موسوعة البدراوي الجزء 25/ شهادات مكسيكية !
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
علي البدراوي

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 18803
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 6789
عضو لجنة الارشيف وذاكرة الكرة العراقية
صحفي رياضي
كاتب مُمَيَز
علي البدراوي

عضو لجنة الارشيف وذاكرة الكرة العراقية
صحفي رياضي
كاتب مُمَيَز
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 18803
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 6789
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 2.7
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6917
  • 14:42 - 2010/06/01

منتدى كووورة عراقية/ جريدة صوت الأهالي:

بعد أن قدمنا في الحلقة السابقة تقريرا مفصلا حاكينا من خلاله الاعلام العراقي في حقبة المونديال وهو يقف على إخفاقة المنتخب الوطني العراقي في مشاركته الأولى و"الوحيدة" في كأس العالم في المكسيك 1986، نقدم من خلاله هذه الحلقة سلسلة شهادات "مونديالية" من المشاركة الوحيدة للعراق قدمها الينا شخوص الحدث، لننقلها بأمانة وبصياغة صحفية الى قراء الحاضر كالآتي:

الشهادة الأولى

فتاح نصيف

كابتن المنتخب الوطني العراقي في مونديال كأس العالم 1986 في مباراته الثالثة والوحيدة له أمام منتخب المكسيك، والذي كان احتياطا لرعد حمودي في مباراتي البارغواي وبلجيكا.

في محطتنا الاولى نستعرض الشهادة التاريخية الهامة التي خص بها أبا زيد كاتب السطور وأعضاء منتدى كووورة عراقية من قراء موسوعة البدراوي لنقرأها أدناه:

1-على الرغم من أننا خضنا ثلاث مباريات فقط من بطولة عمرها الزمني شهر كامل تتخللها العشرات من المباريات إلا أن أفضل وصف نعطيه لرحلتنا الى المكسيك هو: أنها طويلة عريضة.

راح الأخضر والأبيض

 

 وجاء الأصفر والسمائي .. وزي قبائل الزولو أيضاً!

 

2-قبل توجهنا الى العاصمة المكسيكية للعب في مونديال كأس العالم حطت بنا طائرة الخطوط الجوية العراقية في الأراضي الألمانية "الغربية" لنذهب ونرى بأم أعيننا الزي الذي سنرتديه في مونديال كأس العالم، وهنا حصل المطب الخطير الذي أوقعنا في هول مفاجأة لم نفق منها حتى انتهاء المونديال.

فقد كان أن وقّع الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم عقداً مع شركة ( adidas ) الألمانية الشهيرة للتجهيزات الرياضية يقضي بموجبه تجهيز المنتخب الوطني العراقي بالملابس الرياضية التي سيرتديها لاعبوه طيلة تواجدهم في كأس العالم.

لكن عندما دخلنا مقر الشركة ورأينا زيّنا أصابنا الذهول الكبير بما رأيناه!!!.. إذ وجدنا أن الزي الذي جُبلت عليه الاجيال الكروية العراقية طيلة عقود من الزمن وأقصد به (الاخضر والابيض) قد تغيّر الى (الأصفر والسمائي)!!!.

بالبدء لم نصدق ما شاهدناه ظنا منا بأن هناك لغط بالموضوع من قبل الشركة الراعية، لكن المسؤولين عن المنتخب مع أعضاء الشركة أكدوا لنا بأن هذا سيكون زينا في مونديال كأس العالم!، ولك أن تتصور الوقع الكبير على فريق خاض أعضاءه مبارياتهم منذ أن كانوا ناشئين حتى وصولهم الى المنتخب بزي ذو صبغة واحدة "أبيض أو أخضر أو كليهما" ليتغير عليهم بلون لايمت لماضيهم الكروي وواقعهم بأية صلة وأين.. في بطولة مثل كأس العالم يفخر كل فريق باللعب بألوانه الوطنية!.

ليتضح لنا فيما بعد بأن الاتحاد كان قد أوفد مندوبا عنه الى الشركة ليختار عن لسان من أرسله ألوان الفريق العراقي في المونديال، إذ ليس من المنطق أن تفرض الشركة على الفرق ألوان أزيائها، وأدركنا بأن الغاية من هذا الفعل الغريب كانت تذكار لون نادي الرشيد الاصفر وفرضه كلون أساسي للعراق في مونديال كأس العالم، والعلم عند الله وحده!!!..

أمر آخر زاد من صدمتنا، يكمن بالزي الرسمي الـ"تراكسود" الذي زودتنا به الشركة.. فقد كان تصميمه بائسا للغاية ولم يرق لنا مطلقاً "أخضر بشرائط حُمر وصفر وخط أسود وألوان ثانوية أخرى" وكأنه زي لقبائل الزولو الأفريقية وليس لفريق عربي آسيوي مشارك في مونديال كأس العالم*!.

كثيراً ما تسألني عن الاعتراض على هذا الأمر أما إجابتي عنه فأقول أن وقتها كان الاعتراض ممنوعاً!!.

