الصعود الـــــــــــــــــــــــــــــــــى الهاويــــــــــــــــــــــــة
( عائلة نات مدينة صغيرة عاشت الحلم )

تكلمنا بالحلقة السابقة عن نشوء وتأسيس فريق السيراكوس ناسيونال والقينا الضوء على مسيرة الفريق ضمن بطولة NBL حتى اندماجها ودخول الفريق معترك بطولة كبيرة هي NBA , وتناولنا معظم الجوانب والظروف التي احاطت بالفريق والبطولة ككل والصعوبات والايجابيات والسلبيات التي غلفتها في سنوات سبقت عام 1950 .
الصعود الـــــــــ الحلقة الاولى ــــــــــــى الهاوية ,,, عائلة نات
وفي هذه الحلقة نصل إلى فريق سيراكوس ناسيونال ضمن بطولة NBA واول سنواته بها وما الذي حققه ؟؟؟ كيف كانت البداية ؟؟؟ ابرز نجومه ؟؟؟ كيف تعامل الفريق مع واقعه الجديد ؟؟؟ كل هذه الاسئلة سنحلل اجاباتها ضمن قصتنا عن نادي فيلادلفيا سفنتي سيكسيرز أو حاليا ما يسمى السيراكوس ناسيونال بهذه الحقبة التي نجري حولها بحثنا هذا الذي سيكون مركزا عن اول موسم للفريق بالبطولة .
ارجو لكم كل المتعة في تصفح عبق التاريخ ونهل كل ما هومفيد
موسم 1949-1950 :
الموسم الأول للفريق بالبطولة بعد 3 مواسم ضمن بطولة nbl , بالشكل الطبيعي لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق وانت تترك بطولة شبه احترافية لتدخل بطولة احترافية بمعنى الكلمة إلا أن الناسيونال الذي وصفه موريس بودولوف بأنه الفريق الأكثر احترافيه وكرمه ضمن سبع فرق أخرى في حفل تأسيس الرابطة بعد الدمج كان يسير عليه وضع تصور مناسب للمرحلة القادمة والعمل لاجلها ومن الموسم الأول .
لم يكن بالحسبان أن فريق صغير مثل الناسيونال سيبتلع الجميع من الموسم الأول ويقفز لصدارة مجموعة الشرق والبطولة ككل مع رصيد 51 انتصار و 13 هزيمة متفوق على كل فرق البطولة وعددها 17 فريقا ( رقم قياسي بوقتها ) .
الناسيونال لعبوا كرة سلة سريعة وصلبة وكان ادائهم مميز للغاية وكرسوا تفوقهم بتصدر فرق البطولة والانتقال إلى البلاي أوف من موسمهم الأول وفي البلاي أوف كان التفوق السريع للفريق بعد أن هزم فيلادلفيا ووريورز بطل النسخة الأولى للبطولة 2-0 ثم اجهز على فريق ولايته الكبرى نيويورك كنيكربوكيرز 3-0 وانتقل إلى النهائي ليواجه فريق يعرفه جيدا وكان زميل له في بطولة NBL مينيابوليس بقيادة جورج ميكان وجيم بولارد ورغم افضلية الارض لصالح السيراكوس إلا أن الفريق سقط للمرة الأولى بالبلاي أوف على ارضه والثانية بالموسم ككل 66-68 واستغل الليكرز هذا السقوط ليتابع السلسلة بنجاح ويقتلع الانتصار الصعب بواقع 4-2 .
طبعا هذه هي العناوين الأساسية لموسم 1949-1950 الاستثنائي جدا ,, واقول الاستثنائي جدا لسبب بسيط هو تدافع الفرق على البطولة مما اربك البطولة التي فيما يبدو لم تكن مستعدة بعد لهذا الزخم القوي والانتقال من واقع 8 أو 9 نادي إلى واقع 17 فريق وطرق التوزيع واللقاءات بين فرق المجموعة ذاتها مما وضع الجميع في لخبطات ومشاكل كثيرة ترافق أي بدايات بالعادة .
