يوم ليس كالأيام يوم مليء بالطلاسم المعقدة والعبارات الراقصة على طبول الحزن والأسى ،كل الأعين كفت عن مغازلة القمر وتغير المسار نحو نقطة العبور ، صمت من جلائل الأمور اكتنف عقولنا وثقوب فرت من هول الفاجعة ، تعثرت الركب بأكداس الأخبار المنتصبة هنا وهناك
بانوراما تجاعيد زمن شارد عصف بالقلوب والإفئدة
أبى هذا العقل أن يذعن و يستوعب مجريات فصول هذه الواقعة
رصاصة قاتلة تلهو بمدارج وجودنا وسم زعاف يمتص أوردتنا في مضخة عصرت الوريد والوليد ، لحظة باهثة كشحوب وجه مصفر يتثاءب بفم فارغ في حلقة مفرغة لا حياة فيها و بركان تفجر منه الوقار والهيبة في خلود دائم يرفض ان يرفع القبعة للتعرف على ملامحه القاسية

اختفى أصيص الابتسامة واعتمرت ألوان الطيف في مملكة الأمل
اصفرت الأقلام من شدة الذهول وحل الخريف بكل شجونه معلنا عن حدث إهتزت له قلوب الرياحين ،هي غشاوة الغربة أعمت أبصارنا نهار دلك اليوم ؛ أخدت من أغضاض اعمارنا وأكواما من التساؤلات المتناهية
استأنست لوهلة من زمن تلك اللحظة ثانية لأعبر جسر المتاهة وأجلس جلسة القرفصاء ووجهي ملتحف بالسواد ومن أقصاها سمعت صراخ بنت الأمل تسمعنا خبرا مرق كالبساط مرتجفا وصعقت عقولنا وقلوبنا فخطفنا الموت حينها بلا رجعة ، بعناد دحض لم أتقبل رخاوة هذا اللحن ولا لون هذه الدماء وهي تسيل على مقربة من مملكتنا ،انمحت من تفكري كل مناحي الحياة الأقدمية وانسكب عطر الاحزان على جبيني سيلا عليلا ازليا
حتى القمر تصبب حينها عرقا في فقدان العصفورة الاندلسية