 2-إذاً وصلنا الى المكسيك مُحبطين بزينا الغريب لكننا وما أن هبطت بنا الطائرة اضطررنا وبناءا على أوامر عُليا الى ارتداء "التراكسود زرق ورق" كزي رسمي لنا وعلينا أن ننزل به الى أرض المطار، الأمر الذي أثار تساؤل القائمين على استقابلنا، لأن جميع الفرق الـ23 المشاركة في المونديال نزلت وفودها ببدلات رسمية لا بـ"تراكسودات" الرياضة!.

علما أنني كلاعب كنت قد اشتركت في محفلين عالميين هما "أولمبياد موسكو ولوس أنجلوس" أعي وقتها جيدا أتكيت الوفود الرياضية عندما تحط رحالها في الاراضي المضيفة لمثل هذه المحافل، فبالمشاركتين السابقتين نزلنا ببدلة رسمية موحدة لنخالف هذا العرف في المونديال عبر رأي مفروض علينا ولايمكننا نقاشه!.

إيفرستو

ويتطرق أبا زيد في شهادته الى المدرب إيفرستو قائلاً:

3-إيفرستو كان مدرباً صارماً جداً وقد عاملنا بتحسس وكأننا ثلة طلاب تحت إمرة مُعلمهم، مع ذلك أعده مدربا أهلا لبطولة بحجم مونديال كأس العالم.

أما بالنسبة لسلفه المدرب المُقال إيدو فقد كان طيّب القلب ومتساهل الى حدٍ كبير وأقولها للتاريخ بأنه لم يكن مصدقا البتة بأن اسمه سيسجل كمدرب في كأس العالم، لكن مع ذلك يبقى التوقيت الغريب لابعاده عن تدريب المنتخب من قبل الاتحاد خاطىء جداً ما أسهم بخروجنا بصفر من النقاط.

4-أثناء وجودنا منعنا الرجل "يقصد ايفرستو" من التنزه في المكسيك والاستمتاع بأجواء المونديال الذي كان تواجدنا فيه على حد تعبير المرحوم ناطق هاشم "سجنا" بمعنى الكلمة.

5-لاحظت أن إيفرستو يتحسس مني كثيراً، فقد كنت أراه "من غير أن يلاحظ" يسترق النظرات تجاهي بصورة غريبة! أثناء التمارين أو المشي أو حتى في أوقات الراحة. فما أن كنت أنشغل بشيء عنه والتفت حتى أرى نظراته الحادة تجاهي.

لم أصبر على عدم سؤال إيفرستو عن سر سلوكه تجاهي ليجيبني بصلافة لم أكن أتوقعها منه مطلقاً:

كيف لا أنظر اليك وأنت من خسرّتني ملايين الدولارات بِصدّك ركلات الترجيح التي أفقدتني وقطر التي ادربها كأس الخليج الغالي قبل عامين في مسقط؟!! "إن كنت قد نسيت أنت" فالحادثة لاتغيب عن بالي يافتاح.. سمعت.. لا تغيب عن بالي"!.

ثم تركني ومشى!!!!!!!!!!...

المونديال

6- بداية عليك أن تعرف أن هناك هوّة كبيرة بالنظرة الى مشاركة المنتخب العراقي في كأس العالم مابين الاتحاد واللاعبين. وحلقتك السابقة شاهدة على ذلك.

ألخص لك صورة هذا الأمر بالوصف الآتي:

بعد عودتنا من معسكر البرازيل "معسكر مباريات فرق الدرجة الثانية" هتف أحد الحضور في إحدى جلساتنا مع عدي صدام حسين قائلا: استاذ ان شاء الله سيعود هؤلاء لنا بكأس العالم**!!!!!..

تلك هي كانت نظرة الاتحاد للمشاركة أما نحن كلاعبين محترفين ولنا خبرة طويلة بالبطولات فقد كنا ننظر الى مجموعتنا التي سهّلها الاعلام العراقي كثيرا على أنها مجموعة بالغة الصعوبة وليست بالسهلة مثلما أشاع الاعلام وقتها لكن هل لنا أن نناقش هذا الأمر مع من يتوقع نيلنا كأس العالم وعودتنا به الى بغداد؟!!.

7-عند وصولنا المكسيك فوجئنا بتصريحات الصحافة المكسيكية التي تقول أن المنتخب العراقي هو الحلقة الأضعف في المونديال.. وقد قدمت إحدى شركات المراهنات في مكسيكو ستي توقعا عبر كومبيوترها مفاده أن منتخب العراق سيُمنى في إحدى مبارياته بخسارة قدرها 0/8!.

8-تم حجزنا في الفندق وهنا أشد على هذه العبارة "حجزنا" طيلة أيام مشاركتنا في البطولة، الأمر الذي حرمنا من متعة التأقلم مع أجواء المونديال والاستمتاع بها بل والاحتكاك الانساني بلاعبي الفرق الاخرى خارج الملاعب.

9-كانت الصحافة لاتفارقنا مطلقا، وتلك هي ميزة الاشتراك في كأس العالم. فعليك أن تحسب لكل خطوة تخطيها ألف حساب لأن هناك من يتبعك ويتلصص عليك.