فقد قسمت فرق البطولة إلى 3 مجموعات صنفت بالشرقية والوسطى والغربية وان كنا نتكلم هنا عن واقع الناسيونال فقد وضع بالمجموعة الشرقية بحسب موقعه الجغرافي ولكن دعونا نتأمل فرق هذه المجموعة :
الفريق |
فاز |
خسر |
سيراكوس ناسيونال |
51 |
13 |
نيويورك كينيكربوكيرز |
40 |
28 |
واشنطن كابيتول |
32 |
36 |
فيلادلفيا ووريورز |
26 |
42 |
بالتيمور بوليتس |
25 |
43 |
بوسطن سيلتيكس |
22 |
46 |
ربما مع بعض النظر لهذه المجموعة يمكننا استخلاص العنصر الدخيل على البطولة فورا ,, فقد كان الناسيونال الوافد الجديد من بطولة NBL هو العنصر الدخيل الذي قدر له بالموسم الأول أن ينحي كل تلك الفرق عن الصدارة وبل أن يتقدم لافضل من ذلك بعد أن نال بطولة القسم الشرقي وطار في النهائي ليقابل الليكرز .
ونعود للناسيونال وتشكيلة موسم 1949-1950 بقيادة المدرب ال سيرفي ,, ال سيرفي بهذا الوقت كان المدرب واللاعب الذي قاد الناسيونال لافضل مواسمه على الإطلاق واختير هو نفسه ضمن فريق نخبة البطولة الثاني رفقة الشاب الصاعد دولف شايس وهذه هي تشكيلة السيراكوس ناسيونال لهذا الموسم :
اللاعب |
لعب |
دقائق |
تسديد |
ريباوند |
اسيست |
نقاط |
جون ماكانويسكي |
59 |
- |
33,3% |
- |
1,1 |
7,4 |
دولف شايس |
64 |
- |
38,5% |
- |
4 |
16,8 |
ويليام غابور بيللي |
56 |
- |
33,7% |
- |
1,9 |
10,9 |
جورج راتكوفيتش |
62 |
- |
36,9% |
- |
2 |
8,6 |
ال سيرفي |
56 |
- |
33,2% |
- |
4,7 |
10,2 |
بول سيمور |
62 |
- |
33,4% |
- |
3 |
7,7 |
جوزيف اندرو |
60 |
- |
33,3% |
- |
2,6 |
5,5 |
ادوارد بيترسون |
62 |
- |
42,8% |
- |
0,5 |
7,2 |
اليكس هانوم |
64 |
- |
36,3% |
- |
2 |
7,5 |
رايموند كورلي |
60 |
- |
31,6% |
- |
1,8 |
5,2 |
ليروي شوليت |
46 |
- |
34,1% |
- |
0,8 |
3,2 |
|
|
|
|
|
|
|
في البلاي أوف :
اللاعب |
لعب |
دقائق |
تسديد % |
ريباوند |
اسيست |
نقاط |
جون ماكانويسكي |
11 |
- |
39 |
- |
1,9 |
10,6 |
دولف شايس |
11 |
- |
38,5 |
- |
2,5 |
17,1 |
ويليام غابور بيللي |
10 |
- |
25,8 |
- |
2,5 |
7,6 |
جورج راتكوفيتش |
11 |
- |
38,8 |
- |
1,9 |
13,1 |
ال سيرفي |
11 |
- |
33,8 |
- |
4,7 |
7,6 |
بول سيمور |
11 |
- |
29 |
- |
2,9 |
7,1 |
جوزيف اندرو |
9 |
- |
35,1 |
- |
1,4 |
3,4 |
ادوارد بيترسون |
11 |
- |
41,9 |
- |
0,1 |
4 |
اليكس هانوم |
11 |
- |
44,2 |
- |
0,9 |
8,5 |
رايموند كورلي |
6 |
- |
16,7 |
- |
1,7 |
2,8 |
ليروي شوليت |
8 |
- |
26,9 |
- |
0,5 |
2,4 |
|
|
|
|
|
|
|
شكل دولف شايس علامة فارقة بالفريق الجماعي وكان اللاعب رقم واحد ليس فقط نسبة للتسجيل إنما ثقل دولف شايس الذي سنراه مستقبلا وتأثيره على الفريق ككل والعمق الذي يؤدي به اسفل السلة ومساعدة زملائه على التسجيل واستغلال ال سيرفي لهذه القوة الكامنة في لاعبه لدعم الخيارات التكتيكية لديه دوما .
