يغلف الانتظار لحظات الصمت ، يسير دون رفيق ، وينبلج الأمل مع كل دقة قلب ،
كانت نبضاتها مترعة بالحب، ترتشف سحر متوقد في ثنايا الفؤاد وهي تترقب قدوم رسالة من زوجها الراحل
يا ترى كيف اندمجت الذكرى مع الحب، تركت تلك التساؤلات تطفو على سطوح الواقع المرير
وتذوق مسافات من الحرمان ، وصلت تلك الهدية، اخذتها ضمتها الى صدرها ، عيونها اصبحت متلألئة بدموعها ،
فتحتها ببطء ، اعقبتها موجات من الانشراح والسكون ، وهي تتصفح ذلك المصحف الشريف ، هدية زوجها الراحل ، قبل ان يتضمخ بدماء الشهادة ، ترك لها تلك الهدية " عنوانها " من أجلك ومن أجل وطني
سوف أحيا طوال الحياة ..
مع خالص حبي.
مسافة وجدانية
اشكو حباً يغزو الجوانح ، لكني مع الحبيب مقصر ، لا يمكن نسيانه او ترك حبه ، حاولت جاهداً ان اقيس حجم المسافات التي تبعدنا وتقربنا من بعض ، فكرت في نفسي ووجدت الجواب الشافي !! وعلمت حينها انها مسافة وجدان
تقرب وتبعد ، وتلهم وتجدد الذكرى .
نهاية سفر
تشرق الشمس على أروقة جبينه المتلفع بغمامة الإشجان، ويغذ السير بوجد التمتمة في خفايا الروح، مكان يقصده بشكل يومي، كطائر صحراوي.. زاحمه الليل بعواصفه الرملية .. تلك باحة السوق المكان يعج بالمارة ، صراخ يتهافت ويقرع مسامعه ، ذو وجه معتق وتجاعيد قصة طويلة من المعاناة، يفترش الأرض بوقار ويقلب وجه المارة بقرب إغراضه يقتات من بيعها ، رغم ان جسده تفرى بأشعة الشمس المحرقة ، لكن لقمة العيش تسبر غور نفسه، أعياه البحث وقرر العودة ، ،حلق بعيدا حيث الضوء الممتد كفجر انتظاري .. كان السفر أطول من الدرب وغبار الأيام ، أغلق جفنيه لتنتهي بذلك رحلة السفر البحث عن الصمود تحت وطأة الحرمان .
********
بقلمي