البـنـادق ( الحلقة 1 ) \ بقلمـي
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
الربيع و الخريف

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 11357
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 4961
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
الربيع و الخريف

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 11357
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 4961
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 1.6
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 7103
  • 19:59 - 2009/08/17

 

 

ناداني من داخل المخبز و أنا لا أزال واقف بمدخل العمارة , و عندما وجدتني أمام ميزان الكفيّن ألتهي بقطع الحديد المرقمّة بالنقوش , ربتَ على كتفي و قال بصوت منخفض : " غريب ..

هذه أول مرة تخطىء فيها يا أستاذ , مالك ؟ المصيبة إذا كان من زمان متابعك .. ألم تره ؟ "

- من ؟

- المستعرب اليهودي .

و نظرتُ من خلف كتفي نحو الشارع . كان شخصاً نحيلاً يعتمرُ قبعة ً مثل قبعّات رعاة البقر , و على وجهه عدسات سود , يمسكُ في يده جريدة تصدرُ باللغة الإنجليزية في الأربعينيات , و

كان المواطن العربي و حتى المثقف لا يحملها في الشارع , و لعلّ ذلك ما لفت انتباه علي و وّلد شكه , غير أنني سألته ثانية ً فيما إذا توافرت لديه تفاصيل أخرى ..

- هل أنت متأكد يا علي ؟

- في الأول طمّني .. امّنتوا سلاح ؟

- للأسف , ما كان على قدر طموحنا , و فوق ذلك تنقصنا عدد من البنادق .

و كنتُ في تلك الأثناء ألتفتُ إلى الرصيف المقابل حيثُ يتكأ ذلك الشخص على عمود الإنارة , و لكنني لم أستطع تبيّن ملامحه بوضوح , لأنه سدّ وجهه بصفحات الجريدة , عوضاً عن

السيارات المارة التي تغيّبه ثم تظهره كأنه شبح في وضح النهار .

سحبتُ الكرسي تحتي و وسدّتُ ذراعي على المنضدة قبالة علي . كان علي يكبرني بعدّة سنوات و مع ذلك لم يتخلَ عن مناداتي بأستاذ , لا أعرفُ كيف أصفه , لا هو بالسمين جداً و

لا بالنحيف جداً , طويل القامة ذو عينين قاسيتين و صوت جاد يتركُ في النفس شيئاً من الأمان , هذا الأمان الذي نفقده اليوم في حيفا , حتى لو تشاكلتُ مع غيداء طيلة الليل على إبقاء

ضوء غرفة النوم مشتعلاً , لم يكن ذلك الضوء كافياً لإبصار حقيقة المستقبل , و لا نعرف أيضاً إلى متى ستبقى هذه الحقيقة مجهولة . اليهود في هجرات مستمرة إلى فلسطين تحدوهم

رغبات في إنجاز كل شيء و بسرعة متقمصيّن كل الأدوار على أرض الواقع . كم باباً فُتح لهم من هذا الجانب أو ذاك , سلطة الإنتداب البريطاني و ما تمثله من جهاز أمني و بوصلة

سياسية بدت للوهلة الأولى شاب شاخ فجأة ً , هكذا ظننا في البداية , و أن ما لليهود من نفوذ و جرأة في قطع الوعود و جمع سرب الطيور الضائع في أسفارهم و المختلف الألوان و

الأنواع تحت شبكة واحدة اسمها الصهيونية ( الطير الكشّاش ) , ليس إلا محاولات بائسة من ضائع في الصحراء بدد طاقته في أول المسير , لكن أي شيء من ذلك لم يصدق . كنّا 

عشّ المتوسط الأقرب , و الحقل الذي يحلو فيه للشمس الإنجليزيّة ممارسة غروبها في الحماقات , فما معنى أن تربيّ جرادتين في علبة ثم تطلقهما إلى الحقل ؟ , ثم تختلق المناسبات

و الفرص إحتفالاً بذكرى إنطلاقتهما الأولى , ماذا ينتظر السيد الإنجليزي أن يحصل , لكأنه يقول للعالم .. انظروا , أنا لم أفعل شيئاً .. رافعاً كفيّه , قبل أن ينسحب إلى جادّة المتفرجين

باكياً من بعيد حظّ السُنبلات التعيس  . و باباً آخر فتحه الذين وقفوا وسيطاً في سياسة بيع الأراضي لليهود , و كلما فكرتُ في هذا الأمر شعرتُ بالإشمئزاز , فأي عقلية تلك التي

تجعلكَ تعيش على كنف التاريخ و تهمشّه ؟ أشكّ في أن عقول أولئك لم يكن في تجويف رؤوسهم أبداً بل في تجويف آخر يفوح منه رائحة البول . الأرض ليست مجرد تراب محدد

و أشجار و بئر ماء , إن قيمتها الفعليّة بالوجود , و إنها أكثر الأشياء قدرة ً على ربطنا بهذا العالم . و الذكرى التي لو فقدنا الذاكرة ما فُقدتْ , لأنها الذكرى في تجليّها , الحاضر

الذي يركزّ الماضي في جرح , جرح من حجر مهما آلمك ستبني منه بيتك في نهاية المطاف , خلاف لو كان ذلك الجرح من فوهة باردة غريبة عليك مصنوعة في موانىء شتى , فماذا

تنتظر منها غير كومة ٍ من رصاص ...

و فجأة ً صرختُ في علي , و يهيأ لي أنني عدتُ للوعي :

" لا تصلح إلا لرصف القبور ! "

 

17 \ 8 \ 2009

 

نلقاكم في الحلقة القادمة ..

إن شاء الله تعالى

 البـنـادق ( الحلقة 1 ) \ بقلمـي
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©