10- "سألتني" عن وقت فراغنا وكيفية قضاءه، فأجيبك على ذلك بأنه لم يكن هناك لاستلايت ولا أنترنت ولا هم يحزنون وبما أن تمارين إيفرستو كانت قاسية جدا فكانت سلوتنا الوحيدة بالمونديال هي "النوم"!.

مباراة الرعب

11-في مباراتنا الأخيرة "تحصيل الحاصل" أمام منتخب البلد المضيف "المكسيك"خالف المدرب إيفرستو توقعاتي بعد الذي سمعته منه سابقاً بأن جعلني حارساً أساسياً في تشكيلة المنتخب العراقي لكنه لم يفوّت الفرصة في نبزي بالجملة الاتية: سأشركك يافتاح في هذه المباراة كونها الأخيرة في حياتك الكروية!.

12-أخبار إشتراكي كحارس أساسي للمنتخب في مباراته الأخيرة وصلت الى بغداد لتتصل زوجتي أم زيد قبل المباراة بيوم محذرة إياي من الموافقة على اللعب طالبة مني التذرع بأمور شتى من أجل عدم إشراكي بالتشكيلة وجاء ذلك بسبب ماوصلها من همس كان ينتاب الشارع العراقي آنذاك بخصوص مصير اللاعبين الاساسيين الذين اشتركوا بالمونديال مما ينتظرهم في بغداد!. لكني لم أوافق بالطبع كحارس محترف ولي تاريخي وخبرتي بالبطولات التي اشتركت بها.

 

13- بعد أن دخلنا الى ستاد "الرعب" الأزتيك سادت الرهبة صفوف لاعبينا ونحن نشاهد الالاف المؤلفة من الجماهير التي غص بها الملعب والتي قدر عددها بـ150 الف متفرج أو أكثر حسب تصوري، لأن مباراة المكسيك والبارغواي كان قد حضرها 174.000 متفرج حسبما قالت الصحافة آنذاك.

 

نزلنا الى الستاد فكانت أصوات الجمهور تصم الاذان، لأمارس دوري ككابتن للفريق وأكبر اللاعبين سنا بالالتفات اليهم قائلا:

"معليكم منهم سنفوز بإذن الله، موقفنا أقوى في هذه المباراة من الناحية المعنوية، لأن خصمكم يلعب من أجل الفوز أما نحن فمباراتنا معهم تحصيل حاصل".

أين حقي!

ختم أبا زيد شهادته لنا بوصف الحالات التالية:

14-قرأت في حلقتك السابقة النقد اللابناء والتجني الكبير الذي مُني به فريقنا من قبل الصحافة العراقية ورئيس الاتحاد آنذاك، ولي عدة وقفات تجاه هذا الأمر:

-هم قالوا أنهم صرفوا الملايين على الفريق العراقي بمعسكرات تدريبية ومباريات تجريبية لأجيب على هذا القول بأنهم وحسب "إدعائهم" إن كانوا قد صرفوا الملايين على فريقنا فأقول بأنهم قد عوضوها بملايين مثلها.

ففي بطولة كأس العالم كانوا يأخذون الثلثين من كل مبلغ يُصرف لنا من قبل الفيفا. وكما تعلم فأن بطولة بحجم المونديال فمن التأكيد أن يُخصص الفيفا للمنتخبات المشاركة حوافز مادية تليق بالحدث. فعلى ما أذكر أنه بالدور الأول من البطولة خصص الفيفا مبلغا قدره ربع مليون دولار "للفريقين أو لكل فريق لا أذكر جيدا" ولم نلمس سنتاً واحدا منها مطلقا، ناهيك عن أمر هام يكمن بتخصيص الفيفا "مصرف جيب" لكل لاعب من لاعبي الفرق المشتركة بالبطولة وهو "135 دولار" في كل يوم.

بداية أخذها "الجماعة" مِنا جميعا لكن عندما سمع الصارم إيفرستو بالأمر هدد بفضحهم عالميا بمؤتمر صحفي فتم إعادة المبالغ الينا، لكن على أساس أنها "مكرمة" من الاتحاد لفريقنا المتأهل الى المونديال!.

الخاتمة

آخر ما أدلي به في شهادتي هذه هو ماقاله لنا إيفرستو قبل عودتنا الى بغداد وهو: لو كنت مدربا لكم قبل عام لضمنت تأهلكم الى الدور الـ8.

أما بعد عودتنا الى بغداد فلم أتعرض شخصيا لأية عقوبة أو مسائلة وبإمكانك سؤال الاخرين من أخوتي أعضاء ذلك الفريق فيما إذا كانوا قد تعرضوا لهذا الأمر.

الشهادة الثانية:

شاكر محمود

 

لاعب المنتخب الوطني العراقي في مونديال كأس العالم والذي اشترك لدقائق معدودة في مبارياته بعد أن كان مُهدداً بالاستبعاد منه بسبب "قصر قامته" ليفاجىء إيفرستو والقول له بالمستوى المعقول الذي قدمه في تلك الدقائق التي منحها له.

