ll° لا يضر الشاة السلخ بعد ذبحها °ll° بقلمي
أحبتي الكرام والافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( لا يضر الشاة السلخ بعد ذبحها ))
هو ليس مثلاً شعبياً قيل
وليست عبارة نرددها بلا معنى ..
هي حكمة قالتها أمرآة وهي في عمر الـ 100 عام
انها ليست آمرآة عادية بكل المقاييس ...
ان هذه الحكمة قيلت قبل 1400 عام تقريباً ..
نعم اربعة عشر قرناً مضت ..
وقصة هذه الحكمة وبطلتها بآختصار هي ..
في القرن الاول من ظهور الدعوة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية والتي رسخ قواعدها نبي هذه الامة
وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم اجمعين ..
وبعد ستة عقود تقريباً من تآسيس الدولة الاسلامية ..
تم حصار مكة المكرمة وأهل مكة عندما كان أميرها عبدالله ابن الزبير وفرض عليها الحصار
جيش كامل باسلحته وعتاده الحربي وكان يقود هذا الجيش الذي ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق
وابن الزبير يصلي بجوارها هو الحجاج ابن يوسف الثقفي .. احد ولاة الخليفة الاموي عبدالملك ابن مروان ..
وكما هو معروف عن الحجاج جبروته وشدة عقابه وعدم تراجعه عن قرارته فبعد ان استولى بجيشة
على مكة المكرمة وقتله لابن الزبير ومن شدة حقده على عبدالله بن الزبير قام بصلبه والتمثيل بجثته
وجميعنا يعلم بآن المسلم له حرمته حياً او ميتاً ولكن تجاوزات الحجاج وعدم اكرامه للميت قام بذلك بهدف
تخويف اهالي مكة المكرمة وان عليهم الطاعة والبيعة لبني امية بالخلافة ..
كانت والدة ابن الزبير سيدة عجوز طاعنه في سنها وبلغت المائة عام حتى انها فقدت بصرها بسبب
كبرها وهي آمرآة لها الكثير من الادوار بل كانت اول فدائية في الاسلام انها الصحابية الجليلة أسماء بنت الصديق ..
وعندما ابلغوها بنبآ استشهاد ابنها بجوار الكعبة طلبت منهم ان يذهبوا بها الى حيث هو فذكروا لها
ما فعله الحجاج بجثة ابنها وكيف صلبها ومثل بها ...
فآحبت ان تعرف الحجاج بن يوسف الثقفي بمدى حماقته وشدة حقده التي جعلته يتصرف بهذه الحماقه
فقالت حكمتها وكلمتها التي مازالت تردد ويؤخذ بها وهي
لا يضر الشاة السلخ بعد ذبحها ))
جملة تعبر عن موسوعة من الحكمة والفراسه والحنكه وكيفية التعامل مع المصائب
كيف لا وابنها قد قتل وصلب ومثل بجثته وهو ابن أحد العشرة المبشرين بالجنة
ابن حواري رسول هذه الامة صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم اجمعين ..
وامة اسماء بنت ابو بكر الصديق اول الرجال اسلاماً وصديق رسول الامة ..
وكان الحجاج لا يقارن اطلاقاً مع ابن الزبير كل هذا المصاب القوي وهذه المرآة الصنديدة
تطعن قاتل ابنها بجملة آكدت للحجاج ابن يوسف الثقفي انه مجرد رجل احمق وانه بفعله ما فعل
بابنها بعد قتله لن يضره شئياً فبعد قتله انتهى كل شيء ...
أحبتي الكرام والافاضل
ان اسماء بنت الصديق بهذه الجملة التي طعنت بها الحجاج وجعلته يرى نفسه ذاك الثقفي الغير معروف
القادم من ارض ثقيف بالطائف بعد ان كان يجمع الاطفال كي يعلمهم قراءة القران واصبح قائداً لجيوش
الدولة الاموية واحد اكبر امراءها وحكامها ..
ان في هذه القصة العديد من النظريات والعبرات وليست مجرد جملة قيلت بلا معنى ..
اننا كمجتمع عربي لدينا الكثير من الامور التي تدل على اننا لا نسير بتفكيرنا وعقولنا في المسار الصحيح
وحتماً لا احد يجهل ذلك والجميع يدركه وقد يتصورون ان كثرة او اتساع رقعة الخلل جعلت الامور
تخضع للاستسلام لما نحن فيه وعلى ما نحن عليه من تفكير غير صحيح ...
أحبتي
عندما لا نرى اياً منا ينكر التفكير والسير باتجاه بعيد عن المسار الصحيح ويبقى الوضع كما هو
بل يآخذ في التصاعد والزيادة فهذا حتماً اننا نقوم بمجهودات ولكنها مجهودات تفتقد للكثير من
مقومات نجاحها فعندما نريد ان نقوم بآي اعمال غايتها الرقي مثلاً نجد انفسنا اما ثابتين في امكاننا
ولم نرقى نصف الخطوة الى الامام او نتراجع عما كنا عليه في السابق ..
ان الخلل ليس بكبير ولكن بعيد لانعدام وجود الهدف ..
فقبل ان نعمل لابد ان نسآل انفسنا عن هدف هذا العمل فاذا وجد الهدف استطعنا ان
نتعرف على مسارنا من خلال وصولنا او عدمه الى هدفنا اما استمرارنا في نفخ القربه
وبها العديد من الثقوب فامر طبيعي وبديهي ان يكون مجهودنا في مهب الريح ..
وينطبق علينا اننا
نحاول ان نجعل الشاة تشعر بالسلخ بعد ذبحها ...
قبل الختام
اعتذر منكم جميعاً على الاطالة وأتمنى أن لا تكون ممله .
وآملي ان يجد الموضوع استحسانكم ورضاكم ..
ولكم مني آرق تحياتي
دمتم بود ..
|