أملـــ
ابتسمت له أشعة الشمس على الطريق... فرحت به مولوداً جديدا استقبل الحياة... وترسبت في أعماق الأحزان كتلة من الأمل...
لم يستطع إخفاء ابتسامته الواسعة وهو يخطو بسرعة, ينتقل بين الأرصفة, تبدو له كل الأشياء جميلة, حتى الأطلال التي قصفها العدو, تغيرت ملامحها في عينه, أصبح يرى فيها حياة جديدة, كيف لايراها هكذا ؟ ففرحته بمولود ته الجديدة أنست نسيانه أنه فقد ابنه البكر, رصاص العدو اخترق شبابه وافتض نضارته...
يحمل باقة ورد في يمناه, وفي الأخرى كسوة بيضاء لصغيرته, يعدُ كل الأسماء التي يحبها, يختار منها واحدة " أملـ ", تيمنا بحبه للحياة رغم قساوتها في بلاد كهاته... مر على صبية يلعبون, قبَلهم على رؤوسهم, مدَ لهم بعض الحلوى, احتفظ بالباقي لزوجته الغالية, رسم صورتها, في صفحة الغمام, تبتسم له...
نبضات قلبه تزداد إخفاقاً, يقف على مقربة من المستشفى, دمعة لم تستأذنه, نزلت على خده فتعجب ها...
استلقت الكسوة البيضاء على الأرض المدرجة بالدماء, إلى جانبها باقة الورود, احترق نصفها, انقطع صوت الألم, تعفر الأمل بتراب الغدر, خانته الذكرى...
سُمع من بعيد صرخة متألمة يعلوها الغبار, تبحث عن خيط الأمل الذي أُتلف حين مسته النيران الضارية ...
صوت خفيف يردد " هنا غزة ... هنا غزة... قصف جوي تعرض له مستشفى الأطفال ... أرسلوا سيارات الإسعاف ..."
وُلدت بـ 16.11.2009
اراكم بعد امتحانات نصف العام .... حبي واشواقي وحروفي.....