في شهادته لكاتب السطور والتي قدمها في ملعب الكشافة بتاريخ 4/3/2008 يقول محمود الاتي:

1-برأيي أن القيادة الرياضية بالعراق وقعت بخطأ تاريخي غيّر من مسار الكرة العراقية عندما أوكلت مهمة تدريب المنتخب الوطني العراقي في مونديال كأس العالم الى المدرب إيفرستو في اللحظات الاخيرة، فقد كان إيدو وبعد كل تلك الفترة الطويلة يُعد أخاً حميماً لنا قبل أن يكون مدربا، كان مؤمنا بمهارة اللاعب قبل مكانته ونجوميته وهو ما سبب تحسسا منه من بعض أصحاب المكانة الرفيعة والحظوة العالية عند الاتحاد آنذاك. كان إيدو بالوقت ذاته يفرق بين اللاعب النجم والجماهيري، إذ ليس بالضرورة " والكلام لازال لمحمود" أن يكون كل نجما اعلاميا أو رائعا بالملعب جماهيريا بالوقت ذاته، وعلى ذلك كان مؤمناً بأن يكون فلاح حسن عنصراً في كأس العالم، بل أن المفاجأة الكبرى تكمن في أن عينه كانت تراقب اللاعب المخضرم فيصل عزيز، ناهيك عن استدعائه لأبن مدينة الثورة اللاعب الشاب جعفر عبد الحسين والذي استدعاه من ساحات الثورة الشعبية وحواريها مؤمنا بإمكانيات لاعب شعبي لايرهبه المونديال، تلك هي كانت عقلية إيدو والتي خالفها كليا ايفرستو.

2- عند وصولنا الى المكسيك بدأ إيفرستو يعطي فريقنا وحدات تدريبية مكثفة بجرعات متقطعة في الملعب المخصص للفريق، أستمر الروتين اليومي لمدة اسبوع منذ قدوم الفريق العراقي الى مكسيكو ستي (من الفندق الى ملعب التدريب ومن الملعب الى الفندق).. وقد بدأت الفرق تتوافد تباعا بوفودها وجماهيرها.

مع توالي الأيام بدأت مهرجانات المونديال تشع في شوارع العاصمة، غير أن إيفرستو استمر بنهجه التدريبي الصارم وروتينه الممل ليشذ الفريق العراقي بذلك وفي أوائل أيام قدومه عن بقية الفرق التي تأقلمت مع أجواء البطولة.

قبل أول مباراة ودية تجريبية مع نادي مدينة تولوكا طلب قائد الفريق العراقي وأكبرهم سنا رعد حمودي من المدرب إيفرستو راحة وجولة ترفيهية للفريق إسوة بالفرق المشاركة.. إيفرستو أجّل الأمر.. لاعبونا اصروا على ذلك (نريد أن نعيش أجواء البطولة... إيدو كان يمنحنا الليل بأكمله.. كل الفرق تخرج الا نحن). إيفرستو رضخ للأمر شريطة أن يحدد هو جهة النزهة ووقتها.. وافق الجميع على تلك الصفقة.

لكن إيفرستو (الخبير بمكسيكو ستي وشوارعها) يذهب بحافلة المنتخب الى متنزه (شتوي)!!!!!!!!!! خالٍ من أجواء البطولة وكرنفالاتها، أعضاء الفريق يعترضون على الاختيار.. ايفرستو يصر.. منتخبنا لايوافق.. ايفرستو ينزل لوحده ويُمتع نفسه لمدة ساعتين وفريقنا بأكمله جالس في الحافلة ينتظر نهاية نزهة مدربهم.

ينهي إيفرستو نزهته فيعود بالمنتخب الى الفندق وكأن شيئا لم يكن ويخسر منتخبنا بذلك "المشيتين"!!!.

لم يفت على ايفرستو ذلك التصرف فبادر منتخبنا بعدم نزوله الى مطعم الفندق لتناول العشاء ذلك اليوم قائلا لهم (وحدة بوحدة) مثلما لم ترافقوني اليوم في النزهة لن ارافقكم بالعشاء.

يواصل شاكر محمود حديثه عن ذكريات المونديال قائلاً:

إستغل بعضهم عدم نزول إيفرستو معهم فقاموا بعمل خطة سرية للخروج بعد العشاء الى شوارع العاصمة والاحتفال مع الفرق الاخرى بالمونديال.

تم إكمال العشاء وخرج ثلة من اللاعبين بينهم أنا الى باحة الفندق وإذا بالحرس الفندقي يلقي القبض علينا ويعاملنا بقوة قائلين لنا: ارجعوا ممنوع ممنوع لا خروج للعراقيين ممنوع.

يستغرب سلام المترجم من هذا التصرف فيسألهم ولماذا ممنوع وكلكم تعرفوننا. فيجيبه عريفهم بعد أن أنزوى به جانبا: مدربكم أعطى لكل منا مبلغ 100 دولار لنمنعكم من الخروج ونحن كما تعلم أصحاب عوائل و...!.

3- صادف مونديال كأس العالم مع شهر رمضان المبارك، وعليه فقد كُنا نتجمع كل يوم في وقت الغروب في مأدبة إفطار "معنوية" يقدمها لنا كابتن الفريق العراقي رعد حمودي.

