۩۩ صديقتي و صديقتها ۩۩ بقلمي الرصاص
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
ressala

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 7267
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 4423
مشرفة سابقة
ressala

مشرفة سابقة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 7267
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 4423
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 1.1
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 6375
  • 07:22 - 2009/08/26

 

صعدت الحافلة أبحث في صمت عن رقم مقعدي ونظرات الركاب تلاحقني، كانت تجلس في مكاني قرب النافذة.

 دوما كنت أوصي بائع التذاكر أن يمنحني مقعدا قرب النافذة، وأذهب باكرا كي أختار المكان المفضل لدي في الحافلة.

حافلة شهدت على أسفاري طيلة سنوات بين البيت والجامعة، ثم بين البيت ومقر عملي...

 

آبتسمت وطلبت منها برفق أن تقوم من مقعدي مظهرة ورقة التذاكر كحجة على صدق قولي

آعتذرت وطلبت مني أن أجلس مكانها بقربها

 فهي لا تتحمل الأسفار الطويلة وقد تتقيأ طيلة الطريق إن لم تجلس قرب النافذة وتستنشق هواءها !!!!

 

رضخت لطلبها على مضض، أخرجت جريدة من حقيبتي وقنينة ماء ...

آبتسمت لي وطلبت مني شربة ماء، ما إن أعطيتها قنينتي حتى لثمتها وأفرغت نصف محتواها بنهم.

بالكاد أخفيت إشمئزازي، فأنا لن أستطيع الشرب بعدها ...تركت لها القنينة.

شكرت كرمي الفائض !!! و بدأت تسرد علي قصتها ببراءة وسذاجة طفلة

 

لا أدري لم كلما قابلت إحداهن تخبرني أنني أشبه إحدى صديقاتها أو معارفها

وتعاملني كما لو كنا نعرف بعضنا منذ سنين،

 ...ببساطة تحكين لي تفاصيل عنهن وتستشرنني في أمورهن !!!

 

 

- هل تعلمين أنك تشبهين صديقتي الشهيدة ؟ وتذكرينني بها ؟

 

- شهيدة ؟ كيف ذلك ؟

 

- ألا تعلمين أن من ماتت نفساء تكون شهيدة ؟

 

- غريب ! هل وجهي مألوف لهذه الدرجة ؟ أعلم أنني لست جميلة، وقليلون هم من يعاكسونني في الطريق !!!

يالي من غبية، أرجو ألا أكون فكرت بصوت عال كعادتي .

 

- تشبهينها شكلا ومضمونا، كانت بيضاء بعيون خضراء مثلك تماما، وطيبة جدااااااااا،

 لقد كاد زوجها يجن عند موتها بعد عملية قيصرية،

ظل يصرخ ويلوم نفسه لأنه تسبب في موت زوجته، بعد أن ألح عليها كي تنجب رغم مرضها.

مسكين طفلها، لقد هاجر والده بعيدا ولم نعد نعلم عنهما شيئا...

 

تركتها تثرثر دون توقف وهام فكري بعيدا متأملا ... 

 

-الهجرة ....الهـ....جــ....ـــــر ة....رددت الحروف ببطء، متذكرة صديقتي أو من كانت صديقتي

كان الجميع يعجب من صداقتنا المتينة رغم اختلافنا.

 

كانت صديقتي سمراء البشرة بعيون سوداء وقامة فارعة، نشيطة لاتكل ولاتتعب،

متحررة في تفكيرها وطريقة لباسها، تتكلم بصوت عال وقد تدخل في نقاشات ساخنة كي تفرض آراءها

 

في حين كنت خجولة، محجبة وهادئة في كلامي وحركاتي

كأنني أريد ألا يلحظ وجودي أحد !!! 

 

أعجبت بصراحتها وجرأتها وأعجبت هي بطيبتي وحكمتي !!!

كنا نكمل بعضنا، ونتعاون في الدراسة.

تفوقنا سنينا، وعندما زللت ورسبت في آخر سنة جامعية، فوجئت بها تهاتفني لتخفف عني صدمتي

 وتقهقه بأننا لن نفترق أبدا ،لأنها رسبت أيضا.

 

وكم فرحت عندما وضعت الحجاب بعد محاولات عديدة مني وبعض الأخوات،

 لكن هاجس الهجرة كان يلاحقها دوما

 

- سأتزوج وأهاجر من هذه البلد حالما أنهي دراستي،

هناك سأدرس أفضل وأعيش في مستوى أفضل وأرقى !!! 

 

تعرفت على خطيبها المهاجر عبر الشبكة العنكبوتية، وبسرعة تقدم لخطبتها هاتفيا

ثم أخذ أجازة وحضر لإتمام مراسيم الزفاف وأخذها معه...

 

دعتني للحفل كي تودعني، وهناك وجدتها قد خلعت حجابها وتزينت بلباس أوروبي

عاتبتها عيناي وقبل أن أنبس ببنت شفة قاطعتني :

 

- لا تعاتبيني رجاء ...هناك لا يقبلون المحجبات،

 لا تقلقي ...عندما أنهي دراستي العليا وأستقر سأضع حجابي مجددا !!!

 

- وهل سينتظرك ملك الموت عزيزتي ؟ أجبتها بصوت حزين

 

داومت على الإتصال بها من حين لآخر، ثم أخذت إتصالاتها تقل تدريجيا

إلى أن هاتفتها يوما كي أهنأها بحلول العيد، فأجابت ببرود:

- عذرا، أنا لا أعرف الرقم المتصل ... 

 

أخفيت دمعة كادت تنساب على خدي، وقطعت حبل أفكاري عنوة كي أستمع لرفيقة الطريق

كالعادة

 

 

أتمناك بخير يامن كنت يوما صديقتي ...

 ۩۩ صديقتي و صديقتها ۩۩ بقلمي الرصاص
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©