مكالمة أخرست قلبي للأبد
سادس قصة بقلمي
أبطال قصتي:
أحلام (أنا)
عهدي (خطيبي)
مهدي (أخاه)
خالتي (حماتي\أمه)
غدير (أخته)
صوت آخر (صديقه لغدير)
عبير (أخته)
عمي (والده)
أمي
القصة ليست بقلمي، بل بنزيف قلبي بدموع عيني..
بآهاتي بدموعي بجراحي..
بآلامي بسكرات احتضاري..
بعينّي التي لا تنام..
بجسدي المملوء بالسهام..
أهديها لحبيب غاب من غير وداعي..
أخذ قلبي وروحي..
وترك عمري وحياتي..
رحل بقوه، بصمت مطبق..
المشفى..السابعة مساءا
أتأمل جفونه، يا ليت هذه العينين ترمش..
وجهه الأبيض صار كله كدمات هنا بقعة زرقاء بنفسجية حمراء خضراء صفراء..
جبينه الذي لطالما تمنيت أن أطبع قبله فيه تحول لشاش أبيض عليه بقع دماء..
عروقه صارت بارزه، هنا وهناك بل بكل عرق إبره أو أنبوب يحمل غذاءً أو جلوكوز أو دماءً..
يديه كأنها يدّي عجوز تكرمشت بسبب إبر التحاليل..
وقدميه تجبست ولا تظهر سوى ثلاث أصابع فقط..
سقطت من عيني دمعه، تلتها دمعه أخرى، مسكت يديه وطبعت فيها قبله..
تذكرت كيف لأول مره لامست أيدينا بعض، كنت مع أهلي بـ شط البحر، مهدي أتى ليخبرني بوجود صدفه كبيرة غريبة الشكل وعلي أن أراها، قلت في نفسي وقتها "ياله من طفل صغير يلهو كالفراشات" ذهبت معه ونحن نمشي رأيت ظلا لشخص ورائي، أردت أن ألتفت لأراه لكنه أغمض عيني، كنت أصرخ و أبكي كنت أحاول ضربه، وكان مهدي يضحك آمره بالتوقف ويذهب ليستنجد بأحد لكنه لا يستجيب لي، وبعدها رأيت النور كان عهدي، فأحرجت كثيرا حتى أحمرت وجنتاي، ثم طلب من مهدي أن يذهب لأمه، مسك يدي وأخذني معه و كان يطعمني بيديه بعدما أشترى لي المثلجات..
صوت دخول أحد، شتتني عن تأمله وعن المواقف السعيدة التي كنت أفكر فيها..
خالتي: أنتي ما عندك شغله ولا مشغله غير إنك تجلسي هنا؟؟
لم أرد، فأنا أعرف طبعها جيدا، أردت أ أخرج لكني سمعت غدير تكلم شخصا ما لم أتبين من هو..
غدير: هيا أصلا وجه نحس دخل علينا، الله لا يوفقها، هيا السبب.
الصوت الآخر: ليه حرام عليكي، ليش تقولي كدا!
غدير: ماهو أصلا كان رايح يشتريلها هديه جوال وكمان أبو كميرتين قبل ما يعمل الحادث..
تعالي شوفيه كيف صار، وبس يصحى أخليه يتركها وتأخذيه أنتي، ما أكون غدير إلا إذا فارقها وتتزوجيه أنتي..
الصوت الآخر: ثواني أنادي ماما يمكن تبغى تزورو معانا..
وقتها خرجت من عند الباب و ركضت لعندهن
أنا : غدير الدكتور قال مافي زيارة حاليا، بس أهلو..
غدير: شوفي بالله من جاي يتفلسف دحين! دحين هوا يقربلي ولا يقربلك؟! شكلك ناسيه إنو لسه ماملك عليكي...
دمعي صار شلالا الآن، لا يتوقف..
أردت أن أهرب أن أركض تمنيت لو الأرض تنشق وتبلعني، فقد طعنتني بالصميم، رفعت بصري، فإذا بعمي يخطو إلي، ربت على ظهري وأخذني بعيدا عن حماتي وغدير وصديقتها..