ولابد من التنويه إلى امر هام للغاية سأعود لذكره في وقته وهو قلة التسجيل ونسب التسجيل بالفريق فلم يكن السيراكوس بالفريق الدفاعي إنما كانت الظروف والقوانين بوقتها بدائية و لاتخدم طرق اللعب الهجومي رغم محاولات عديدة من الفرق نفسها لجعل المنافسات اكبر واقوى وربط الجماهير بلقاءات نارية سريعة ترتبط طبعا بجوانب تسويقية لرفع العائدات وان كان هذا الموضوع بالأساس سيدرس بالشكل العام فنحن هنا نحاكي واقع نادي من خلال تجربته وعند العودة للكلام عن 17 نادي سيكون الوضع بالتأكيد مختلف نظرا للظروف ,, طبيعة اللاعبين ,, أفكار المدربين التي كانت تعد مدارس بحد ذاتها واسباب كثيرة بالحقيقة سنأتي على ذكرها إنما الفكرة الأساسية التي كانت تحول دون التسجيل الغزير والوفير في ذاك الوقت كانت عدم تحديد زمن الهجمة واحتفاظ الفريق بالكرة !!!
نعم فقد كان الفريق قادرا وفق القانون على الاحتفاظ بالكرة الزمن الذي يريده وليس 24 ثانية كما هو معروف وبالتالي لكم أن تتصوروا صعوبة استخلاص الكرة وصعوبة التسجيل ولما نطالع نتائج تنتهي بتجاوز 100 نقطة سنصل بالاستنتاج لماهية مدارس التسجيل وبعض الأمور الأخرى المخفية في سراديب البطولة يمكن بحال أو بأخر أنها كانت تحتال على هذه الانظمة بما يخدم فعليا مصلحة النادي والجوانب التي تجذب الجماهير بالاصل ..
لا اريد أن يفهم من كلامي أن الأمر كان تجاوز لقوانين معينة لكن من واقع التسجيل وتعارض الفكرة مع الانظمة يمكننا استنتاج الواقع وقلت ببداية قصتنا هذه بالحلقة الأولى أن المواد الارشيفية بقدر ما كانت متوافرة فأننا نقصد الحقيقة المستوحاة من استنتاجنا و دراستنا العميقة لظروف محيطة بالبطولة مهما كان نوعها أو مصدرها وربطها من سلسلة المعلومات التي تؤرشف عادة في معظم المواقع النشطة بهذا المجال .
ومن هنا يمكننا أن نصل إلى مدارس هجومية تم الاتفاق عليها لمحاربة قوانين كادت أن تعصف بالبطولة بشكل عام وتجعل من لقاءاتها شعار للملل وبهذا نرى أن القائمين على الاندية كانوا بالأساس مصادر تشريعية مهمة شئنا أم ابينا ...
وفي قصتنا هذه سنرى دور هام لرئيس نادي السيراكوس دانييال بايسون في تحديد بعض هذه التشريعات الهامة جدا والمؤثرة جدا على مستقبل اللعبة ,, وان كان هذا الدور ملموسا في تلك الأيام فعلينا عدم خلط الأمور ومقارنتها بالوضع بالايام الحالية لاختلاف المعايير بالأساس وان الوضع الذي كان معمول به في زمن الخمسينات وانشاء البطولة لم مضي عليه سوى أعوام ومفهوم كرة السلة لم يكتمل بالأساس فهنا نرى سباق نحو التكامل يشترك به الكل سواءا اعضاء المفوضية أو رئسيها أو حتى ممثلي الروابط الاساسين للاندية .
لكن بأي حال دعونا نعترف بقدرة روؤساء الأندية على التدخل بأي وقت لرفع مستوى وشأن اللعبة وزيادة شعبيتها حتى وقتنا الحالي ويبدو اكبر مثال نتطرق له بهذا المجال هو النظريات الكثيرة التي نادى بها أكثر من رئيس نادي لمحاربة ومحاصرة موجة الخسائر التي اجتاحت الولايات المتحدة والعالم منذ الموسم الماضي وبعض الاقتراحات التي لاقت قبولا عند اعضاء المفوضية .
