أنتَ أحقّ بالجنون من اِبنتك ..! بقلمي المتواضع .. خاص بالقلعة
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
jakijou
  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 947
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 1507
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
jakijou
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 947
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 1507
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 0.2
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6171
  • 21:03 - 2008/11/12



      
         أنتَ أحقّ بالجنون من ابنتك ..!
        
                                   

على بوابة  مشفى الأمراض العصبيّة الموصدة ، أقف مع الواقفين أسابق عقارب الساعة ، أناشدها أن تلتهم الزمن التهاما و تدق نواقيسها معلنة منتصفَ النهار ، فتُفتح بذلك الأبواب لأطمئن على  حالة ابنتي الوحيدة ، تلك التي حُملتْ على سرير الإسعاف منذ الليلة الفارطة .
يطول الانتظار ، تتشابك الأصابع ، يشتدّ التوتر و يبلغ ذروته .. أختلس النظرات حينا إلى زوجتي الجالسة القرفصاء عند جدع دومةٍ تعانق السحاب ، قد ذبُل وجهها و شحب ، و تلألأ بريق دمعها و أخصب ، و لولا وجودها إلى جانب حشد منتظر ، لانهالتْ بين يديها دريهماتُ المحسنين ظانِّين أنها متسولة تسعى . لأول مرة يشدّني الحنين إليها بقوة ، أقترب منها أكثر فأكثر ، لعلني أعزيها في مصابنا الأليم عبر ابتسامة أمل خفيفة ، تلك الابتسامة  التي حُرمتْ منها أسرتي منذ عقدٍ و سبع سنوات .. منذ رزقتني الأقدار أول و آخر طفلة نبَذتْها جهالتي ، متحدِّية بذلك إرادةَ الخالق و طامحة في طفل بدل الطفلة .
تنتفض - زوجتي - من مكانها ضاربة بعرض الحائط ابتسامة فاتها موعد الإقلاع .. تجُرّ قدميها منهكة لتتوارى بين الحشود ، فأجدني أحُلّ محلها أجلس القرفصاء كئيباً متجهماً .. أحبسُ عبراتي فتخدلني لتلامس قطرات الدِّيمَة التي استُأنِفتْ قبل حين .. ألمٌ يمزق الروحَ و يوقظ في الأحشاءِ الجروح .. صداعُ رأسٍ عنيفٍ تخالطه هلوسة حشدٍ كثيف .. هديرُ سيّاراتٍ و حافلات ترمي الفضاءَ بدخانها .. طقطوقة جوقةٍ فلكلورية تُعَمِّم العِمامة الجبليّة ، تدقّ الطبول الدرقاويةَ و تنفخُ المزاميرَ العيساوية ، يتبعها زمرةٌ من الشباب يهلِّـلون و يرقصون ، و ثلة من الأبكار يزغردن و يصلين على النبي عليه السلام .
يا له من زمن رديء ..! زمنٌ يعاني الانفصامَ ليورثه لمن لا يفقَه في شدِّ اللجام .. زمنٌ يتقمَّص شخصيتين نقيضتين ليختار من بين صفوفنا من يزمِّر و يزغرد .. و من يئِــنُّ و يتنكَّد . كان بوسعي أن أزمِّر منذ سنواتٍ لتعلو اليومَ زغردةُ حياتي ، لولا تلك الجهالة البدائيّة التي جعلتني منذ الأمس أشعرُ بالذنب العظيم . مسؤول أنا عن إخفاق تلك الرابطةِ الزوجيّة المقدّسة التي دنّسها الصراع المتواصل منذ ولادةِ ابنتي ، ذلك الصراعُ الذي طالما تطوَّر إلى تشابكٍ عنيفٍ على مرأى من الطفلةِ البريئة .. كان عليّ أن أحافظ على استمرارية مشاعر الودّ ، فأحتضن أسرتي بعيداً عن فكر عُصور الوءد ، لكني التجأتُ إلى غير ذلك لأجعلَ من حياةِ حبيبتي جحيماً ، و منْ لبَن طفلتي سُمّاً علقماً ..
                        
 لا زلتُ أذكرُ يومَ تجاوزتْ صغيرتي العقدَ و النصف .. يوم كانت كسماءٍ مشرقةٍ صافيّة ، فلا تلبث أنْ تتلبّدها الغيُوم فجأةً فتتجهّمُ و تكفهرّ .. يومَ كانت كحرباء فتيّة حسناء ، تعكسُ خضرتها خضرة البسيطة الخضراء ، و إذا ما عكّر صفوَها زائرٌ كريمٌ اِنفصمتْ عنْ رونق خضرتها ، لتصير صفراء ذابلة شأنها شأن عجوز شمطاء .. لا زلتُ أذكرُ يومَ استدعتني مديرةُ المدرسة لتتساءل باستغراب عن سِرِّ عزلة ابنتي و تراجع مستواها الدّراسي ، ليتني أخذتُ بنصيحتها حين لمَّحتْ لي بأن المشكلات الأسرية تؤثر بشكل كبير على سلوكيات الطفل و تحصيله الدّراسي .. ما أجهلني ! إلى أين وصل بي الغباء ؟ و أيّ تناقض ذاك و أنا الموظف المتعلّم ُ العارف بكل صغيرة و كبيرة ، ذاك الذي استخفّ بأعراض فلدة كبده واضعاً إيّاها في خانة اضطرابات المراهقة العابرة ؟ أظنني أعاني ازدواجيةً ما أخطر بكثير ، و إلاّ لكنتُ انتشلتُ ابنتي من معاناتها منذ سنتين .
                    