عمي: أحلام أصبري، أنتي عارفه إنو خالتك وغدير طبعهم شويا جاف، وهذا عهدي ولدها بالنهاية، لكن لا تنسي أنا وعبير ومهدي كلنا معاكي وحواليكي ونتمنى ليكي السعادة..
أنا: وأنا ما قلت حاجه يا عمي، ربي يصبرني، عمي....
عمي: خير يا بنتي قوليلي فضفضيلي فيكي شئ؟
أنا: عمي الله يخليك أبغى أكون مرافقه ليه، أبغى أنام عنده ولو لـ ليله بس، بالكرسي كمان..
عمي: يا قلبي شايفه كيف الوضع عهدي لسه بالعناية ما نقلوه لغرفه خاصة، ادعيلوا يا بنتي يعيش، باقي على انتهاء الزيارة شويا جهزي نفسك عشان أوصلك لبيتك..
السيارة..العاشرة مساءا
عمي: أحلام لا تفكري بعهدي إن شاء الله يتحسن ويكون بخير، فكري بدراستك ولا تنسي تجهزي أمورك عهدي بيصحى وراح تكونوا لبعض رسمي، وعد أول ما يخرج باخليه يملك عليكي رسمي..
أنا: آآه يا عمي بأحاول وإن شاء الله بقدر..
مر الوقت طويلا ولم أنتبه إليه فقد كنت سرحه في عالم من الذكريات، وعند البيت..
أنا: عمي شكرا تعبتك معايا..
عمي: و لو هذا واجبي، لا تنسي زي ماقاتلك..
البيت.. الثانية فجرا
رنين مزعج أيقظني من حلمي، كم كان حلما جميلا كنت أحلق في السماء لأعلى الفضاء، تعبت فأرت أن أستريح على سحابة كان عهدي جالسا عليها ويعزف أجمل الألحان فنسيت تعبي وصرت أرقص له..
أردت أن أقفل هاتفي النقال، لكن...
لكنها عبير فرفعت السماعة..
أنا: الووووووو، بالله في أحد يتصل بهذا الوقت عبورة!!..
عبير: عظم الله أجرك، البقية بحياتك، عهدي... أحلام... (نحيب شهقة تتلوها شهقة)
أنا: عبورة عهدي شو فيه؟ إن شاء الله مافيه إلا العافية، والدكتور قال بيعيش، حتى عمي وعدني.. (الحقيقة لم أستوعب كلماتها)
عبير: أحلام عهدي خلاص خلااااااااااااااااااااص مات مااااااااااات يا أحلام أخويا راااااااح.. (الآن أستوعبت كلماتها)
أنا: لا لااااااااااا مستحيل مستحيل إلي تقوليه الدكتور قال ممكن يعيش يعني حيعيش، قولي إنك تمزحي، لا أمانه لا.. (طراااااااااااخ صوت إرتطام هاتفي على الجدار ليتحطم)
المشفى.. الثانية عشرا ظهرا
فتحت عيّنيّ..
أمي: بنتي حاسه بشئ؟
أنا: ماما عهدي... عهدي يا ماما عهدي حي صح يا ماما حنتزوج أنا وعهدي وأحمد محمد أولادي صح يا ماما، ماما لا، لااا عهدي ليا وبس، ماما قوليلي إني أقدر أشوفو، الله يخليكي ماما..
وهكذا مضت أياما أعالج من صدمتي العاطفية، ولم أكن أتخيل نفسي يوما ما بأني سأخسر خطيبي عندما تركت حبيب من أجله..
حبيبي
تلك المكالمة أخرست قلبي للأبد
حبيبي
هل صحيح أنك ذهبت وتركتني؟
حبيبي كيف أنساك؟ وطيفك يمر أمامي؟
حبيبي
سأبقى أحبك ما حييت
حبيبي لن أخشى أن أعترف بحبي لك أمام الجميع
بقلمي
ليالي الشتاء

إهداء إلى
أخلاق عالية
|