وهذا الواقع فرضه بالتأكيد التخصيص القائم للبطولة وابتعادها عن النظام الرئيسي المعمول به في أي بطولة وطنية فقد تحددت الافكار وتطورت وفقا لهدف أو غاية أساسية كانت مستترة وان كانت وسائلها علنية أكثر من اللزوم !!!
و نرى أن دولة فتية مثل الولايات المتحدة الأمريكية انهكتها عدة مشاكل اخرها خروجها من الحرب العالمية الثانية وان كانت منتصرة وبعيدة عن محور الحرب نفسها إلا أنها شلت اقتصاد الولايات المتحدة ولا نغفل استمرار الأزمة العنصرية ومشاكل الاستثمار التي كانت تقض مضجع الكثيرين من المحافظين بذلك الوقت لذلك كانت الرياضة مؤسسة قائمة بحد ذاتها لخدمة توجه هذه الانظمة وولادة بطولة بهذا الحجم والشكل لابد للاستمرار بها من الانحناء للمطالب التنشيطية التسويقية التي يطرحها رؤوساء الأندية وتلاقي القبول غالبا لمجارتها نوعين من الأمور :
الأول تمثل بالجانب المختص برياضة كرة السلة ككل وتطوريها مثل أي رياضة والانتقال بها من مرحلة لأخرى للوصول إلى أقصى درجات الكمال .
والثاني تمثل بالجانب التسويقي للبطولة واللعبة ككل ونشر تعاليمها واهدافها وراينا بالحلقة السابقة دور ملموس للجامعات بهذا الخصوص ولا ننسى أننا نتحدث عن زمن بأواخر الأربعينات من القرن الماضي والنهضة العلمية التي رافقت قيام دولة مثل الولايات المتحدة على جميع الاصعدة أدى بدون أي شك لرغبة رؤوساء الأندية في الضغط على المفوضية لجعل البطولة أكثر شهرة وعالمية واستقطاب لشرائح مختلفة من الجماهير التي بدأت تتلمس الفروق الواضحة بين هذه البطولة وغيرها من البطولات .
وقد يتعدى الأمر أحيانا بعض الأمور الاخلاقية الاعتيادية فأن الوصول للغاية يحتاج لوسائل تبررها وفي خضم الحديث عن التنافس لا يضار من زرع بذور العداوات هنا وهناك لاضفاء الاجواء المثيرة على النهائيات وحتى الاقصائيات وتعميق ظاهرة الولاء للمدينة أو الولاية استغلالا للوضع الديمغرافي والجغرافي الذي تموضعت عليه المدن الأمريكية وخاصة أن بدايات البطولة كما أسلفنا كانت تشهد تمركز ثقل الأندية بالجهة الشرقية من الولايات المتحدة وهذه المدن تشهد تنافس كبير فيما بينها يمتد لاجيال سابقة وامور مختلفة أخرى ولمن يريد التوسع بهذه الفكرة يراجع موضوعي الخاص عن العداوات ....
الاعـــــــــــــــــــداء .... NBA - حصــــــــــــــــــــــــري منتدى السلة ( الحلقة الاولى
أن انتصار فكر رؤوساء الأندية في الجمعية العمومية واروقة المفوضية جعل امر طرح أفكار جديدة يسير بشكل شبه موسمي وهذا ما حذى بدانييال بايسون أن يكون احد رواد النظرية التطويرية ومن هنا نلاحظ الدور الهام للجانب الاداري بالبطولة .
ونعود للسيراكوس ناسيونال ونترك الباقي لوقته ,, فقد كان موسم 1949-1950 مميز للغاية لفريق المدينة الصغيرة وبعد أن استعرضنا لاعبي الفريق واحصائياتهم في هذا الموسم الرائع للمدينة الصغيرة وأيضا نلاحظ انخفاض معدلات الفيلد غولد أو النسب العامة للتسجيل التي انخفضت تحت 40% في مجملها .

الحفار
ال سيرفي ,,
يتبع ,,,,