&&& الصرخة...................ذكرياتي &&& بقلمي
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
imyli

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 5062
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 2235
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
imyli

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 5062
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 2235
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 0.9
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 5827
  • 06:20 - 2009/09/04

فجأة انقطعت الكهرباء, وعم السكون الذي كسر حاجز الصمت العائلي.

و راح أخي يلقي بعض النكت السخيفة التي بدت لنا مضحكة في ظل الحميمية التي خيمت على الجو.

لا نحظ  كثيرا بهذه اللحظات, فالكهرباء شردتنا لننتقل من القطب السالب إلى القطب الموجب أي من التلفاز إلى الحاسوب, و تنشب الصراعات الكيميائية عن الشاردة التي تتشبث بالحاسوب نهارا لتنتقل الى التلفاز ليلا.

لكن احتراق الشمعة صهرنا جميعا في خلطة متجانسة.

بينما أنا شاردة في هذا التفاعل, أوصلهم الحديث الى طفولة أبي الذي تيتم رضيعا على يد الاستعمار الفرنسي الذي قتل جدتي و أردى جدي طريحا للفراش إلى أن وافته المنية.

و بطبعي الأناني آثرت أن أستعرض شريط ذكرياتي على أن أصغي لقصة مؤلمة سمعتها مرارا و تكرارا.

فتراءت لي تلك الطفلة المدللة, ذات الثقة العالية بالنفس والشجاعة في بعض المواقف.

تذكرت أول يوم دراسي لي في الابتدائية , لربما كان ذلك ثالث يوم من الدخول المدرسي , كوني تحت السن القانونية فملف دخولي تطلب العديد من الوساطات . و المهم أني التحقت بالدراسة. كانت الظهيرة دخلت مع أبي إلى ساحة المدرسة بعد لقائنا بالمديرة كانت أصوات التلاميذ تتغالى و لم أألف ذلك الجو, ففي مسجد الإيمان أين درست من قبل كان الهدوء المتكلم الوحيد.أمسكت بيد أبي بقوة و مشيت بشيء من الخيلاء حتى وصلنا الى قسمي……

قطع أبي سلسلة ذكرياتي ولم يدعني أكمل بطولتي الأولى في الثقة بالنفس, بسؤاله إن كنت أذكر الصرخة.

كان يسمي حادثة بالصرخة للأثر الكبير الذي خلفته في نفسه, ففتح علي بابا لبطولة صغيرة في الشجاعة.

أبي:" حمدا لله أنه لم تكن هناك سيارات في الاتجاه الآخر من الطريق وإلا……فلقد قدر أن يكون عمرك طويلا ……………….أما ما أعجبني فيك يا ابنتي هو استماتتك و أنت تحاولين منع الدموع التي اغرورقت   بها مقلتيك فكانت تنزل ببرودة على وجنتيك دونما صرخة أمام إبرة الطبيب التي خاطت ركبتك…………. آه, أ و تذكرين صديقي الذي انتهى به الأمر في مدينتنا بعد أن كان سيتجه لمدينة أخرى كل هذا للاطمئنان عليك, يا الهي الأخبار تتناقل بسرعة و حسب ما وصفوا له كان من الممكن أن تكوني المعنية"

 صمت أبي و الجميع ينتظر غوصه في القصة ثم نطق بجملته المشهورة التي يختم بها كلامه عن الحادث

" أ تعلمين لقد تزامنت صرختك ب "بابااااااااااااااااااااا" مع دخول ريح قوية و استيقاظ أخيك بالبكاء و لا زالت هذه الصرخة تلازمني حتى يومنا هذا" .

انتهت سهرتنا العائلية , و عدت إلى فراشي وقد اعتراني شعور بالاكتئاب , حضنت كاتمة أسراري و أجهشت بالبكاء

قلت:

** آسفة أبي , نعم آسفة **

** آسفة لأن الصرخة نغصت نعاسك , لو أني لم أصرخ لما تغير السيناريو كثيرا ولربحت راحتك**

** آسفة لأنني اتهمتك ذلك الوقت أنك السبب, لا أدري ما كان سيحدث لك لو أنك فقدتني وأنت من منح الحنان الذي فقدته في صغرك و أنت من عرف معنى الأبوة بأبنائك**

** أبي أذكر ذلك اليوم فقد علقت تفاصيله بذهني كالصرخة تماما **

** أذكر أخي ذو العامين و هو ملقى بجانبي يغط في نوم عميق و قد أنهكه اللعب **

** أذكر تلك المناظر من النافذة التي تجري بعكس اتجاه السيارة كما خيل لطفلة في الثالثة من العمر**

** أذكر صديقك و محاولة خروجي لإلقاء التحية, و هذا ما حزّ في نفسي بمنعك لي و أنت من حثني دوما على ذلك **

** أذكر اتكاءك على الباب لمنعي و أذكر إسنادي لرأسي عليها بوجه متجهم لغضبي **

*** لكن   الباب خذلك و خذلني فقد كان مفتوحا و عندما سلكنا الطريق ثانية فتح فمه لأسقط و أتدحرج و ما فتحت عيني الا و شاهدت لهفتك عليّ ***

سامحني يا أبي

 بقلمي imyli

 &&& الصرخة...................ذكرياتي &&& بقلمي
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©