
أنيــن الألم يخترق صلابة صدري وتنساب دموعــي أنهارا
وتتشتت عواطفي فتاتا في أرجــاء هذا البيت الكئيب
محرومــة من إحساس دافئ يثمر في وجداني
تعبــت التظاهر بالقوة والأمــل
أرهقتني الأيام الطوال ...وأرهقني الزمن
فقدت روحــي يوم فقدتك
يامن كــان لي قلبا وعقلا وسندا
يامن وهبني الراحــة والحنان
يامن دافع عن حقــي وصان أسرتي
ضاعت خطواتي وضاع الأمــل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رمــت بثينة بقلمها بقلب مكســور ، وهي تخط آخر كلمة في دفتر يومياتها في آخــر ساعات الليل
وذهبت لتتفقد طفليها في غرفتــهما وتطبع قبلة على وجنتيهما قبل أن تخلــد للنوم
عائدة إلــى غرفتها المظلــمة التي لا تمنحها إلا الأحزان
...
مر اليــوم طويلا عليها كالمعتاد
ساعات طوال وهــي جالســة على تلك الآلــة التي تسترزق منها لقمة العيش
لكن ،ما أن ترى ابنيــها متلهفين عليها بعد عودتهما من المدرســة
حتــى تختفي تراسيم الكآبة على وجهها
وتسرع في الإعتناء بهما ومدهمــا بالحب والحنان
...
في سكون الليل ، يتسلل الحزن مجددا إلــى قلبها
فتعانق قلمها في قهــر وتبوح بصدق
...
زوجي
لماأطفأتني كمصابيح النور وسرقت الشمس من عالمي
زوجي
لما نسفتني كالجبال وزرعت أنغام الفراق في قلبي
زوجي
لما تركتني امرأة بائسة أقتات خبز أحزاني كالتعساء
زوجي
لما فاجأتني بالرحيل وتلاشيت من عالمي كالضباب
وودعتني هادئا ، صامتا كالغــرباء
...
ويمضــي يوم آخر من عمرها وهي في حداد دام أكثــر من سنة
مخلصة لقلب زوجها ، ولذكرياته ، وابنيهما
وليومياتها الحزيـــنة
انتهى

|