قد يتحمّل قلبي الشعورَ بالذنب و عذابَ الضّمير ، بإدرافهِ دمعةَ ندمٍ تَجُبُّ الماضي المرير ، لكنّه غيرُ قادرٍ على تحمّل كابوس ليلة الأمس .. ليلةٌ اِخترق العويلُ هدوءَها ، وكشَّر شبحُ البأس أنيابَه في غمرةِ دُجَّتها .. ليلةٌ كادَ حبلها الشانق أن يتركَ بصمته على الغارب لولا عنايةُ الخالق . آهٍ يا ابنتي الغالية ..! ما بين لحظة و أخرى كِدْتُ أن أتجرع كأس ألمِ فراقك الأبديّ .. لن أنسى و أنا أنتشلُ عنقكِ من قبضةِ حبال موتٍ محقق .. تجمّدتِ الدِّماءُ في عروقي و أنتِ تحاولينَ ردعي بعنفٍ شديد ، عنفٌ قويٌّ ما عهدته فيك من قبل .. توتّر بحجم الكون حوَّمَ على كل طرفٍ من جسمكِ اللّّدْنِ الرشيق .. ملامحٌ مُخيفة طُبعتْ على سحنتك و مقلتيك الغائرتين .. صراخٌ لن يبرحَ صداهُ أذناي و أنتِ تصرخينَ في وجهي : اِبتعدْ ! اِبتعدْ ! أنتَ تريدُ قتلي كلّ حين ! أنتَ سفاح .. هيّا ابتعد ! لن أنسى هدوءَكِ المفاجئ بعد الصراخ ، لتنزوي وراءَ بابِ غرفتك .. تضُمِّينَ ساقيكِ بكلتا يديكِ المرتعدتين .. تطلقين العنان للفتاتك الهائمة ، فأخالكِ حينها ملجأ لأشباح دمَّرها الاكتآب ، فما كان عليها إلا أن تأخذ من بدنك مغارةً تنسجُ بين صخورها خيوط الرعب العنكبوتية .
بعدَ تنهداتِ الانتظار المريرة ، تُفتح أخيراً أبوابُ المشفى فأندفعُ مع الجموع مهرولاً . و لحسن الحظ نجدُ - أنا و زوجتي - الطبيب المختص يجسّ نبضَ ابنتنا بعدَ حقنها ، لتستلقيَ على ظهرها هادئةً تغطّ في نومٍ عميق .. أتقدّم فأسأله عن حالتها .. لم يعيرني أيّ اهتمام .. لكنه يلتفت أخيراً لينظرَ إليّ  من فوق إطار نظارته البيضاء فيخاطبني بنبرة تدعو للقلق :
 هلا أخبرتني أولاً عن طبيعة مادّةٍ سوداءَ وجدتها بأنفِ ابنتك ؟
يبدو علي الارتباك و التلعثم ، أهمّ بالرّدّ فتسبقني زوجتي قائلة :
عذراً يا سيدي ، بعد إحباطِ محاولة الانتحار ، و قبل إدخالها إلى المشفى ببضع ساعات، قيل لنا أنّ ابنتنا تعاني مسّاً من الجنون ، فقادها أبوها إلى قبّةِ بعض المجاذيب ، حيث مارس عليها بعض طقوسه واضعاً بأنفها عسلاً أسوداً .
يعود الطبيب النفسانيّ ليتفحَّصني من جديد بنظراته الغريبة فيضيف :
أنتَ أحقّ بالجنون من ابنتك ! تبدو أنيقاً و متعلِّما ، وما أظنّكَ إلاّ مختلفاً عن شخصيةِ مظهركَ و ملامحك ...!
بعدَ أسبوع من العنايةِ و العلاج ، و أثناء زيارةٍ لابنتنا ، طُلِبَ منّا اصطحابها لتترك السريرَ لمنْ يعاني أكثرَ منها . و نحنُ نهُمّ بالخروج ، نصادفُ دخولَ أبي القادِمِ من مزرعته ، تنتفض ابنتي من بين دراعيّ لتلقي بجسدها في حضن جدِّ ها الحنون .. يضمّها بقوّة إلى صدره الواسع .. تمتزجُ دمعاتُ أجيال متباعدة .. أجيالٌ لطالما استظلّتْ بظلال زيزفونةٍ لتحكي حكايةً الثعلبِ و البئر ، و لطالما تأمّلتْ هدوءَ و سحرَ ليلةٍ قمراءَ حلّتْ محل عاصفةٍ هوجــــــــــــــاء .

                                        اِنتهت
                               أستعمل ضمير المتكلم
                              فقط لأني أجدُ فيه بغيتي
 
                                     تحياتي 
                                  عبـــــــــــــــدو

 

 أنتَ أحقّ بالجنون من اِبنتك ..! بقلمي المتواضع .. خاص بالقلعة
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©