رحيل الاماني | | كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة | صاحب ردود قصصية متألقة | ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 36554 ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 7628 |  | ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 5.6 | ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 6491 | | غزتني دقات عقارب الساعة في منتصف الليل، وكنت أفكر في استئجار يوم من الزمن بحيث لا تلتقي فيه عقارب الوقت . غادرت سريري وهربت نحو عوالم التصور و أخذت أفكاري ترشح سائلاً تجمعت حوله الفراشات التي تخرج من فم التأمل .وقفت أتصور وأنا أتصفح الوجوه المركونة قبالة الأيام والمتسربة نحو الأرق اللامحدود بعدما أفقدها تحضرها مفهوم التوحد. لقد كان العرب القدماء والقدماء جداً وهم يشاهدون منظر انطباق السماء على الأرض في كل يوم ، يقيمون بيوتاً خارج بيوت العائلة ، يعدونها لكرمهم ، ويصونون بذلك أنفسهم .أما الآن فلا أعلم حقا ما أسميه وأنت تشاهد دخول كل من هب ودب ، ولا أحد يكترث ولا يشعر بالقشعريرة عندما يرى شخصا قد غزت سابلاه حشرة البق الدقيق وهو يجوب أراضينا دون امتعاض يذكر.ارتمى قبلي التعب والضجر ، انتفضت الروح ،وتذكرت أن مدننا اعتكف فيها الخلود وعلى ترابها قبور تنبض بالحياة فالموتى فيها يحرسون الأحياء ليلاً . هنا ما زال إيقاع(( نون والقلم وما يسطرون )) يتردد. هنا يهتز التأريخ طربا لما يكتبونه وهنا يُدرس فن التقطيع الشعري .
عدت مرة أخرى أتصفح الوجوه المركونة على رفوف الزوايا واكتشفت أن الوجه البشري كالكتاب، و رغم كل ذلك يطغى صوت ( أبي ذر ) على كل الأحلام وتبقى مدينتي كـ أبي ذر معبئة بالصدق والحب والنور بعدما أدرك المجد هنا أقصاه . |
|