4-بعد مباراتنا الأولى أمام البارغواي والتي لم اشترك فيها بادر لاعب البارغواي جورج كواش صاحب الرقم 16 لاعبينا بالتقليد المتبع بتبديل الفانيلات، ليتبعه لاعبي فريقه تجاه لاعبينا.. منتخبنا يصعد الحافلة وبصمت مطبق من قبل لاعبيه منتظرين رأي مدربهم عن الخسارة. لكن إيفرستو يُغيّر مسار الحديث عن تداعيات المباراة وتحليلها ليفاجئنا بإبداء رأيه بالسؤال على (شيء جوهري برأيه) قائلا: أين فانيلاتكم ؟؟؟؟؟؟ رددناه بالقول: استبدلناها مع البارغوايانيين.. أو بالاحرى هم استبدلوها معنا..

 ايفرستو يجعل منها قضية وكأنه وجدها فرصة يزيح بها حديث الخسارة فقال:

لن تتحرك الحافلة طالما فانيلاتكم ليست معكم ارجعوها.. أثنين من اللاعبين يبادران بإرجاعها (وللقارىء أن يتصور الموقف) لكني "والكلام لمحمود" أجبته  على أن أخلاق العراقيين تمنعني من إرجاع الهدية ورفضها.. ايفرستو يصر وأنا أصر ليحوّل مسار الخسارة الى قضية (دريسات الفريق) وبذلك يتدخل اللاعبون وتسير الحافلة وسط توعد صريح من قبله لي على أن هذا التصرف لن يمر مرور العابرين!.

 في الفقرات الاخيرة من شهادته قال لنا شاكر محمود الآتي:

5- وأخيراً تحقق الحلم وأشركني إيفرستو في الشوط الثاني من مباراة المكسيك، بداية سادتني الرهبة لكني استجمعت قواي كاملة وأديت ما طلبه مني المدرب دون أي خطأ ماجعلني راضيا عن نفسي كل الرضا.

6-بعد خسارتنا أمام المكسيك في المباراة الثالثة والتي قضت بخروج المنتخب العراقي من كأس العالم بصفر من النقاط جمع إيفرستو لاعبي المنتخب في الفندق قائلاً لهم:

أعلم أن الأمر قد أنتهى وخسرتم وخرجتم من الدورة .. وأعلم أيضا أنكم خائفون من العقوبة في بغداد؟؟ لكن هل تعتقدون بأنكم تلعبون في دورة الخليج حتى يعاقبوكم على عدم التأهل؟ أسألوهم في بغداد عندما تعودون: هل يوجد تخطيط لديكم؟؟ هل تعرفون ماذا ستعملون بعد شهر من البطولة الحالية وأي منتخب ستقابلون ودياً؟؟.

وأردف قائلاً: أما في قطر التي جئت منها فإنهم يخططون لبناء مستقبل لكرتهم خلال الخطط السنوية للمباريات والتدريبات للمنتخبات الوطنية وهذا هو الفرق بينكم وبينهم؟.

7- بعدها نزلت أنا وباسم قاسم ليلا الى إحدى قاعات الفندق لنرقص احتفالا بالمستوى الذي قدماه في مباراة اليوم.

8- بعد عودتي من الحفلة لم اشأ أن افوّت الغصة التي في قلبي بخصوص اهمالي من قبل المدرب ايفرستو بعدم إشراكي كلاعب أساسي في مباريات المنتخب المونديالية فطلبت من المترجم سلام وفي ساعة متأخرة من الليل مرافقتي الى غرفة إيفرستو.

 طرقت عليه الباب فيفتحها والنوم بادٍ على وجهه قائلا: تفضل شاكر ماذا تريد؟؟

طلبت من سلام أن يترجم لي الكلام نصيا ليفهمه.

شاكر: سيد إيفرستو أشركتني اليوم في الربع ساعة الاخيرة من آخر مباراة بالمونديال أجبني بصراحة ما رأيك بي؟؟

إيفرستو: كنت رائعا.

شاكر: إذا لماذا لم تنزلني في المباريات التي سبقتها،،،، بسبب الفانيلة؟؟؟

إيفرستو: (لاتعليق)

شاكر: إيدو كان يعوّل علي الكثير .. مع احترامي لمكانتك التدريبية. ارجع الى قطر ودرب فرقها، أو ابقى بالعراق ولكن لاتدرب كرة قدم بل درب ساحة وميدان.. بعمر اللاعب القصير ماكان نقيصة أو عبئا على الفريق.. فهمت..

إيفرستو: يطرق الباب بوجهي بقوة وينهي الحوار.

الشهادة الثالثة

هيثم فتح الله عزيزة

مصوّر الكرة العراقية منذ عام 1979 ولغاية عام 90، والمصور الوحيد المرافق لمنتخب العراق الوطني في مونديال المكسيك 1986 ولكاميرته الريادة في كونها أول كاميرا عراقية صورت المونديال من داخل ساحات لعبه.

