// قصاص القدر //بقلميــــــ خاص بالقلعة ــ
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
نو-ن

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 22778
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 5078
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
نو-ن

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 22778
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 5078
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 3.5
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 6559
  • 20:20 - 2008/10/30
 
 
 
 


مساء هادئ وهذا الملل الذي طرق بابي في استحياء، فتسلل إلي دون أن أأذن له ،كل شيء يوحي بصمت رهيب، حتى جارتنا فاطمة لم تكسر صوت الصمت المعنون في المكان بصراخها المستمر كالعادة ،لم تؤنب ابنتها مريم هذا اليوم لأنها فتحت النافذة، ولأنها حدثت جارنا خالد أمام مرأى من أصحاب الحي ،لم تخرج للشرفة كي تسألني عن حال والدتي وتخبرني بما استجد في الحي من أخبار، تراها بخير .؟!!حاولت أن أتناسى أخبار جارتنا بمشاهدة التلفاز.في ملل أغير من قنواته، أتوقف عند القناة المغربية ،كم توجعني بـ "وجع التراب"هذا، وكأننا لا نملك غير "وجع التراب" ، سحقا لها وسحقا لهذا الصمت الجارح حولي ،طرقات على الباب أنقدتني من وجع كانت سوف تورثني إياه قناتنا الحبيبة، توجهت في فرح طفولي نحو الباب كي أعانق وجه ذلك الطارق، وما إن فتحت الباب، حتى استقبلتني جارتنا فاطمة بوجه عبوس وهي تلج للداخل وتسألني بصوت حزين:
- هل والدتك بالداخل.؟
أجبتها بهمس:
-لا خرجت للتسوق ولم تعد بعد وقبل أن أنهي كلامي ،كانت قد أخذت مكانا لها على الأريكة المقابلة للتلفاز، حملت جهاز التحكم بيدها وأوقفت تشغيله في ملل، وكأنها قد ملت الوجع بالمثل، أمر غريب هذا الذي يقع لجارتنا فلم أعهدها هكذا من قبل . سألتها في قلق :
- أأنت بخير ؟فوجهك متغير هذا المساء. ؟
أجابتني بنفس نبرة الحزن التي ارتدتها منذ دخولها المنزل:
- أنا بخير غير أنني سمعت خبرا أحزنني .
سألتها في فضول :
-خيرا إن شاء الله.
أجابتني بهمس :
-هل تعرفين هند إبنة جارتنا عائشة .؟
أجبتها بـ نعم وصمتت على أمل أن أسمع منها ما حدث لهند.
ارتسمت علامات الحزن على محياها وهي تقول :
-عادت اليوم لمنزل والدتها ،فقد طردها زوجها من المنزل وهو عازم على تطليقها،عادت بنفس الجلباب الذي رحلت به ،غير أن لونه تغير هذه المرة ،فلونه أسود بالكاد استطاع أن يعبر عن مصابها .
توقف الكون من حولي ،فهند لا تستحق ذلك، أو على الأقل لم تكن تستحقه. أمعنت النظر لجارتنا فاطمة وقلت لها بصوت هامس :
-إنه قصاص القدر الذي انتقم لأحمد مما فعلته به هند ،فلم يكن المسكين يستحق ما فعلته به. أخرستني جارتنا قائلة:
- عيب عليك، لا تقولي ذلك.
أجبتها :
-حتى إن لم أقل أنا ذلك فسوف يقوله الجميع ،هل تذكرين أحمد وما فعلته به، أتذكرين كيف جعلت حكايته على كل لسان أهل الحي، كيف طعنته في صدره بخنجر صدئ، باعته لأجل رجل يملك من المال والجاه الكثير ،باعت سنين ولعه بها لأجل سيارة فاخرة ومنزل يقع في حي راق، وختمت نهاية حبه لها بصفعة غَادِرَةٍ لم يعرف كيف يتجنبها منها، إنه قصاص القدر الذي جعلها تتذوق الحزن والألم، فقد زرع لها أحمد السماء أزهارا وبساتين ورد ،غير أنها اقتلعت وروده في لحظة غدر ولم تعلم أنها بدلت الورد بالشوك ،جرفها طمعها بعيدا حتى غاصت فيه فأفقدها كل شيء ،لأنها لم تدرك أن المال زائل وأن الحب هو العملة التي لا تزول، فكيف بالله عليك تريدين مني أن أصمت .
شردت جارتنا ببصرها في الغرفة وقالت :
-حكاية أحمد لا يمكن لأي منا أن ينساها ،غير أن الرحمة واجبة يا ابنتي والعفو عند المقدرة واجب ،يكفيها ما حصل معها ،فلماذا نزيد من عذاباتها .؟
أنهت جارتنا فاطمة كلماتها وهي ترسم ابتسامة باهتة على شفتيها ،امتدت يدها نحو جهاز التحكم تعبث بأزراره، كان "وجع التراب" مازال لم ينتهي بعد، صمتت جارتي على أمل أن تعرف ما استجد في الحلقة ، وصمت بدوري كما صمت كل شيء في تلك اللحظة حولي،ولست أعرف لماذا استمر الكون في الصمت من حولي في تلك اللحظة !! ولست أعرف لماذا في سري أردت أن أبتسم !!! ربما لأنني في أعماقي أردت أن تتوجع هند كما توجعت عائلة أحمد بسببها، أردتها أن تتذوق طعم الألم الذي تجرعته والدة أحمد حين قرر ابنها أن يغادر تراب الوطن كي يبحث عن الثروة ،ليشتري هو الآخر زوجة كما فعلت هند به.

 

 

 

 // قصاص القدر //بقلميــــــ خاص بالقلعة ــ
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©