جلس بجانبه كعادته كل صبح
الروتين اليومي
يمن عليه ببعض الكلمات صباح الخير كيف حالك
الحمد لله
كلمات جاحدة شحيحة يجرها ورائه وينصرف
غير انه اليوم يراه بعين أخرى لا بل هي نفس العين
أجلاها الواقع لتبصر مجددا
رآه وقد ذهب صوته وأصبح خافتا مرتعشا
فنظر إلى وجهه الذي رسم عليه الزمان أخاديد و نتوء
أرهقه ثقل الحمل وطول السفر في زمان
لم يعرف منه إلا الشقاء
ثم رمى به في أخر المحطة إلى زاوية باردة
يتأمل فيها معاناته ومشاكله
هنا تذكر أيام أبيه حضنه الدافئ
نومته وسط برنسه في برد الشتاء
الأحجية التي كان يحكيها له ويسمي بطلها
على اسم ابنه الصغير
تذكر قلق والده عليه في مرضه
تذكر سفراتهم معا ونومته بجانبه إلى أن كبر
تذكر ذراعه التي كان يتعلق بها من شدة التعب
هنا قال الجاحد
أبي أبي قد اشتد عليك المرض لنكلم خالي
يرسل لنا السيارة لتذهب إلى الطبيب
ابتسم الأب وقال
السيارة يقدر يرسلها ومن أين النقود
وقف ذلك العاجز وسحب خيبته ليقفل عليه بابه ويبكي
استفاق ليجد ان ما تبقى له هو قلة الحيلة
هل الفقر يجعله يتفرج على أبيه وهو يصارع المرض
ماذا افعل يا رب
|