}®{ ؛« .»؛}فـــارس والحرب القذرة {؛«' .»؛ }®{ بــقــلـــمـــي☻☺
آخر
الصفحة
هِشام

  • المشاركات: 28665
    نقاط التميز: 8094
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
هِشام

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 28665
نقاط التميز: 8094
معدل المشاركات يوميا: 4.2
الأيام منذ الإنضمام: 6898
  • 20:18 - 2008/12/11

 

 

منتدى القصص القصيرة

 


 


"يجب أن تستأصل شأفتهم ، وأن تبيدهم عن بكرة أبيهم ، لاتدع رعشة ضميرك تثنيك عن هدفك الأسمى ، أزل الشفقة من نياط قلبك ، واعلم أنك مقبل على خوض جولة من جولات الحرب القذرة ، فلندع القيم والأخلاق جانبا مادام أنها لا تندرج ضمن قاموس العدو ،يكفيك سيفك الأسطوري أمام جيشهم العرمرم ، فامض للأمام وكن خير حامل له ،...رافقتك السلامة يابني "..دبت كلمات حكيم قلعة "الصقور" لظى الحماس في أوصال "فارس" فامتشق حسامه، وحمل زاده ممتطيا صهوة جواده راميا بصره إلى الأفق البعيد ، هناك حيث قلعة" قبيلة الغربان" ..بدأت أطياف "الرجال الغربان" تتراقص أمام مآقيه ، في حين كانت حوافر جواده تشق البيداء المقفرة شقا ،والصمت القاصف يلف أركانه ، فيما كانت قهقهات وهمهمات "الرجال الغربان" تتزايد كلما اقترب"فارس" أكثر فأكثر من أراضيهم ، لتتسلل عبر صماخ أذنيه وتتفاعل مع خلايا فصوص دماغه راسمة  لهم صورة تزداد بشاعة  كلما اقترب أكثر فأكثر من حماهم ..

غير بعيد عن موطئ حوافر فرسه ، أكمل حكيم قلعة "الغربان" خطبته الحماسية لبعث روح العزيمة والتشبث بأهداب النصر في أنفس مقاتلي القلعة ، لمواجهة فارس "الصقور" ، فيما وزعت صورته الافتراضية وألصقت على جدران البيوت الطينية ، لئلا تنزاح من مخيلتهم أبدا إلى حين موعد قدومه ،موعد نشوب الحرب القذرة ، التي ستجبرهم عن التخلي عن قيم القلعة الأسطورية مؤقتا في مواجهة خصم لايؤمن بها بتاتا ولا يضع لها حسبانا...كانت هذه بعضا من وصايا "حكيم" قلعة الغربان....

في اللحظة ذاتها استل "فارس" سيفه الأسطوري من غمده واندفع بكل قوة ليجز رأس ذلك الذئب الذي كان يهم بافتراس طفل صغير يرعى قطيعا من الأغنام ،تناثرت الدماء وانسابت  لتحيط بالفتى ، الذي فغر فاه وهو يطالع ذلك الفارس الرافل في درعه الحديدي ، الموسوم بصورة الصقر..في لمح البصر وجد فارس جيشا من المحاربين ، ملوحين بسيوفهم مرددين أنشودة النصر ، "النصر لقلعة الغربان" ، علت الدهشة محياه وهو يطالع  أجسادهم النحيلة و وجوههم الواجمة  التي تشع براءةً بخلاف ما سمعه مرارا وتكرارا من حكيم قلعة الصقور ، عن وجوههم   الدميمة الشبيهة بوجوه الغربان ، في الوقت الذي أطلت الدهشة من أعين مقاتلي "الغربان" وهم يجتالون ببصرهم ذلك الفارس النبيل الذي أنقذ حياة أحد أبنائهم  والذي يشف مظهره عن نبل وأخلاق تتناقض بشكل صارخ مع سمات فارس الصقور التي تعلن عنها  صوره المنتشرة على جدران قلعتهم ... تقدم قائد مقاتلي "الغربان" مغمغما بخفوت :" لكن..أنت بشر مثلنا ، لا تشبه بتاتا صورة الفارس البشعة المنتشرة في قلعتنا، ونبلك يناقض وصايا حكيم قلعتنا..." ، ابتسم "فارس " في هدوء مجيبا:" وأنتم كذلك بشر مثلي ، ولا تشبهون الغربان في شئ ، ولا وجود على مايبدوا  لمصطلح الحرب القذرة ، سوى في أذهان حكمائنا ....

عادت السيوف إلى أغمادها ، وبسط السلم رداءه بين الفريقين معلنا عن أفول شمس حرب قذرة رسمتها حكمة حكماء القلعتين ، فأخمدتها البراءة وصفاء القلوب قبل أن تدور رحاها.

وليدة اللحظة

كتبتها على المتصفح مباشرة فعذرا إن لم تكن في المستوى

 

 }®{ ؛« .»؛}فـــارس والحرب القذرة {؛«' .»؛ }®{ بــقــلـــمـــي☻☺
بداية
الصفحة