الحب و الشهرة*الجزء الاول*..بقلبي
آخر
الصفحة
سلمى قباني

  • المشاركات: 15873
    نقاط التميز: 5660
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
سلمى قباني

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 15873
نقاط التميز: 5660
معدل المشاركات يوميا: 2.8
الأيام منذ الإنضمام: 5720
  • 16:01 - 2010/05/26

الحب و الشهرة

إهداء

إلى عاشقة القران التي مازال صوتها يرن في أذني رغم بعدها..

صوتها الرائع و هي تقرا كتاب الله

اعلمي آني احبك في الله..

نحن بطبعنا نميل للأشخاص المشهورين , و لو قابلنا نفس الأشخاص في شارع من شوارع الحياة المظلمة ربما لم نكن لنعيرهم اهتماما.و هي منذ و ولدت كانت تحلم بان تكون مشهورة,و عندما كبرت صححت مفهومها فلم ترد الشهرة من اجل الشهرة فقط ,كانت منبهرة حد العشق بأولئك العظماء الذين احترقوا لينيروا دهاليز البشرية , من أمثال أرسطو و تشي جيفارا وياسر عرفات و مارتن لوثر كنج   و محمد بوضياف و كثيرون ممن قد   يختلفون في مبادئهم و أفكارهم و لكنهم يتشابهون في أنهم جميعا شهداء قضيتهم.   لذا أرادت أن تكون سفيرة , سفيرة   تجمع بين السياسة و النوايا الحسنة.

سفيرة تجعل من بلدها أغنية عذبة على السنة من لم يعرفوا الجزائر البيضاء حق المعرفة , أرادت أن تحمل صوت الوطن و ذاكرة الشعب و تعبر البحر بهما راسمة أجمل الصور عن التاريخ و الحاضر و أحلاما لا تنتهي عن المستقبل.

و كانت تحلم ان تموت ميتة العظماء تلك..كانت تحلم أن يشيعها التاريخ إلى مثواها الأخير كبطلة, و أن تبقى ذكراها في أروقة الزمن تحكي للأجيال قصة جزائرية أرادت أن تكون.

راحت تخبر الجميع بأحلام صبية في مقتبل العمر أنها ستكون سفيرة , كانوا يضحكون منها بل و يسخرون لكن هذا زادها إصرارا إيمانا بقول روزفلت "عليك أن تفعل الأشياء التي   تعتقد انه ليس باستطاعتك آن تفعلها " , و في وسط الظلام نبتت وردة ليس لان الحياة غيرت من سياستها في التنكر لنا بل لأنها تعرفت به.

هو كان طالبا جامعيا وقتها يطارد أحلامه تماما مثلها,يستعد ليترك بصمة على جسد العالم المتعب و يمنحه برحابة صدر تدليكا مجانيا يخلصه من تعب العصور.كان شاعرا من نسيج امة عربية  تعود الشعر أن يصنع فيها المعجزات.كان يشبه محمود درويش في ثورته و نزار في عشقه و يشبه نفسه في أحزانه.

كان الوحيد الذي امن بها و أتقن معها فن الاستماع قبل فن الحديث, فنحن نحتاج أكثر من يسمعنا لا من يلقي على مسامعنا خطبا طويلة مضجرة,و هو لم يكن مضجرا أبدا,كلماته قليلة و رائعة تترك في نفسها أثرا لا يزول و يمنحها وجودها معه ثقة لامتناهية.

أن تكون جزائريا و شاعرا هو أمر مذهل ففي الجزائر نخاف من البوح بمشاعرنا,نخاف من الحديث عن آلامنا و نشر غسيلنا أمام الآخرين و في الوطن العربي كله يتهم الشاعر بآلاف التهم لأنه فقط يضع أيدينا على الجرح و يفتح عيوننا على بشاعة الواقع في حين يزين السياسيون لنا كل شيء.

كانا معا يسيران على كورنيش الحياة مبتسمين غير عابئين بما سيكون لان للقدر الحرية في اختيار الغد مادام هذا الغد كيفما كان شكله و لونه لن يزيدهما إلا إصرارا و عزيمة لتكون "هي" "هي" و يكون" هو" "هو".و كعادة الحب في أن  يأتي حينما لا ننتظره أتى طارقا باب قلبيهما فترددا في فتح الباب له ثم أذعنا أخيرا لكن في سرية تامة.أتى هذا الحب نتيجة لمخاض سنوات أمضياها معا تحول فيها هو إلى صحفي يكتب بلغة الحقيقة على جدار الحياة و اقتربت هي من هدفها كثيرا فقد اوجد لها ذكاؤها و تميزها مكانا في وزارة الثقافة و مكانا بجوار شاعرها في أكثر من جمعية ثقافية.

و أتى ذلك اليوم الذي آمنت بقدومه كما امن العداء الشهير   بفوزه حيث قال : "كنت واثقا من الفوز منذ أول خطوة" فقد عرضت عليها وزيرة الثقافة منصب سفيرة الجزائر في فرنسا بعد أن استقال السفير لأسباب صحية.كان هذا اليوم   اسعد أيام حياتها و أغربها ففي الجزائر تعود السياسيون على الالتصاق بكراسيهم حتى الموت..تعودوا أن ينتقلوا من وزارة إلى وزارة دون معرفتهم الكافية بمسؤولياتها ويتساءل الشعب المغلوب على أمره من أين يأتي التغيير بعقول رجال يكاد يصيبهم الزهايمر وأوشكت خلاياهم العصبية على الانتهاء ,حاول أن تجد في الجزائر سياسيا شابا ..إنهم قليلون إن لم نقل منعدمون.

كانت سعيدة سعادة لا توصف فلاشيء يضاهي غمرة الفرح و نحن نرى أحلامنا تتحول إلى وقائع, فرح لها شاعرها و حزن لأجل حبه المكتوم الذي قد تضيع نشوته به في لحظة بوح و ابتسم و هي تعانقه كما لم تفعل يوما ببراءة طفلة.فجأة انتبهت فابتعدت خجلة, هي أيضا أحبته و لكنها كانت  تخاف أن تجازف بأحلامها إن هي اعترفت بهذا الحب..قد يجبرها هذا الحب على البقاء, صمت كلاهما إيمانا بأنهما صديقان رائعان رغم كل شيء,هاته الصداقة النادرة التي تجعلك تهب دون أن تنتظر و تجعلك تستميت لترى صديقك سعيدا فكيف إذا تزاوجت هذه الصداقة المقدسة مع حب أقدس عندها يجب أن نصمت لأننا نخاف أن يقتل الحب الصداقة.

سافرت هي و بقي هو و مرت السنون و....

يتبع ان شاء الله

الحب و الشهرة*الجزء الثاني*..بقلبي دائما 

 الحب و الشهرة*الجزء الاول*..بقلبي
بداية
الصفحة