السلام عليكم

أيها الزمن الهارب سجل اعترافي لبرهة، انا الفقير البائس الذي يتلضى النار في الصباحات والنهارات، أنا الرجل الذي يمسك الإزميل بيده اليسرى ليَخُط أخاديدك وسط الجراح المتعفنة، ايها الزمن فلتكن أقوى من سوط الفولاذ الملتهب، لتسمع كلمات أرددها بلذة شبقية يحتويها المزيد من الآلم والجراح، أيها الصولجان المتجبر لن ترهبني عواصفك الهوجاء المنطلقة بجنون الضوء من مؤخرتك العليا،هاك كلّ ما عندي ،خد الدم والأمعاء في آن واحد واتبعهما بالرأس والرجلين، خد القلب المعفر بروائح الصبر الممزوج بغنى النفس،خد الجدث بأشلائه لينتهي سطوك الأبدي عنده.
 إني اليوم رفيقك الأبدي في هذا القبر المتنقل، وإني الليلة سأتيك حامل شاهدتي الرخامية فوق رأسي لأبني لي ولك بيتاً مقدساً غير مرئي قرب قصر الأمير، اخترق الدم والشحم معي ايها الزمن فتوغل إلى الداخل، وإن هُلِكت فبعظمي المتبقي هذا سأُكوّن هيكل الغرف اللامرئية، سأعلنها اليوم أيها الرفيق الذي يدهب ولا يرجع فسجلها عندك بريشة عنوانها الطول والعرض.
.. أيتها الروح انبتي الأرض وحوشاً وامطري السماء صديداً فوق رؤوس القتلة، يا صدى الروح وصوتها،يا جميع الأرواح التي تعيش البرزخ ونعيمه، تجمعوا اليوم في قبري وغرفي اللامرئية ففيها سيُسمع الكلام إلى الأموات الأحياء في الخارج ، أيها الأُمراء:سينفجر التيه واللامكان ،سيظهر الطاعون الأسود فوق رؤوس الصولجان ،ستَفتح دروب المآزق أبوابها ،ستُحفر القبور لوحدها ،ستكثُر النعوش المطروزة بمسامير المغناطيس الحاد، وستُشيع الجنازات باللهب والنار لوحدها، وسيبقى النعيم من وراء ظهورها.

بقلمي

بائع الزهور