بقلمـــــ جارتنا ـــــــي
آخر
الصفحة
نو-ن

  • المشاركات: 22778
    نقاط التميز: 5078
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
نو-ن

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 22778
نقاط التميز: 5078
معدل المشاركات يوميا: 3.4
الأيام منذ الإنضمام: 6627
  • 20:18 - 2008/06/13

(حبابي فـ)جارتنا في.. لا اعرف كم تبلغ من العمر وللصراحة لا أريد أن اقدر سنوات عمرها كي لا أدخلها في جدال مع أمي، فهي تقول أنها تصغر أمي ببضع سنوات تقدرها بـ عشر سنوات وأمي ترد عليها في غضب ظاهر :

-لا شك أنك ولدت أمس ولو لم تكن ابنتك في سن ابنتي لكنت قلت أنني في سن والدتك .

هكذا يبدأ بينهما الجدال ولمعرفة كيف ينتهي ما عليكم سوى التعرف على والدتي وعلى جارتنا ،(حبابي فـ) تقطن في منزل يفصل بيننا وبينه منزلان ومساحة فراغ ومنزل أخي وأخيرا مسكننا، ترتاد منزلنا مند ولادتي أي..( لمعرفة العدد ما عليكم سوى العودة لبياناتي الشخصية ) لا يمضي يوم بدون أن أجدها في منزلنا وان صادف ولم تأتي نعرف أنه أمر خارج عن إرادتها ،فربما تكون مريضة، أو ذهبت في زيارة لابنتها المتزوجة، أو في زيارة لأحد أخواتها، أو أحد ربائبها، أو في عرس ،أو في ختان ،أو في جنازة، هذه هي الاحتمالات الواردة لعدم زيارتها لنا وأي احتمال أخر تفكرون فيه فأكيد  أنكم لا تتحدثون عن جارتنا (حبابي فـ) وإنما عن أخرى،وقت زيارتها المفضل لنا بغض النظر عن أوقات الصباح هو  حين نكون على وشك النوم وحين تدير أمي المفتاح كي تقفل الباب تطرق، أوففففف .عفوا فكثيرا ما تصدر أمي هذا الصوت أو نصدره نحن حين تطرق الباب، لا أذري إن كنا نستطيع إخبارها أن الجميع قد نام وأننا على وشك أن نقفل الباب ،أخرس صوتي كي أتفادى نضرتها التي ترمقني بها لتحسسني أنني من دخل منزلها في هذا الوقت المتأخر وليست هي من فعل ذلك، أعرف أننا سوف نؤجل موعد نومنا لساعتين أو أكثر .عندما تدخل أول شيء تبادر بقوله

-: تستعدون للنوم؟

ترد أمي بنصف ابتسامة:

-الكل نيام وكنت على وشك أن أقفل الباب للنوم أيضا.

تجيبها بعد أن تستريح في جلستها باستغراب تعودت عليه:

-تنامون باكرا، أنا لا يغلبني النوم إلى عندما تتجاوز الساعة الثانية بعد منتصف الليل أو أكثر.

تجيبها أمي وهي تنظر لعقارب الساعة التي توشك على إعلان العاشرة ونصف ليلا:

- هذا لأنك لا تستيقظين باكرا مثلي.

فترد عليها جارتنا:

-أنت فقط من تستيقظين باكرا في هذا الحي، تقولها باستهزاء وتكمل الحديث، أنا أستيقظ قبلك غير انك لا تصدقين غير نفسك.

ويبدأ الجدال بينهما عن من تستيقظ قبل الأخرى لا أعرف كيف مرت كل تلك السنين بدون مشاحنة بينهما بالرغم من أن ألامور بين أمي وبينها تبدوا للجميع أنها متأزمة ،فجارتنا تحب الجدال وأي حديث صادر عن أمي تصادره وتقوم بتحليله لتبدأ استجوابها فلا تحب أن يفوتها أي حدث كيفما كان،اعتبرناها دوما الناقل الرسمي لأخبار الحي .وأمي من عادتها أنها تجيد الصمت خصوصا في المناسبات التي تدعوها للحديث تعتبره انتقاما من نوع خاص،ينجح انتقامها هذا مع جميع من في بيتنا غير أنه لا ينجح مع جارتنا (حبابي فـ) فهي لا تترك فرصة الحديث للأخر، تحب أن نسمعها وعندما نشاركها الحديث تصمت لبعض الوقت وترمقنا بنضرة متفحصة وكأن ما نقوله لا يستدعي أن يقال  فنلتزم الصمت ونترك لها حرية التعبير .هواية جارتنا (حبابي فـ) المضافة لسيرتها الذاتية التدخل في شؤوننا وتعليقها على كل ما نفعله داخل منزلنا، فمرة تجدها محامية دفاع عن أبي ،وتارة تعين نفسها قاضية في أحكام شؤوننا الذاتية، وتارة يغلبها حماسها فتتخذ دور الأم لنا،كل من في منزلنا لا يملك الحق الدفاع عن نفسه أو حتى قول ما يحلو لنا قوله لأنها تجيبنا بدموع تحبسها في عينها :

-أنتم مثل أبنائي وأي حديث أقوله إنما هو لمصلحتكم لكن لو أردتموني أن لا أتدخل في شؤونكم سوف أفعل ذلك.  

"أنا لا أريدك أن تتدخلي في شؤوني "أقولها في سري فقط فلا أجرئ على القول لها ذلك علانية لأنها سوف تصنفني في خانة المنبوذين ولن تحدثني حتى ولو كنت أنا من سوف يفتح لها الباب عندما تأتي لزيارتنا . هذه هي بعض من ملامح جارتنا (حبابي فـ) أحيانا أتمنى منها أن تتأخر في زيارتنا كي تمنحني بعض الخصوصية في بيتنا ،وبالرغم من تدخلها المستمر في حياتنا غير أنها تضفي جوا من الكآبة ،عفوااا من التغيير في بيتنا وبصدق برغم كل ما قلته فيها إلا أننا نحبها كفرد من العائلة ونفتقدها حين تطيل الغياب لبعض الساعات..

أااااااااااااسفة (حبابي فـ)

 

 

 

 

 بقلمـــــ جارتنا ـــــــي
بداية
الصفحة