^*^ طـــوابــــيـــر حـــســـــرة ^*^ بقلمي
آخر
الصفحة
رحيل الاماني

  • المشاركات: 36554
    نقاط التميز: 7628
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
رحيل الاماني

كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
المشاركات: 36554
نقاط التميز: 7628
معدل المشاركات يوميا: 5.6
الأيام منذ الإنضمام: 6483
  • 23:53 - 2009/09/07

بسم الله الرحمن الرحيم

    تعالت صرخات الأب وأخذ يلكم ابنته ، تنهدات أغفلت في لحظة حنين الأبوة ،ولم يزل يتعالى الصراخ حتى أقبلت الأم مسرعة وهي تحاول الذود عن ابنتها بين يدي أبيها ، وهو يخاطبها ورائحة التعفن الخلقي تفوح منه، وعيونه التي تقذف جمر الغضة، اتركيني اعلم هذه الفتاة ما معنى الحياة فكيف أصبحت ألان تتغاضى عن إطاعة الأوامر ، لابد أن تتزوج دون محض أرادتها ، ولن تفكر في خطيبها البائس  ، أقسم أني لو رأيته سوف اقطعه ، لم تتصور البنت أن أباها الذي لطالما رعاها أن ينقلب بفعل الحياة كوحش يحاول تهميش دورها في الحياة ،والبحث عن مفترق سعادتها مع من أحبت ، لعل البنت اضمحلت في بكاء فارع وهي تصارع الخوف والحرمان ، ففي داخلها نيران شوق تتوقد وحب يفوق تصور الحسبان ولولا حنق الأب وجبروته لكانت الآن هي زوجة ، لكنه استمر في تعطيل ذلك الزواج بشتى الوسائل ، لم يكن يطيق ذلك الشاب ، لعله علم انه يحبها منذ تسع سنوات مما جعل الأمر صعب الإدراك واتخذها ذريعة ليمنع الزواج ليحصل على مطامعه الشخصية، كانت تغرق الأم بصراخ الأب لكنها استطاعت أن تضارعه وافلت تلك البنت البائسة ، أسرعت مهرولة إلى غرفتها وهي تنظر في المرآة وتشاهد اصفرار الوجه وزرقة العيون جراء الضرب المبرح الذي تعرضت إليه ،أخذت تمسح دموعها عن وجناتها ، وهي تفكر بكلام أبيها الذي جعل الأطماع تدحض سبل أفكاره جاعلا منها أداة تشرى وتباع ، كانت عيونه ترقب ذلك الجهاز وهو يتوسل إليه لأن يرن ، لكنه امتنع عن ذلك ، وهناك قرر أن يتصل ليعرف ما الأسباب التي عطلت حبيبته عن الاتصال ، صوت الهاتف يرن ، انه ، الو

_نعم

_حبيبتي ما بك لماذا صوتك مخنوق

_ لا شيء ..

_ إذن لماذا البكاء اخبريني فقد ارتعدت فرائصي ماذا هناك

_ انفجرت بالبكاء ....

وهي تعانق الحسرة بمذاقها ، أحمد يجب أن نفترق لأن هذا أفضل لكلا الاثنين

_ ذبذبات خفيفة سرت على خدود الحبيب الموجوع لم تكن كلماته حبيبته سهلة كانت تتلكم بلغة اليأس والقنوط ، اقفل السماعة

وهو يحدق في كل شيء يحيطه بروح بالية أثكلتها الآلام ..

كانت لحظات تأكل في قحفة البقاء وتتمخض عنفوان الجمام وتجعل منه أداة سانحة لتخلق أجواء المأساة ، ماذا ترى استطيع فعله في ظل طغيان ذلك الأب ، فهو أعمى البصيرة ولا يدرك حقاً ما تملي عليه نفسه ، أيعقل أن أتخلى عن حبيبتي لمجرد تلك الكلمات ، حبيبتي التي أنجبت معها صبابة العشق الأزلي منذ عقد من الزمن ، غازلتها عيوني قبلتها أحلامي ، ازدادت العبرة اختنق بتلك الأجواء أغرورقت عيونه بالدموع عبر مسافات الحنين ، ما الذي يمكن فعله في ظل تلك الظروف فقد انسدل الستار عن بأس الحياة وتخطت الأنصاف بكل وقاحة وليس هناك مكان يتسع لهؤلاء البشر في الحياة ، فهم طوابير حسرة .

بقلمي

 ^*^ طـــوابــــيـــر حـــســـــرة ^*^ بقلمي
بداية
الصفحة