المحامي هيثم المالح
حقوق المستضعفين
سلسلة براعم
دار الأهالي المؤسسة العربية الأوربية للنشر اللجنة العربية لحقوق الإنسان
حقوق المستضعفين
هيثم المالح
الطبعة الأولى 2003
جميع الحقوق محفوظة للناشر
الناشر
*منشورات أوراب Editions Eurabe
36 B Rue du Cotentin
75015 Paris- France
*الأهالي للنشر والتوزيع
سورية- دمشق ص.ب 9503
ISBN : 2-914595-17-4
EAN : 9782914595179
Buds : Studies of the Arab Commission for Human Rights
مقدمة
يتكرم علي بعض معارفي وأصدقائي في المنظمات والهيئات بدعوتي لتقديم بحث أو محاضرة في موضوع معين.
وأقر بأنني لست أهلا لكثير من هذا التكريم الذي يفيضونه علي ويحسنون الظن بي وبما يمكن أن أقدمه للناس من معلومات متواضعة لدي.
فلقد دعتني منظمة الصحة العالمية لإقليم شرقي المتوسط ممثلة برئيسها الأخ الدكتور حسين جزائري لحضور اجتماع حول مكافحة التدخين، وكان ذلك في الأيام الواقعة بين السادس والعشرين والثامن والعشرين من كانون أول (ديسمبر ) لعام 1995، فقدمت فيها بحثا متواضعا بينت فيه حقوق غير المدخنين بمواجهة المدخنين.
ثم دعتني المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت ممثلة برئيسها الدكتور حسن عبد الله العوفي بالاشتراك بمؤتمر المشاورة البلدانية حول تشريعات الصحة في مختلف الشرائع بما في ذلك الشريعة الإسلامية وكان ذلك بين 29/9 و2/1./1997 فقدمت بحثا بعنوان "المعاق أو المعوق بين الإسلام ومدارس أخرى".
كذلك دعتني اللجنة العربية لحقوق الانسان ومقرها مالاكوف "فرنسا" بالاشتراك مع البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان وذلك للمشاركة في مؤتمر حول حقوق الانسان فقدمت بين 26إلى 28 /1/2..2 بحثا حول حقوق المغيبية قسريا تحت عنوان (الإنسان بين الغياب القسري والتهجير) .
وكذلك دعاني مركز البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان لتقديم محاضرة حول تداعيات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) وذلك في يوم 18/3/2..2 في نادي الصحفيين بالقاهرة فقدمت بضعة أفكار حول هذا الموضوع.
ما كنت في يوم من الأيام أفكر أن أجمع ما أكتب في كتاب أو كراس إلى أن أشار علي صديقي الدكتور هيثم مناع بأن أستكمل الأبحاث ببحثين حول حقوق المرأة وحقوق الطفل وأن أطلق على مجموع هذه الأبحاث عنوان "حقوق المستضعفين" وأنا فعلت ذلك استرشادا بهدي عدد من الأخوة الذين رغبوا إلي جمع ما كتبته حول الحق والحقوق ، والتي تعبر عن قراءة اكتسبتها من الثقافة والحياة كلاهما، وعبرهما كان أدائي من أجل كرامة الإنسان وحقوقه.
والواقع بدأت أكتب هذه المقدمة يوم الجمعة 2./12/2..2 وكان يوما باردا كئيبا قطع فيه التيار الكهربائي عن المنطقة التي أسكن فيها فشعرت بالوحشة وأنا الذي تجاوزت السبعين من العمر، فتلفت فلم أجد ابنا ولا زوجة يبددان عني وحشتي ، ومرت ساعات دون أن يغمض لي جفن أو يستقر بي جنب ، فنظرت فإذا بي أكتب عن حقوق المستضعفين دون أن ألحظ لي أي حق تجاه أولاد أربعة أنجبتهم وغابوا عني جميعا مع أولادهم – أحفادي ، ودون أن أدري هل يفكرون بي في هذه الليلة الشديدة البرودة وليس في المكان الذي أسكنه سوى ظلام دامس لا يمكن معه تدفئة المسكن لعدم وجود التيار الكهربائي ، وأقول ألهذا يتزوج الإنسان حتى إذا بلغ سن الكهولة تركه الجميع وأضحى وحيدا ليس له سوى كتاب يؤنسه ، فإذا داهمه الظلام فقد حتى كتابه الذي يؤنسه، لأن الكتاب أبى أن يخرج ما فيه في ظلمة القبور.
والزوجة التي تلحق بأولادها وتدع زوجها شيخا هرما ، أين حقوق هذا الزوج أو حقوق هذا الأب؟ وهل سيطالب بحقوقه في معرض مطالبته بحقوق الانسان؟
أوليس للرجل حقوق بمواجهة زوجته وأولاده؟ إننا حين نتكلم عن الحقوق نتكلم عنها مجردة من العاطفة والحنين والمحبة بل لقد بتنا نتعامل مع النصوص دون أن نفكر بما وراء النصوص!!
أين تلك العاطفة التي تجمع الأسر والأحباء والمجمعات السكانية والأمم بعدها؟
إن العودة للروحانيات والتعاطف والتسامح هو ما يمكن لنا من التمتع بحقوق الإنسان التي نصت عليها شرائع السماء وشرائع الأرض .
قال تعالى " واصبر وما صبرك إلا بالله" النحل16/127 .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.