جلس محمد ين يدي جدّه بعد صلاه العشاء في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وسأله :

أخبرني يا جدّي ما هو يوم عرفة ؟ ولماذا هو يوم مميز كما قالت لنا المعلمة في المدرسة ؟

نظر الجد إلى حفيده ذا الإحدى عشر عاما وقال له :

إذا ذكر يوم عرفة، فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها، فليس ثمة يوم طلعت فيه الشمس، أو غربت،

 هو خير من يوم عرفة أبدا، فقد ورد أن صيامه لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين .

أى أن من صام يوم عرفة فسيكفّر الله له سنة ماضية وأخرى مقبلة ، وورد أيضا أنه ما رئي إبليس

في يوم هو أصغر و لا أحقر، ولا أغيظ من عشية يوم عرفة ، وقد صحّ أيضا أن هذا اليوم من ملك فيه

 سمعه وبصره ولسانه، غفر له ، أيّ من صان سمعه من سماع الحرام وعيناه من رؤيته ولسانه من قوله

فسيغفر الله له ذنوبه .

قاطع محمد جدّه متسائلاً : قالت المعلمة أنّه يجب أن ندعو الله كثيرا في هذا اليوم فهل هناك دعاء

مأثور عن النبيّ يجب الدعاء به أم ماذا ؟

أجاب الجد : أفضل الدعاء يا بنيّ دعاء يوم عرفة ، قال صلى الله عليه وسلم :" خير الدعاء يوم

عرفة " ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، له الملك

وله الحمد، بيده الخير و هو على كل شيء قدير .

وأخرج ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره 

 أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: أني قد غفرت لهم ما خلا

 المظالم ، فإني آخذ للمظلوم منه، قال: أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم ،

فلم يجب عشية عرفة. فلما أصبح بالمزدلفة، أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سألي. قال: فضحك رسول

الله صلى الله عليه وسلم أو قال: تبسم فقال أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه الساعة ما كنت

تضحك فيها فما الذي أضحكك، أضحك الله سنك؟ قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل

 قد استجاب دعائي، وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثبور،

فأضحكني ما رأيت من جزعه  .

وأخرج أيضا عن ابن المسيب عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

  ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة

وإنه ليدنو عز وجل، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هـؤلاء؟.

وكما ترى يا بُنيّ مما قلته لك من أحاديث فضل هذا اليم العظيم ، ولغرض أن يُعظّم الحاج

هذا اليوم وأن يكبّره لأنه من شعائر الله فقد قال الله تعالى :

ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

وتعظيم هذا اليوم كما يكون بالإكثار فيه من فعل الخيرات وضروب الطاعات، يكون باجتناب الإثم

والفواحش ، والضلالات والمنكرات ، هل فهمت يا بُنيّ ؟

أجابه محمد : نعم يا جدّي وسأفعل ما قلته ليغفر الله لي سنة فائتة وسنة قادمة ، وليجعلني ممن أعتق

رقابهم من النار ، جزاك الله خيرا يا جدّي .

- جزانا وإياكم يا بُنيّ ، وجعلك الله من عِبادك الصالحين .

ملحوظة :              

 ما باللون الأسود هو فقط ما بقلمي ، والبقيّة تجميع معلومات .