بعد عصر المبدأ ..وعصر النمودج والزعيم..جاءنا عصر الأشياء!!..
آخر
الصفحة
redanajah
  • المشاركات: 2191
    نقاط التميز: 1631
عضو أساسي
redanajah
عضو أساسي
المشاركات: 2191
نقاط التميز: 1631
معدل المشاركات يوميا: 0.4
الأيام منذ الإنضمام: 5927
  • 04:15 - 2009/10/24

كانت في العصور الأولى والتي تتسم بالمبدأ والأديولوجيا فترى الشخص يضحي بكل مالديه في سبيل المبدأ الذي يعتنقه والفكرة التي يقتنع بها فحياته لا معنى لها إن لم يقدم لها كل شيء حتى نفسه في سبيل ذلك فمثل على ذلك عندما أخبرنا الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام حين كان من سبق الصحابى الأجلاء في العصور البائدة لما كانت تقطع أجساد  المتبعين للتوحيد ورؤوسهم على أن يرتدوا لا يثنيهم لا العداب ولا الوحشية التي كانوا يتعاملون بها

وفي العقود الغير بعيدة و التي خلت كانت هناك صراع الإديولوجيات ولكل فكر أتباعه ومريديه فطفت الإشتراكية وسطعت الرأسمالية واللبرالية في حين هناك الفكر الإسلامي الذي  بفضله قاومنا وتصدينا  للإديولوجيات

جاءت عصور الزعماء ولكل بلد ولكل فترة تاريخية زعماءها فعلى سبيل المثال لا الحصر في عصرنا الحديث الذي ولى وراء ضهورنا كان لكل بلد زعيم فمثلا في المغرب نجد عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي وفي الجزائر الأمير عبد القادر وفي مصر سعد زغلول  وفي ليبيا عمر المختار وفي لبنان رياض الصلح وموسى الصدر وهكذا ولكل زعيم أتباع يفدونه بأنفسهم إن إقتضى الامر وهكذا في أوربا وباقي العالم أمثال جيفارا وفيديل كاسترو ...

ثم جاء عصر الأشياء الذي نحن قابعين فيه فهو عصر لا يعترف لا بالمثل والقيم والمبادء ولا بالرموز والنمادج والزعامات إنما يعترف بالشيء وقيمته المادية مثل العمارات والسيارات الأشياء المادية  فطغت المصالح على المبادئ والغاية أصبحت تبرر الوسيلة وصرنا لا نعبأ بالحلال ولا الحرام في معاملاتنا وليست لنا قدوة نحتدي بها غير صاحب المال بغض النظر من أين إكتسبه وفيما ينفقه فمثلا لو طلب الصالح والطالح زواج إحدى البنات لعالم أو فقيه أو ذكتور أو فالطالح ذو مال "سواء كان حرام او حلال " والصالح فقير فأكيد إخوتي سيختار الطالح وعندما تتكلم مع أحدهم يقول لك الوقت صعب والتأهيل المادي ضروري للزواج ناسي أو متناسي أن الزواج في حد داته غنى "ليغنيكم الله من فضله"والرسول الحبيب يقول "أقلهن مهرا أكثرهن بركة"

فلا العالم يحترم ولا العفيف يقدر فصرنا وللأسف لا مبدأ لنا ولا نمودج يحتدىوالمال والمصلحة الدنيوية هي الطاغية

ومن أكثر ما يثير الإشمأزاز هو تلهفنا على الدنيا وبالأساليب الملتوية فلم نعد نحل حلالا ولا نحرم حراما من ربا ورشاوي ونهب الأموال بدون وجه حق ونتكلم عن الإسلام ونتملق للغني ونتودد للمفسدين ونواليهم ونتكلم عن المبدأ ونخالف الرسول في كل معاملاتنا وتصرفاتنا ونتكلم عن القدوة

فالمصلحة الشخصية أصبحت مبدأ والغرب اضحى القدوة المتبعة ولا حول ولا قوة إلا بالله

 بعد عصر المبدأ ..وعصر النمودج والزعيم..جاءنا عصر الأشياء!!..
بداية
الصفحة