التقيناه في مؤسسته الاعلامية في العاصمة الاردنية عمّان بتاريخ الأول من نيسان/أبريل من عام 2009 فأدلى بشهادته المكسيكية والتي نوجزها أدناه:

قبل أن ابدأ بسردي لذكريات المونديال على كل قارىء أن يعرف أن العراق كان وقتذاك حديث عهد كرويا بالعالمية إن لم أقل في شتى المجالات .. فالكرة العراقية كانت تدور في فلك الإقليم والقارة وكاميرتي لم تتعدى معها آنذاك تلك الحدود لنجد أنفسنا بين ليلة وضحاها مشاركين في أهم حدث كروي تشهده المعمورة، وهنا بدأنا نشعر بحجم تواضع خبرتنا في هذا المجال وهذا مالمسته شخصيا بإختصاصي.

*كيف ذلك؟

- هل تعلم أن لكل فريق مشارك في المونديال وقتذاك فريقا من المصورين والإعلاميين وكنت أنا حينها المصور الوحيد المُنتدب لتلك المهمة، لأصعق بخبر منعي من مرافقة الفريق العراقي إلى المكسيك لان "الجماعة" -ويقصد الفرق المشاركة- اتبعوا التعليمات الإدارية لكل مونديال لكأس العالم منذ عام 30 تقريبا بإرسال أسماء المرافقين للفرق من مصورين وإعلاميين قبل أربعة أشهر من انطلاق الدورة و"جماعتنا" لم يعلموا بهذا الأمر إلا قبل سفر الفريق إلى المكسيك.. ولك أن تتصور أن يشارك منتخب العراق في مونديال كأس العالم دون وفد اعلامي مرافق!!!!!!!..

*مشكلة كبيرة!!.. كيف تصرفتم تجاهها؟

-عندما فاتحنا الفيفا بالأمر قيل لنا بما معناه عاميا "هاي أنتو وين نايمين" أين الاسماء ومن هم؟؟ أين رسوم الاشتراك؟؟ أين وأين وأين وأين؟؟؟ والاهم أين كنتم طيلة هذه المدة وهل تذكرتم في هذا الوقت؟!!

المهم تدخل رئيس الاتحاد شخصيا مخاطبا الفيفا بهذه المسألة العويصة ناهيك عن الدور الكبير الذي لعبه الإعلامي مؤيد البدري لننال عطف الفيفا بقبول طلبنا المتأخر، لأصل المكسيك قبل انطلاقة المونديال بفترة قصيرة جدا "بالوقت الضائع" برفقة الزميلين صفاء العبد وصكبان الربيعي وآخران لايحضرني اسميهما.

وصلنا الى المركز الإعلامي للدورة لنقابل بإستغراب كبير وعبارة "وين كنتو" أو "هاي انتو وين" من قبل الجميع.

*وهل انتهت المشكلة؟؟

-بالطبع لا فالكل كان قد حجز مكانه قبل أربعة أشهر إلا أنا "المصور العراقي" لايوجد لي مكان في لوائح الدورة التي أصابنا تنظيمها الشديد بالدوار وهنا جاء الفرج!..

*من أين جاء؟

-ومن لها غير أبا زيدون وعلاقاته الدولية الذي فاتح من خلالها سكرتير الاتحاد الدولي "الفيفا" وقتها جوزيف بلاتر بالمسألة لينال تعنيفا ولوما منه حين قال: يامستر بدري 23 فريق مشارك قدموا لوائحهم كاملة منذ الشتاء الماضي الا أنتم، حتى شعرنا وكأن العراق لن يشارك بالمونديال ليتعذر له البدري بنقص الخبرة. عاميا أيضا "جدد عالشغلة"!!..

لننال بعدها عطف بلاتر بحصولنا على موافقة استثنائية بتوقيعه، حصلنا بموجبها على "الباجات" الخاصة بالدورة.

*هنا يحدث منعطف بدخولك الواقعي إلى أجواء المونديال..

-بالتأكيد .. فقد تنفست الصعداء حينها لكن بعد ثوان أحسست بالغرابة والدهشة كوني المصور العراقي الوحيد داخل هذا الحدث العالمي الذي شعرت به وكأنني في كوكب آخر والمسؤول الوحيد لنقل الصورة الى 14 مليون عراقي.

*ماهي أول مباراة صورتها بالمونديال المذكور؟

-كانت مباراة الافتتاح بين ايطاليا وبلغاريا، وقد اتبعت السياقات شديدة التنظيم في الدورة والتي تآلفت معها بمرور الايام.

*وماهي؟

-قبل كل مباراة ينبغي أن يكون اسمك محجوزا ضمن كادر التصوير الذي يقف خلف المرميين وتلك وظيفة الإداريين، بعدها يتم الذهاب الى المركز الاعلامي ليتم منحنا فانيلة المصور التي نرتديها ونحن نزاول عملنا بتصوير المباراة وتلك الفانيلة هي من لونين يجب أن يكون كل لون خلف إحدى المرميين ولايتم التحرك مطلقا منه طيلة المباراة.

*اذا اصبحت الفانيلة الملونة صديقتك في كل مباريات المونديال؟

-لكنها بالوقت ذاته جلبت لي مشكلة كبيرة بكشفي من قبل الاف الحاضرين قبل الاداريين يوم كسرت القاعدة.

