أحمد الدوماني | | ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸ط«â€ ط·آ·ط¢آ£ط·آ·ط¢آ³ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ³ط·آ¸ط¸آ¹ | ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 3492 ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 1628 |  | ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 0.6 | ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 5882 | |
أمشي في السوق والتفت يمنة ويسرة , عساي أن أجد بائعاً للسعادة يبيعني دمية في زمن أصبحت فيه البسمة عملة نادرة, فجأةً وبدون سابق إنذار دنا مني طفل طويل القامة (مقارنةً بحجمي ) , وقف قبالتي مباشرةً , وبكل ما أوتي من قوة وبأس أفرغ على وجهي صفعةً شديدة دونما سبب أعرفه , وأوداني على الأرض , إشرئبت الأعناق في ذهول وصمت, ولم يجرؤ أحد ليمسك يدي ويرفعني لتنهض قامتي وأنفض التراب عن ثيابي أمضي , تمنيت أن أقوم بنفسي والقنه درساً عملياً بيديّ وقدمي فأوسعه ضرباً جراء هذا الموقف المهين , الذي جرح كبريائي وطعن في كرامتي وسط السوق . ضحك المتجبر كثيراً وأخذ يتقهقر بسعادة جنونية وهو يردد : ضربته ... وسأضرب كل من يشد على يده أو يقف في صفه .سار مبتعداً وأنا بدوري لملمت نفسي وغادرت الواقعة المشؤومة ونزلت أمطار من غدتي الدمعية . بعد مرورثلاثين عاماً ,مازال الغيظ والجبن والتمرد المكتوم يدب في حنايا أعماقي , أقف أمام المرآة فأفرغ شحنة الغضب المكتوم وأردد بأنني سأنتقم من الذين آذوني مراراً وسأضربهم حتى تسيل الدماء أنهاراً من عيونهم الشريرة ..سأكون الأقوى حيثما أمشي وسيحني الجميع رؤوسهم عندما أمر من أحد الطرقات , ويهمهمون في حسد :إنه الأقوى وهو السيد ........ويكبر عملاق الثأر في أعماقي , وعندما أنتهي من حلاقة ذقني أفتح الباب وأخرج تاركاً العملاق و كرامتي في المنزل سويةً ينتظراني لحين العودة من العمل . أنظر إلى الساعة فأجد الوقت مبكراً , أجلس على الكرسي محاولاً أن أنهي عمل رئيس القسم قبل وصوله لأنه كلفني بمهمة (أخوية ) كما يقول ,وهي أن أنجز واجبته الكثيرة التي أرهقته كثيراً ,وإلا سيشتكي المراجعون للمدير العام ,وسأخسر كثيراً إذا عوقب رئيس قسمي , لأن العقوبة بالطبع ستنال من راتبي ولن تمسه أي عقوبة تذكر .بل على العكس ربما أُفصل من عملي بالنيابة عنه . المكان هاديء تماماً , والمكاتب خاوية , أكاد أسمع صوت الجدران تهمس فيما بينها و تتفق على أن تطبق على أعضاء جسمي فتحطم عظامي و تقطع أوصالي . أفيق من الكابوس المرعب, وأشغل المذياع لأستمتع بصوت فيروز العذب ( على الريق ) وأنا أمارس أعمالي الروتينية...... أصبحت الساعة الثامنة فيزداد قلقي ويتسارع نبض قلبي , لأنني لم أنهي الأعمال الموكلة إليّ , وربما سيعاقبني رئيس القسم على ما أقترفت يداي .......بعد قليل بدأت دائرة العمل تعج بالموظفين وأسمع رنين الهواتف هنا وهناك , وصيحات وضحك و القليل من الصراخ..حتى اليوم لم أصرخ في وجه أحد ,أُحدث نفسي :يااااااااااااااهـ ما أجمل أن يصرخ الإنسان ملئ حنجرته حتى تنفلق .. إنه حلم حياتي ..ستفيق البشرية يوماً على صوتي..عندها لن ينفع الندم . يقطع سلسلة أحلامي السيد (م.ط) رئيس القسم ,ويشد الشريط الكهربائي للمذياع وتصمت فيروز , يتكلم هو دون أن يلقي تحية الصباح : هل أنهيت ما عهدته إليك بالأمس يا أستاذ كسول؟؟ - أكتفي بهز رأسي - ويتابع سيمفونية البهذلة واللوم والإيعازات (التي حفظتها عن ظهر غيب) أهمهم في ضيق غير ظاهر : سأشتكي يوماً عليه وسألقنه درساً لن ينساه.... إنها شماتة القدر أن يصبح السيد (م.ط) الذي ضربني منذ ثلاثين عاماً رئيساً للقسم الذي أعمل به . جوارحي كلها في حالة إستنفار , أطرح على ذاتي سؤالاً مستعجلاً :ماذا عساي أن أفعل وماذا عساي أن أقول ؟! فيجيبني الطفل الذليل من أعماق جوارحي :لا تبح بشيء..إمضي في مشوار عمرك وأشتري تقويماً للسنة المقبلة ,عدّ أيام حياتك المتبقية فقط,,,لا يهم ما قال الطفل الكسير الخانع , المهم أن العملاق النائم فيّ إستيقظ للحظات وحرضني على الثأر , فرفعت يدي وأفرغت حقد الثلاثين سنةً الماضية بلحظة مهولة , وفي المحكمة جاء القرار على الفور بتنحيتي عن العمل بدون تعويض وبالسجن التأديبي لمدة نسيت قدرها ,حتى أكون عبرة لمن بعدي.. راعني ذلك ,أيصبح الجلاد ضحية؟. خرجت بعد مدة الحكم قوياً جلداً كذئب جائع مقهور أصابه الصياد بآخر طلقة يملكها وهما في صحراء مترامية الأطراف , ولم يعد الصياد صياداً ولم يملك ما يرد به عن نفسه أمام هذا الوحش الغاضب ,,أَقتربت من السيد (م.ط) أمام أقرانه , رفعت رأسي بشموخ ورفعت يدي أحمّلها كل ما أملك من الغيظ والحقد لأنهال بها على ذلك الوجه المرتعد البغيض ليسقط على الأرض ,,وأقول منتشياً أمام الجميع قولته التي ما نسيتها :ضربته ... وسأضرب كل من يشد على يده أو يقف في صفه ..صرخت عالياً : اليوم تحررت من الطفل الذليل في أعماقي وحققت هدفي الثاني ..صرخت وسأصرخ من الآن وحتى مماتي , فليشهد الخلائق كلهم أنني متمرد على الطفل المنكسر في أعماق ذاتي....
أحمد الدوماني |
|