بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله
أهل القصص الأحبة الكرام
أشتقت لكم ولنثر حروفي بينكم
آملة ان تجد صدا طيباً في قلوبكم
بعد هذه الغيبة الطويلة ويسعدني
نقدكم الهادف والبناء لجديدي هذا..
قد يكون أقرب للرواية من القصة
لكني احببت نشره في احلى واغلى
منتدى بالنسبة لي- بيتي الأول.
ذاكرة لا تنطفئ: مشاهد بأم عيني

(تمهيد)
سنين هزيلة حين تجرعت مرارة الصمت، ولم أشهر سيفي في وجه من يظلم ويؤذي ويتعدى علي أو على الآخرين، وأنا التي لم أخضع يوماً.. ولم أتوانى في الدفاع عن كياني وحقي في حياه كريمة كإنسانة وكعربية مسلمة أحيانا أخرى، فقد مارست الخضوع تدريجياً حتى أصبحت أضعف من نملة وربما أحقر من حشرة بنظر هؤلاء المارقين المدجَّجين بالسلاح! كنت كمن يحيى وسط فكي كماشة، يضغط بكلتى يديه لكي لا تطبق عليه ويسأم أحيانا حين يتعب فيحتمل وجعاً فرض عليه دون ذنب جناه.. سوى أنه فلسطيني مسلم غير معترف به! قلبه بريئاً من لظى الحقد وفكره بعيداً عن المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضده وضد أمثاله ممن حباهم الله بأفضال كثيرة.. ولكن لم تهن نفسي ولم تكلُّ عزيمتي ولم تثنيني الصعاب عن تحقيق أهدافي صغيرة أو كبيرة .. وعشت ولا زلت بإباء وسط الغرباء والأعداء.. يحق لي أن أفتخر لأني شامخة كجبال النار.
آن للقلم أن يستمر بالتحدي الأسطوري ويعلن صرخة مدوية تميط اللثام عن حقد اللئام.. ويلتقط مشاهداً لم تر النور لتكن دليلاً على تلك الأيام والسنين بـ (أم عيني) بلا عدسة صناعية.. لم تكن سبع سنين عجاف لكنها مرَّت كسبعين عاماً أحسست فيها بالهرم والعجز أحياناً، وبقوة الإيمان أحياناً أخرى حيث مارست الصمود.. هناك في أرض الأهوال المسيَّجة بالجدار الفاصل والملغمة بالحواجز قريباً جداً من المستوطنات ترى العالم بمنظار آخر وأنت لست أنت، يحاصرك الحصار حيث لا مفر.. أن تحتمل أو المنون مستقَر..
الجمعة - 5/6/2009 - فلسطين المحتلة
الأديبة والصحافية: ريما حاج يحيى