*ماذا فعلت؟

-في مباراة فرنسا والبرازيل حصلت كالعادة على احدى الفانيلتين شأني شأن زملائي الاخرين و"تسمرت" خلف إحدى المرميين الذي تناوب عليه الفريقان طيلة شوطي المباراة لكن شاء الحظ أن يكون المرمى الفرنسي المخطور بهجمات البرازيليين في الشوط الاضافي الثاني مقابلا لي ليكون مكاني في ذلك الشوط الحاسم خلف المرمى البرازيلي الهادىء.. لم يرق لي الامر رغم كاميرتي المتطورة التي بإستطاعتها تصوير مايدور من هجمات تجاه المرمى المقابل، لكني تسحبت أمام الاف الحاضرين وكأن أحدا لم يراني لاجلس "متخفيا" بفانيلتي ذات اللون المعاكس خلف المرمى الفرنسي لافاجأ بجلب انتباه الجميع تجاه ذلك الضيف المفاجىء بفانيلته المعاكسة لهم.

كلها ثوان معدودات حتى رأيت رسولا من مشرف المباراة يقف فوق رأسي قائلا لي بصوت غاضب ماذا فعلت؟؟؟ ماذا فعلت؟؟ لاجيبه قائلا أنني قليل الخبرة بالمونديال، فقال ارجع الى مكانك فرجعت فورا.

*فعلا أمر مثير تمنيت لو ذكر وقتها ليستفيد منه كل حامل للكاميرا العراقية في مثل تلك المحافل.. كلمنا أيضا عن أجواء الدورة؟

-من الامور الذي فوجئت بها أن راعي بطولة كأس العالم في المكسيك 1986 كانت شركة كانون العالمية للكاميرات وتلك كانت من محاسن الصدف بالنسبة لي.

*وهل استفدت منها؟

-أيما فائدة!! فمنذ أول مباراة علمت بأن لشركة كانون غرفة خاصة في كل ستاد تجري عليه مباراة .. داخل هذه الغرفة تجد مالذ وطاب من الكاميرات والعدسات ومواد التحميض وقطع الغيار وفلاتر ومساند ووووو يتم إعارتها لأي مصور في المباراة مجانا بمجرد أن يعطيهم "الباج" المخصص به.

*خدمتك كانون اذا؟

-ليس كانون وحدها بل كان لشركة كوداك المشهورة حضورا أيضا عبر وجود مختبر لها للغسل والتحميض داخل كل ستاد.. اذ بإمكان أي مصور اعطائهم عشرة افلام "كوداك" لتقوم بطبعها وتحميضها مجانا له زائدا فيلما خام كهدية!!!!!!!..

*مباريات منتخبنا الوطني بالمكسيك ماوقعها عليك وأنت تصورها؟

بالتأكيد تشعر بالفخر وأنت تصور منتخبك في حدث هام مثل مونديال كأس العالم لكن السيء بالامر أن تراه يخسر.

*كم مباراة حضرت في ذلك المونديال؟

-قبل أن أقول العدد ينبغي أن تعرف أن المكسيك بلد واسع جدا ومساحته كبيرة ومباريات المونديال كانت مقسمة بالتساوي على الاقاليم المكسيكية التي يبعد بعضها عن الاخر مئات الاميال، ولك أن تتصور أن يكون بلدا متمثلا بمصور واحد فقط في مثل هذا الحدث في هذا البلد الواسع فكيف ستكون مهمته فيها؟

*كأنك تريد أن تقول أنك تنقلت بين الولايات الواسعة ولم تكتف بتولوكا ومكسيكو ستي التي لعب فيها منتخبنا الوطني؟

-بالتأكيد فلكل بلد سواء مشارك بالمونديال أو وكالة إعلامية كان هناك فريقا من المصورين يمثله والعراق له مصور واحد، إذا عليه هنا أن يتنقل بين هذه الولاية وتلك لنقل الصورة إلى صحافة بلده لتصل الى يد الجمهور.

*من مسميات مونديال المكسيك الشائعة "مونديال مارادونا" فهل التقيت به؟

-بالتأكيد التقيت به، فقد كنت مصورا للمباراة الشهيرة بين الارجنتين وانكلترا التي جرت على ملعب وادي الحجارة وتمكنت أثناء الشوطين من الوصول الى منزع الفريق الارجنتيني وتصوير لاعبيه ومن بينهم مارادونا الذي ماتركته يهرب لحظة من كاميرتي.

*وهل كان الامر سهلا أن تخترق منزع اللاعبين؟

-بما أنني أحمل "باج" الدورة فأنه يتيح لي التنقل في أرجاء الملعب كافة وبحرية مطلقة.

*إلى أي حد أمتد مشوارك في ذلك المونديال لاسيما وأن فريقك قد خرج مبكرا وبقيت وحيدا بالمكسيك؟

-آذن تواجدي في ذلك المونديال بالنهاية بعد وصولي الى (السِمي فاينل) في مباراة فرنسا والمانيا بعدها كان من الصعب علي أن أحضر المباراة النهائية في ملعب الازتيك لكن بجهودي هذه المرة حصلت على الموافقة يوم كلمت كبار مسؤولي الفيفا طالبا منهم بإلحاح ضرورة تواجد الكاميرا العراقية في المباراة النهائية للمونديال ليتم السماح لي ومنحي الباج الخاص بهذا الحدث.

