كان ياماكان في غابر الأزمان وسالف العصر والأوان، فتاة ذات زين فتان ، جمالها يسلب القلوب ويرعش الأبدان ، متربعة بكل دلال على عرش الحسن والجمال ،كان اسمها إلهام ، اللي شافها كيعجز عن الكلام وكيعمر قلبو بالغرام وما كيبقى يفرق مابين النور والظلام.
وفي يوم من الأيام ،سمع بجمالها وبداك زين القوام ، وياريته ماعرف ولا عرفته الأيام ،رجل شرير سميته هشام ، وعلى الفور والتمام ،قرر يخطفها ويديها معاه للغابة ، ويحرمها من أهلها وصحابها ، تعيش معاه في الغابة ،في قصر كله ظلام و ضبابه ،وبين يوم وليله نفذ اللي ف باله ، ولا واحد قدر يوقف قباله ، ولا يوقف ليه هباله.
وهكذا اضطرت الأميرة المسكينة إلهام ،تعيش ف قصر الشرير هشام ، وسط الوحوش والهوام ، راضية بالمكتاب اللي مالقات ليه اسباب ، ولا عرفت ليه جواب.
واحد النهار ،سمع بهاد الخبار ،شاب مغوار ، اسميته عبد الجبار ، وقرر على الفور يجابه الأخطار ،باش يعتق الأميرة من سيد الأشرار ، ونسيت نقول ليكم بأن هاد الشاب عبد الجبار ، مكحط ماعنده بيت ولا دار ، ما يكساب غير بردعة وواحد الحمار.
وهكذا مشى عبد الجبار بالليل وبالنهار ،في الصحاري والقفار ،قطع البحور والأنهار ،حتى وصل لهدفه المنشود ، اللي فيه غرضه المقصود ، الأميرة إلهام زينة الخدود ، والشرير هشام النمرود ، وعلى الفور جبد سيفه واحد العمود ، وقال ليه خرج ليّ ياهداك النمرود وبلا ماتخليني نتخطى معاك الحدود، وفجأة ، بانت الأميرة ومشات جهته بخطوات صغيرة ، هزت عينيها وقالت ليه : بغيت نسولك وماتديرهاش مني قلة صواب ،قال ليها سولي وأنا ماعليّ غير الجواب ، قالت ليه شوف يا أميري المغوار ، وش انتا عندك شي قصر ولا غير دار؟ ، شي شركة ولا سبيطار؟ قال ليها حتى برّاكة ماعنديش وسولي موالين الدوار،قالت ليه ماعندك لا يورو لا دولار ، لا باطو ولا كار؟ قال ليها ما كنكساب غير ذاتي وحاشاك هاد الحمار . الأميرة وجها احمار ، كشككشت وبدات بالمعيار ، وقالت ليه : هي انتا دابا يا الشومور يا الزوفري باغي تولي أمير على ظهري ، أشوف أ الخاوة ، أنا راني كنتعصب وكيجيبو ليّ كناوة ،وحماتشة وعيساوة ، وهي ّ تهز واحد الهراوة ونزلات عليه للراس ، وقال ليه هذا جزاء اللي بغا يولي أمير على ظهر بنات الناس ،اللهم شرير بالقصر ديالو ولا أمير وماعندو والو.