@@ حبيبتي الآلام .. و جروحي دموعي @@ بقلمـــــي
آخر
الصفحة
monty

  • المشاركات: 38819
    نقاط التميز: 8636
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
monty

كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 38819
نقاط التميز: 8636
معدل المشاركات يوميا: 5.4
الأيام منذ الإنضمام: 7212
  • 15:58 - 2008/09/16

بسم الله الرحمن الرحيم

حبيبتي الآلام .. و جروحي دموعي

في إحدى ايام الخريف الماطرة التي يتخلل سماها قوس قزح يتمايل مثلما تتمايل الأزهار مع نسمات الرياح الهادئة ..

و تسقط حبات المطر لترتطم بالأرض و كأنها تحاول دفن نفسها من آلام الحياة البالية ..

و تحبو القطرات بين الأشجار في إنتظام كالدموع عندما تسقط من فتاة بائسة .. و تنساب بين الأغصان كما تنساب على خدٍ ناعم ..

اعشق فصل الخريف فهو من الفصول التي تجعلني اشعر بوجود من يشاركني أحزاني ..

و يؤانس وحدتي .. و يجالس قلبي .. لكنه يضع غطاء من سحابات الذكريات التي احاول الهروب من دوامتها التي تلاحقني بين هنيهة و أخرى ..

ذكرياتي التي اصبحت رفيقي .. ذكرياتي التي لطالما حاولت نسيانها لكنها لا تنمحي ..

ذكرياتي التي تلاحقني كظلي .. و ترمش مع عيني .. و تسرق انفاسي ..

ليتني استطيع نسيانها .. مللت من العيش بين اوهامها ..

اردت الصراخ في تلك اللحظة اليائسة .. فإذا بمن يطرق علي الباب و يصيح قائلاً :"افتح الباب أتتك رسالة من الخارج "

 رسالة من الخارج !!! .. من هذا الذي ساورته ذكراي ليراسلني .. من هذا الذي تبقى لي من عائلتي ليراسلني .. حتى أصدقائي مرت الأعوام و لم أعد اراهم او اراسلهم ..

حاولت تجميع قواي و نهضت واقفاً سائراً بإتجاه الباب .. و داخلي سؤال وحيد من هذا الذي يعلم بوجودي في هذا الدنيا التي لا تشعر بوجودي ..

فتحت الباب فإذا بأحدهم في العقد الثالث .. بشوش الوجه .. هادئ الملامح ..

قال لي :" تفضل هذه رسالة من لندن لا نعلم مرسلها لكن عنوانك عليها .. فهلا  تفضلت بإمضائك للإستلام "

انتابتني شكوك عديدة .. لكن هل ستكون فحوى الرسالة مؤلمة اكثر من حياتي ..

فقلت له :" شكراً لك .. تفضل الى الداخل لتشرب شراباً يبث في جسدك الدفء"

- " لالا شكراً .. لدي الكثير من العمل عمت مساءاً "

ذهب الرجل و تركني وحيداً مع هواجسي .. تركني بين متسرع لرؤية ما بداخل المظروف .. و خائفاً من محتواه ..

جلست على المقعد القريب من الباب .. نظرت متأملا المظروف ..

لم أجد فيه سوى إسمي خارجاً ..

فتحته .. فظهر لي طرفٌ من ورقة لونها ابيض ..

سحبتها ببطء حتى وصلت الى الطرف الآخر منها .. كانت مطبقة على ثلاثة مرات ..

فككتها .. و امسكتها .. بكلتا يدي .. و سبحت بين كلماتها ..

فكانت كالآتي ..

بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزي .. صديقي .. حبيي

اشتقت اليك .. اشتقت الى إبتسامتك و تنهيداتك .. اشتقت الى هدؤك و صراخك ..

كم اتمنى عودة الوقت للخلف لنجلس على ضفاف تلك الحديقة المطلة على البحر ..

و تغازلني بكلماتك المنمقة و تعابيرك العميقة .. هل تعلم ياحبيبي اجمل ما فيك كان عينيك .. فهي تتكلم لوحدها ..

و أعمق ما فيك كانت إبتسامتك فهي تعكس مدى جمالك ..

و انقى فيك أنفاسك .. فهي نابعة من صفاء نادر ..

صدقني لم استطع نسيانك منذ وداعك لي .. لم استطع مسح صورتك التي تداهمني كل لحظة ..

حتى أحلامي سرقتها مني .. اصبحت اراك في منامي و كأنك تسكن داخل عقلي ..

كم إشتقت اليك .. و يديك تلامسني و تقول لي .. انا و انت فقط .. و لن يشاركنا جلستنا سوى الحب ..

لا أعلم سبب كتابتي لك .. اعلم بأنك لا تود ان تراني بعد خيانتي لك ..

و لا تود ان تسمع بأسمي بعد وداعي لحياتك .. لكنك ما زلت تتربع عرش قلبي .. ما زلت تملك مفتاح مشاعري و أحساسي ..

ليتني لم افارقك .. ليتني كنت معك .. ليتني استطيع تحريك دوامة الزمن لتعيدني بين أحضانك ..

اتمنى لو توافق على ملاقاتي .. و اليك عنواني  فراسلني ..

                                                حبيبتك

---------------

بعد قراءتي لرسالتها التي اشعلت نيران في دوخلي .. و ادارت مفتاح من الهواجس و الآلام كنت اسكتها بدموعي ..

أتجهت صوب النافذة .. و رذاذ المطر يتضارب مع زجاجها و هي صامتة ..

ليتني كنت مثل هذه النافذة تتألم في صمت و لا تتكلم ..

ليتني كنت اتألم دون ان يشعر أحد بمدى ألمي ..

فتحت النافذة و مددت كلتا يدي الى المطر ..

و قلت في نفسي .. الفرق بيني و بين الخريف ان بكاؤه موسمي .. أما انا فموسمي بكائي .. و مواسمي أحزاني ..

حبيبته الغيوم .. و شوقه الدموع ..

اما انا فحبيبتي الآلام .. و جروحي دموعي ..

هكذا هي الحياة دمعة و إبتسامة .. و لا أعلم متى ستعود إبتسامتي ..

لكني واثق بأنها ليست مع حبيبة تركتني ..

                         بقلمي monty

 

 @@ حبيبتي الآلام .. و جروحي دموعي @@ بقلمـــــي
بداية
الصفحة