ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثــار شرود أسمــاء زوجهــا ,وهما يتناولان العشاء مع ابنهمــا
بلال ,وقال بمرح :أســـوم ...فيما تفكرين ؟؟ لم تتفوهي بكلمـة منذ
جلوسك ,هل من خطــب ؟
تلعثمت أسماء وقالت بسرعة :لاشيء
ألــح قائلا: هل من أمر يضايقك ؟ أجابت :بتاتا
قاطعهــا قائلا :كيف كان يومكما ؟
قالت بكل برود :لا تقلق ,كل شيء على ما يرام
تــوالت الليالي في صمـت قاهر ,كلمات عابرة ,وغموض جارح
حول أسمــاء يجتاح وجدان زوجهــا مروان ...
قررت أسمــاء أن تكسر حاجــز الخوف ,وتحدثــه عن
مرض ابنهما الوحيــد الذي نزل عليها كالصاعقة .
انفردت به وقالــت :
مروان ,ابننــا في خطر
مروان : مامعنــى ذلك ,ماذا يجري ؟
أسمــاء :كن واثقا أنني لم أخفي عليك الموضوع إلا لأنني خفت عليك ,
ابننا بلال مريــض ,هو في حاجــة ماسة إلى كلية سليمة .
نظر إليــها مروان بعينين دامعتين ,أحس أنــه لا حيلة لــه ,لا طول
ولا عرض ,وضاق صدره الذي كان منفوخا حتــى كاد أن يخنقه وبدأ
يتمتم :كليتي فداه ...كليتي فداه
قاطعتــه أسماء في حزم واضح :لــن أعرضك للخطر ,قمت بالفحوصات
اللازمة ,وكليتي تناسبه ...
وسالت الدموع من عينيها ,وقف مروان ,عانقــها بود وقال:
غذا سأرافقكمــا إلى المستشفى ,وسأتأكــد من سلامة صحتك ,
طاوعيني ..سأمنحــه كليتي ...لن أسمح بفقدانك
بكــت أسماء وقالـت :كليتي لبلال ...كليتي لبلال ...كل شيء سيكون على ما يرام لا تقلق .
حــدد موعد إجراء العملية ...وأخذ بلال كلية أمــه ...واستقرت حالته.
مروان لــم يرى بعد زوجتــه التي أحييت ابنهما من جديــد ...
تلقــى خبر وفاتها بألــم كبير ...
وكلماتــها ما تزال ترن في أذنيه :
كليتي لبلال ...كليتي لبلال

بقلمـــي
فاتن