إلى الهواء / بقلمـي
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
الربيع و الخريف

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 11357
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 4961
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
الربيع و الخريف

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 11357
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 4961
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 1.6
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7117
  • 15:08 - 2009/01/17

 

إلى الهواء ..

قد يستطيع الجَسد العيش من دون ماء , من دون غذاء

لكنه يختنق إن حُبِسَ عنه الهواء .

 

الإهـداء .

إليك حبيبتي .. إليك غزّة

ـــــــــــــــــــ

 

في غرفة ما مساحتُها قرابة ثلاثمئة مليون كم2 , و على أحد جدارنها الستّ تتوسّد نافذة مُشرعة إلى الهواء مَرقدها من الوجود ,

تطلُ عبر إحدى عينيها إلى الفضاء الرحب , و من الأخرى إلى داخل الغرفة تتوقُ إلى ضوء الشمس , فتبقى مُشرعة و تخافُ

على أهلها في الداخل من قيظ الطبيعة فترغم نفسها على الإنسداد بكبرياء إمرأة حُرّة .

 

الغرفة تخلو من الصور أو من التُحف الفنيّة المنمّقة , يجلسُ في وسط الحائط المقابل للنافذة إنسان سميّن مُتخم يتشجأ بين الفينة و

الأخرى , و تحولُ قيوده المنسدلة إلى ثقوب في الجدار تأخذُكَ إلى ما وراء الجدار المقابل للنافذة المُشرعة المُطلة على الهواء .

 

يتسربُ الضوء بشاعريّة و موسيقيّة منحوتة بأوتار دقيقة مشدودة و بقوّة إلى الأعلى و الأسفل من الجيتار الكونيّ المتمثل بحفيف

الشجر , بأزيز صرصار الليل الذي لا ينامُ عادة ً , بخرير نبعة صغيرة مركونة في آخر الحوش التي تطلُ إليه النافذة و لا تسأمُ من

مناداة ذلك السميّن لو أنه يشاركها قهوة الصباح , شِعرُ المساء الصيفيّ , وجبة غذاء خفيفة في أواخر حزيران , رسمة للبحر

يرسمان .. آه لو يرسمان قارب و عليه يتشابك البّحارة الصغار أيّن منهم يصعد إليه أولاً .

 

يشخرُ السميّن , ينامُ ثم يفيق , ثم تعودُ له نوبة السهو فيشتدُ غيظ النافذة لكنها لا تصرخ , لا تستنجد , تكتمُ في عِبّها في خِدرها

في صَدرها , في جيوبها الزجاجية , في صليبها الخشبيّ المتعامد مع صليب ٍ آخر اخترعوه , ضالّون هم , اخترعوه مغضوبٌ عليهم

هم , مُكبلةٌ هي مثلُ سمينها لكنها مفتوحة ٌ إلى السماء .

 

و في يوم ٍ ما , تاهت فيه النوارس عن الأفق , و في يوم ٍ ما تسلل إلى الحوش سمسار قال عن نفسه أنه بحّار يريدُ أن يتنعم بماء

النبعة , يستحمُ به , يتعمّدُ به كونه نصارنيّ . لم تمانعه النافذة تعشق الأرض , و تصونُ العرض و تكرهُ فسفاطائيّة المتحذلقين , أما

سمينها المخلود في بقعة النوم الأسود كان لا يزال يشخر .

 

ضربتْ العاصفة , و خانت سحب آيّار جيوشاً ضاعت وسط الإعصار !

 

بقلمـي

 

 إلى الهواء / بقلمـي
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©