*شاهدت لك صورة تعتز بها لحارس الارجنتين بومبيدو وهو يجلس قبالتك محتفلا بنيلهم كأس العالم؟

-في المباراة النهائية كان تواجدي خلف مرمى الفريق الالماني في الشوط الاول ليكون طبعا الشوط الثاني من حصة الفريق الارجنتيني الذي ما أن صفر الحكم معلنا نهاية المباراة ونيل الارجنتين القب حتى توجه بومبيدو نحونا نحن المصورين الذي شاء الحظ أن أكون قبالته وجها لوجه ملوحا بيديه نحو السماء كما يشاهد القراء..

*وهل رافقت المحتفلين الى منصة التتويج؟

-الى هنا تقف حدود المصور.

 

والى هنا تقف حدودنا نحن مع ثلاث شهادات مونديالية من المشاركة اليتيمة للعراق عام 86 آملين بالأعوام الاربعة القادمة أن تحمل بشارة جديدة يقدمها لنا الجيل الكروي القادم بتأهل منتخب العراق الوطني الى مونديال كأس العالم في البرازيل 2014 راجيا للجميع متعة الاستمتاع بالبطولة المرتقبة والتي يغيب العراق عنها للمرة السادسة على التوالي.

تمت

 

 


 

الهوامش:

 

*أزياء الفرق وألوانها

يُعد لون الفريق المتبع عرفا مقدسا تحترمه أغلب دول العالم وتتبعه كسياق دائم لازياء فرقها الوطنية كلون تعبيري يمثل شعار الوطن.

فالأرجنتين على سبيل المثال نلاحظ أنها قد اتبعت زيا واحدا وهو الأبيض المخطط بالسمائي طيلة مشاركاتها في بطولات كأس العالم منذ العام 1930 وصولا الى البطولة المرتقبة في جنوب افريقيا 2010، والازوري الايطالي "الأزرق" الذي أحرز فريقه به بطولات كأس العالم "34، 38، 82، 2006" وكذلك البرتقالي الهولندي والأبيض الالماني والاخضر المكسيكي والازرق الفرنسي وغيرها من الفرق الأخرى، إلا العراق يعد البلد الوحيد الذي شذ فريقه عن هذه القاعدة واشترك بالمونديال بألوان لاتمت الى ماضيه وواقعه بأية صلة، بل وصل الامر الى أن يعطي اللاعب السابق حارس محمد هذا الأمر "تغيير ألوان زي الفريق" كأحد المسببات الرئيسية التي أدت الى خسارات العراق الثلاثة في كأس العالم بقوله: نزلنا غرباء على فريقنا بألوان لانعرفها! جاء ذلك في حديثه لفضائية الجزيرة الرياضية في لقاء أجرته معه عام 2006. علما أن الأتحاد العراقي لكرة القدم في تلك الفترة لم يتخلى عن هذا اللون بعد انتهاء المونديال الا في تصفيات اسيا للشباب التي استضافتها بغداد في العام نفسه وتحديداً "شهر آب/أغسطس" وقد لعب بها شباب العراق باللون المونديالي الاصفر وأخفق به ايضا على الرغم أن المباريات أجريت على ملعب الشعب!!!..

ماعكسته شهادة الكابتن فتاح نصيف ومن قبله حارس محمد يوضح لنا مدى تأثير زي الفريق على لاعبيه وضرورة عدم الاستهانة به واسناده كأمر من الأمور الكمالية التي لاتؤثر على أداء الفريق في المباراة، ولنا بالاخفاقات الكبيرة التي مُنيت بها الكرة العراقية أثناء النصف الثاني من حقبة التسعينيات من القرن المنصرم وهي ترتدي اللون الأسود الغريب خير شاهد على تأثير الزي واللون على فريق كرة القدم.

** التوقع غير المنطقي بنيل كأس العالم

قد يبدو لمتلقي هذا التصريح بأنه شديد الغرابة وغير منطقي، لكنه بالنسبة للدول النامية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ومسؤوليها قليلي التواصل الاعلامي مع العالم والاطلاع على آخر المستجدات الكروية وإن كان البعض منهم رياضيين فهو أمر طبيعي جدا، ولنا على ذلك مثال يتجسد بحادثة مشابهة تاريخيا صرح بها المدرب البرازيلي زاغاولو الذي قال لبرنامج "تاريخ كرة القدم العالمية" الذي عرضته فضائية دريم المصرية بتاريخ 21/7/2008 أدناه:

بعد نيل البرازيل لمونديال كأس العالم 1970 أرسل إلي شخصية سعودية نافذة جدا في بلاده طالبا مني القيام بتدريب المنتخب السعودي لكرة القدم لغاية المونديال القادم الذي استفسر مني عن توقيته، فعندما أجبته انه في العام 1974 رد علي قائلاً: حسنا بإمكانك تدريبنا لغاية تلك الفترة كي يفوز منتخبنا "مثلكم" بكأس العالم ونسعد شعبنا بجلب الكأس الى الرياض مثلما فعل بيليه ورفاقه قبل أشهر!!!!!.

 موسوعة البدراوي الجزء 25/ شهادات مكسيكية !
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©