بقلمي
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
ناسك الحروف

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 39986
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8505
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناسك الحروف

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 39986
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8505
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 6.3
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6345
  • 02:06 - 2010/09/05

السلام عليكم

لم أفكر يوما أنها ستموت ..أجل كل الناس يموتون ولكن لم أحاول يوما تصور بقعة من الزمن تحمل كل ذلك الأسى

كل تلك البرودة ..يوما أجبر على ضرب خطوط مبادئي بقذيفة الإنهزام وأجثوا غير منتظر ..لا أتوق ليوم أسترد فيه خسارتي كما كنت أفعل

لا أتوقع انهيار الجزء المريض من المشكلة واستبدالها بجزء قوي لتبقى تلك المعضلة أزمة وتخطيتها ..لأقول إن شاء الله ستغدوا أكبر المصائب

ربما أقوى الصدمات هي التي لا تتوقع وصولها من العدم ..التي لا يحملها مجلد ذكرياتك  فقط لأن قلبك لن يتحمل رؤية سحنتها البائسة

كنت  أنظر من نافذة الحافلة ..نحن في أوائل أشهر الشتاء ..كان رذاذ المطر يضرب ذلك السطح الزجاجي بهدوء ومقلي تجتاح الفضاء وتلك الصور التي تمر مسرعة

الضباب كان حاضرا ولكنه لم يحجب منظر حقول القمح التي تم بذرها من حوالي شهر والتي كانت تتنفس في القعر لتمنح التراب حياة مخضرة ..لم أتوقع أنها لن ترى حقول القمح الجميلة هذا العام

لم تمر إلا دقائق قليلة حتى استفقت من غفوتي حين داس مرافقي في المقعد قدمي بالخطأ وهو يستقيم واقفا لأسأل نفسي : ماباله أيريد أن يقفز من على الحافلة وهي تسير ؟

في الحقيقة غادر الجميع مقاعدهم بعده لأكتشف أنني وصلت بلدتي وابتسم ضاحكا من سعة مخيلتي ..تلك المخيلة التي لطالما جعلتني أشعر بتميزي عن الآخرين

لانها كانت ملاذي للعيش في عوالم لا يراها أحد ..فأهرب من براثن الحزن إن هو افترسني أو متممات فرحة ونفخها لتكون جنة أعيش عليها ...

خانتني تلك المخيلة الخصبة في ذلك اليوم ..وانقفل بابها كما فعلت بوابة علي بابا في قصص الشرق الساحرة ..

نزلت من الحافلة بتلكأ ..أخفضت رأسي لكي أمعن النظر في مواضع أقدامي ..ففقدان الإنتباه يعني سباحة ممتعة في بركة ماء ضحلة ..

لا بأس باستفاقة قصيرة إذن تجنبني الشعور ببرودة الماء في جوربي

كان الشارع مزدحما رغم برودة الطقس ..

الناس في بلدتي لا يطيقون الجلوس في بيوتهم ..لطالما سألت نفسي : هل الزواج عندنا يجعل الرجل يحس بنعمة الاستلقاء على كرسي بجانب مقهى ورصد حركة المارة؟

سؤال غريب ولكنه يخطر ببالي دوما وأنا ألمح صفوف المتسكعين تنظر إلى بحيرة وكأنهم يرونني لأول مرة ..

أحيانا أحس أنه يجب علي تغيير محفظتي الجلدية بنية اللون فلربما هي من تجذب الأنظار ؟

لأن طلبتي أيضا يمعنون النظر إليها وقد فسرت ذلك سابقا برغبتهم في امتلاك عيون سوبرمان واختراق الجلد لرؤية علاماتهم وأوراقهم المصححة حديثا ..

لا علينا ...

خطوت باتجاه بيتي وغرقت في بحور مخيلتي تاركا جموع المتمعنين تنهش ما طاب لها فقد كانت ضراوة النظرات اليوم عميقة متأملة على غير العادة وجعلتني فعلا أتذكر كلمات كاتبة أمريكية في

 روايتها " الشفق " حين قالت : آه لو كانت النظرات تقتل ؟ ..صدقت لو كانت عيونهم تجرح لقتلني يومها ...

دخلت زقاق حينا الضيقة ..حيث كانت المهزلة في أوج ابتسامتها ..بحور الطين والبهدلة كانت حاضرة بقوة وهندامك يرتجف خوفا من لطخ الوحل التي ستشاركه محيط القماش ..

فعلا ...سنوات الجامعة وتلك الشهادة الكبيرة لن تفيدك مطلقا في عبور قنوات بنما وأعاصير كثرينا التي يجب أن تهزمها للوصول لبيتك ؟

لا علينا ..

رميت كل تلك الوجاهة والكرامة التي أظهرها أمام طلبتي وشمرت سروالي وقلت : اليوم وحل وغدا أمر؟ وعذرا يا امرؤ قيس على خمرتك ...

كانت عيونها تراقبني ..كانت واقفة على عتبة بابها ..جارتي المتلصصة ...زفرت حين لمحتها فلم أتوقع أنها ستتربص بي أيضا في مثل هذا اليوم الممطر وتراني في أبهتي تلك ؟

نظرت إلي من تحت أهدابها دون أن ترفع وجهها ؟لم تفعلها يوما فقد كانت قوة شخصيتها تمنحها الجرؤة للحملقة نهارا جهارا؟ ماذا يحصل ؟ سألت نفسي ...

