الإهـداء :
من ميخائيل إلى رامة , إلى حبيبتي " رامة " التي
لا رامة بعدها .
ـــــــ
الحـيّ
" اخرج .. يا ريتني ما شفت هيك خلفة " , صاحتْ الأم في طفلها المُلقى أمام عتبة الباب
ثم أكملت قبل أن تسدّ الباب في وجهه :
( رح دافع عن نفسك .. و إياك ثم ايا .. )
و سُمع صوت إغلاق الباب , من على سلالم العمارة , بفجاجة و قوة .
و عندما شعر الطفل المُلطخة ثيابه بالأوساخ إثر مُضاربة مع صبيّة الحي
بفطرته أن لا فائدة من الإستمرار في قرع الباب , و أن ماما لن تفتح له
الباب .. عاد يجرّ أذيال الهزيمتين , الأولى من صبية الحيّ و الثانية من
كون لا يوجد أحد يدافع عنه .
خرجَ مسرعاً من باب العمارة , و وجهته القادمة هي محل البِقالة الذي
يرقد عند نهاية المنعطف , و بعد أن ردّ السلام على أبو حمدي , سألَ
عن نوع " شيبس " يفضّله , و لما أجابه أبو حمدي بالنفي بعد أن كركرَ
بضحكة هازئة :
" لا , ما في يا بعدي , ولك سامي .. صرت شبّ مشورب و لسه
عم بتوكل شيبس ؟ "
خرجَ حزيناً لأنه لم يجد الحليب لإبنه ذا الستّ شهور , و من المؤكّد
أنه سيرى علامات الغيظ ترتسم على صفحة وجه زوجته عندما يرجع
و يديه فاضية , و إذْ هو كذلك اصطدم أحدهم بعصاه التي يعتكز عليها ,
و لأن بصر " الحج سامي " بات خفيفاً هذه الأيام لم يُدرك أن الذي
خَبطَ به عن غير قصد و عن استعجال , هو ابنه نبيل , و هذا الآخر
لم يجد الحليب في السوبر ماركت أيضاً .
- انتهت -
بقلمـي .