دور الحيازة الشخصية في حماية المعرفة التقنية
*د. صبري حمد خاطر
د. فائق محمد الشماع
** المقدمة
قد يتوصل أحد ما إلى حيازة ابتكار ويحتفظ به بوصفه سر من أسرار المعرفة التقنية بيد أنه قد يفاجأ بشخص آخر يقدم طلباً للحصول على براءة اختراع محلها الابتكار ذاته ويمنح البراءة فعلاً.
وهنا يثور سؤال مهم تنطوي عليه مشكلة هذا البحث وهو : أيهما جدير بالحماية، هل الحائز الذي توصل إلى الابتكار أولاً أو صاحب البراءة الذي حصل عليها بموجب القانون.
إن جواب هذا السؤال ليس سهلاً، إذ أن حماية الحائز قد تعني مباركة سكوته أو إهماله دون أن يبادر إلى الحصول على البراءة. هذا الإهمال الذي يوصف بسببه أنه "غير" بالنسبة للبراءة. وبدلاً من أن يكون مالكاً صار حائزاً، وشتان بين حق المالك وحق الحائز. ولكن من جانب آخر، يلاحظ أن حماية صاحب البراءة وإهدار حق الحائز أو الغير كما يطلق عليه يؤدي إلى ضياع حق لا يكسبه الحائز بموجب القانون وإنما ينشأ له بموجب جهود علمية ضرورية للتطور وتستلزم نفقات غير قليلة. كما أن الاحتفاظ بالمعرفة سراً ليس إهمالاً بالضرورة وإنما قد يجد الحائز أن من المناسب الاحتفاظ بها كذلك إلى حين بما يجعل من الأداء العلمي أكثر فاعلية.
إنها موازنة بين مركزين تقتضي الترجيح : وهذا ما يستلزم منا ابتداء البحث عن مدى الحماية بالحيازة من حيث النظام والنطاق ثم شروط الحماية بالحيازة وتنتهي إلى محاولة تأمل الأثر الذي يترتب على الحيازة وذلك في المباحث التالية .