خوفا ما دب في قلبي ...هلع ما وُلد لتوه ..صراخه لم يكن يعني آلام دخول الهواء لرأته كما قالت لنا أستاذة العلوم يوما ونحن في الصف الثامن ..بل كان قهرا دفينا

سألتني جارتي : كيف حالك يا أستاذ ؟ ..أستاذ ؟ لم تناديني بهذا اللقب الذي أبجله يوما ..بل كانت تطلق اسمي دفعة واحدة دون تنفس لتقول : أحمد ، كم تتقاضى في الشهر ؟

كانت عيونها جد حزينة ..أيقنت أن شيئا ما حصل ..وبدأت في تلك اللحظة رحلة السراط ...سراط بكل ما تحمله الكلمة من المعنى ولو أنني  أدرك أن أي معجم عربي كان أو أجنبي

يمكنه شرح ما مررت به في تلك اللحظات ,,,في ذلك الممر الضيق الرابط بين بيتي وبيت جارتي ...

تدفق الأدريالين كان كثيفا ...مخيلتي انفجرت حممها وأعطتني جرعات من التنبأ ..مراحل متقدمة من الإستنتاجات ..كل ذكائي اتقد وعواطفي معه تضامنت

لم أرد عليها بل تحركت مسرعا نحو المنزل ..لا يمكن أن يحدث ذلك ، كلمت نفسي ...أنا واهم ،رددت الكلمات ثلاثة مرات ...

نظرات المتسكعين في المقهى لم تكن طبيعية ...لا يمكن لجارتي أن تحزن بتلك الصورة فكل حزنها يطفوا عند ذكر سيرة تقدم السن ؟

ماذا يحدث ؟ ماذا يجري ؟ لا يمكنني تحمل الأمر لو وقع ؟

استدرت حول زاوية المنزل الشرقية وأصبحت في مواجهة الباب ...مواجهة الشك ...شك يحمل سكينا ..طعنني مرارا ولكنني لا أزل أتنفس

على الأقل هذا ما أحسست به قبل أن ادخل في دوامة غريبة من الحلم واليقضة ..من التصديق والتكذيب ...

أظنني رأيت كراسي ..ستة أزواج متقابلة وفي منتصفها طاولة خشبية صغيرة بها فناجين قهوة ..أعرفها تلك طاولة بيت المعيشة ؟

لا ..صرخ كل جزئ مني ...لا يمكن أن يحدث هذا لي ؟ حقيقة كالصخر وقعت على رأسي ..تجمدت أوصالي ...

عظم الله أجركم ...كلمة قالها عمي وهو يحضنني ..كان يظن أنه خفف عني ولكنه لم يدرك أنه أكد هلاكي ؟

تحركت سبابتي من تلقاء نفسها تنفي ..تشنج حلقي ولم أستطع النطق بكلمة ؟؟

أبي ..كان هناك ..أشاح بوجهه عني ..لأعرف أنه يتألم بشدة ...لأعرف أن الأمر فوق طاقتي بما أن قلب أبي الشجاع شاخ فجأة ...

نزلت دموعي وسط ضوضاء لم أفهمها جيدا ...والتي كانت عبارات المواساة من حلقة من الرجال أحاطت بما تبقى مني ...

المطر..جميل هو عندما ينزل على الجفاف فيميته ...ولكنني اكرهه ...كرهته تلك اللحظة ..أخد يهطل فوق رأسي وكأنني نبتة ستنمو بعد أن لامسني ؟ ولكنني كنت فانيا وقتها

حرمني من تحسس دموعي على وجنتي ؟ أخدت حباته تنافس دموعي فلم يعد أحد يستطيع التفريق بين دموع قهري ورذاذ ذلك المطر وكأنني لا أبكي..

تذكرت وقتها تلك الأنشوذة الجميلة التي كانت السبب في خلودي للنوم على مقعد الحافلة والتي تقول : لا تبالي فستشفى الجراح وظلام الليل لن يطول ...

هل فعلا ستُشفى ؟ هل الظلام سينجلي يوما ؟

هل ستفرح الشفتان بعد فقدها ..بعد موتها ...بعد أن حققت كل آمالها ..بعد أن درست سنيني بكد لتفخر بي هي وأسعد ؟

هل يعني هذا أنني مجبر على الإستمرار بدونها ؟ هل أنا مخير وخياراتي اقتربت من الصفر ؟

ماتت ...وكان ذلك اليوم حاملا لرياح الأسى ...يوم استفاقت سويعاته لتعطي البعض فرحة نجاح والبعض الآخر غنائم الدنيا ..ولكن فتحت عيونها لتمنحني دموع الفراق

 

أوائل الشتاء ...حكاية لحن ما ...صوت خفي ..نعم أتذكر ...الأسى والحنين يأتي دوما عندي مع شهر ديسمبر

 

 

 

كانت مأساتي  لها مكان ..هناك ...مع أوائل الشتــــــــا

 

 

 

 

 

بقلمي الحالم : أحمد

 

 

 

 

 ¯°·.¸¸.·° أوائـــــــل الشــــتا ¯°·.¸¸.·° بقلمي
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©