العــريـــــس .............. (بقلمي )
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
ahcia

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 5003
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 2283
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
ahcia

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 5003
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 2283
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 0.9
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 5842
  • 22:22 - 2010/03/16
 

 


 

العريس 

 

  اليوم من أسعد أيام أم عبد الرحمان، بعد قليل ستهبط الطائرة التي تحمل في قلبها فخر العائلة .... عبد الرحمان، عفوا أقصد الطبيب الجراح عبد الرحمان،

 كم زادت معَزّته في قلب أمه بل و في قلوب كل أفراد العائلة، قبل أسبوع من اليوم، حين اتصل هاتفيا، معلنا الخبر السعيد، أنه قد عزم على إكمال نصف دينه .....

لم يكن مربط الفخر هنا، بل لأنه رغم دراسته في إحدى أكبر العواصم الأوروبية، ورغم عمله كجراح بعد التخرج في أكبر المستشفيات هناك، إلا أنه لم ينس التقاليد و الأعراف التي باتت في زماننا تُنعت بالتخلف، لذلك قرر الزواج من إحدى بنات بلده العربي الأصيل .... زواج تقليدي.

                             

أستقبل عبد الرحمان استقبال الملوك من طرف عائلته، ليطيروا به إلى بيتهم الفاخر الذي زين خصيصا له، مباشرة بعد تلك المكالمة الهدية.

و كالعادة ... انتشر الخبر السعيد و المغري بسرعة بين أوساط العائلة الكبيرة، و تهامست الأفواه عن المغترب القادم من الخارج بعقلية أوروبية و تأثر عولمي،  و شب صراع ارستقراطي بين بنات العائلة، من هن أولى بهذا الأمير ؟ بنات الأخوال .... أم بنات الأعمام؟

كثرت الزيارات إلى بيت العريس من طرف الأمهات يصطحبن معهن أميرات الحسن و الجمال، و قد تبرجن تبرجا يذيب قلوب التماثيل، و كل أم تتغنى بمفاتن ابنتها، حتى احتارت أم عبد الرحمان في أيهن أنسب لولدها.

                            

بعد أسبوع من وصول عبد الرحمان، نظمت حفلة على شرفه، حفلة لم الشمل بين العائلات، تخفي خلفها نية أم عبد الرحمان في اصطياد عيونه و هي تصطاد إحدى البنات.

لم يمض من الحفلة القليل حتى اكتظت القاعة بملكات جمال العائلة، الكــثـيـر مــن الـدلال، القـليل من الحيــاء، ألبسة فاضحة، تكـشـف ثـلثـي أجسامهـن الممتلـئـة و النحـيفـة، الطويـلة و القصيرة، السمراء و الشقراء، كتجار يكشفون الغطاء عن بضائعهم ليعاينها الداني والقاصي من باب المنافسة و الأسعار.

غمزات، حركات، إبتسامات متطايرة في الهواء، تعكس الروح المتحررة لكل فتاة من العائلة، و كلهن تتحدثن اللغة الأجنبية.

-     إلهي .... أحسُ و كأني لا زلت في أوروبا !   .... ما بال بنات العائلة كعرائس القراقوز !

همهم عبد الرحمان بهذه الجملة مغادرا القاعة،

مر أسبوع كامل على تلك الحفلة، و اقترب موعد سفره و عودته إلى أوروبا، و الكل ينتظر الإعلان عن السندريلا المحظوظة، و لكن عبد الرحمان سافر حر الذراع مثلما أتى،

                       

مر فصل الصيف ضاحكا كعادته و أتى فصل الخريف بزيه الكلاسيكي، و جاء الهاتف الأوروبي من جديد، يحمل صوت عبد الرحمان مغردا بصوته الجميل، و بعد تبادل الأشواق و الاشتياق، زف لهم الخبر المنتظر أنه سيحضر لإتمام مراسيم الزواج على فتاة إختارها عقلة و قلبه،  

من تكون الفتاة ؟ سؤال تردد في أوساط العائلة الأرستقراطية، و الجواب عليه سيكون بعد أسبوع من الآن.

                           

ها   قد مر الأسبوع متثاقلا كدهر شحيح اللحظات، و إحتشدت العائلة عند منصة إسـتقــبال المسافرين، يتطاولون بأعناقهم، منتظرين إنشقاق الجمع الغفيــر مــن المســافـــريــن القادمين من بلاد الجن و الملائكة عن بدر العائلة .... عبد الرحمان.

و ما هي إلا ثوان حتى ظهر مبتسما، ملوحــا بيــمـناه ناحية والدته و باقي أفراد العائلة، إقترب منهم و ألقى بجسده الفتي في حضن والدته الملتهب لشوق معانقته، ثم وزع باقي القبلات و العناق على باقي الأشقة و الخلان المنتظرين في طابور غير منظم، ثم التفت إلى الخلف مناديا : إقتربي مريم.

إتجهت كل الأعين ناحية المنادَ عليه، لتقع على فتاة بملامح أوروبية و هندام عربي مسلم، إقتربت في استحياء من والدة عبد الرحمان و طبعت قبلتين على خدي ها و انحنت لتقبل يدها مرددة بلغة ركيكة: مرهبا ماما.

-     أمي هذه هي مريم، الفتاة التي اخترتها زوجة لي، لقد إعتنقت الإسلام منذ ست سنوات و هي فتاة ملتزمة بتعاليم ديننا الحنيف، تعرفت بها في المستشفى، حين كانت تأتي لزيارة جدها المريض، و قد إقتنعت بها كزوجة مناسبة لي يا أمي. ( جاء صوت عبد الرحمان هادئا )

-     تعلم يا ولدي أنك كنت دائما موضع ثقتي، و دائما كنت عند حسن ظني بك ( نطقت أمه مبتسمة و هي تطبع قبلة على جبين العروس )

-          ستحبينها أكثر بعدما تتعرفين عليها يا أمي ( و الفرح يتطاير من مقلتيه )

-          إذا سأقيم لك أروع حفل زفاف قد يشهده تاريخ العائلة ( و هي تضع يدها على خده بحنان )

-     هذا ما أخبرت به مريم، لقـد عقــدنــا الــقــران هناك في أوروبا، و أجلنا الزفاف إلى حين عودتي، ففرحتي لن تكتمل إلا بينكم يا أغلى الحبايب.

                       

و بعد أسبوع من الترتيبات، زف عبد الرحمان على عروسه التي رأى فيها من الخلق و الإلتزام ما لم يراه في بنات العائلة اللواتي غيرنا من جلدتهن و أخلاقهن فقط لمواكبة العولمة العقيمة التي غطت على البلاد العربية، لتطمس ملامح عاداتنا و تقاليدنا المجيدة.......

                                                               ..........إنتهى 

 

 

 

 


 

 

 العــريـــــس .............. (بقلمي )
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©